أقبلينى - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أقبلينى

القبول هو بداية الحب، فأقبلينى

  نشر في 01 غشت 2020 .

وما العائق؟ أهو السن؟ أهو المستوى المادى؟ أهو اختلاف البلدان؟ أم هو شيئ تافة حقير من تفاهات مجتمعاتنا التى تحيل بين العاشقين؟

حسنًا، توجد ملايين القصص الحقيقة التى وقعت على كوكبنا وكان هناك فارق عمرى بين الطرفين (كبير او صغير لا يهم فمدى تعلقهما ببعض غطى على الفارق السنى بينهما) او فارق طبقي اجتماعى ففى حالات هناك فرق في الطبقات الاجتماعية كغنى احد الطرفين اكثر من الطرف الأخر واحيانًا اخرى فقر الطرفين او حتى انعدامهما، وقد سمعنا عن ارتباط طرفين من بلاد مختلفة حتى يمكن ان يرتبط اثنان من قارتان مختلفتان ولم يكترثوا للمجتمعات وأكترثوا فقط ببعضهم البعض وبأنفسهم.

حسنًا، إن العائق الوحيد فى علاقتنا هو القبول، يمكن ان تقبل انت بشخص ما ولكن لا يتقبلك هو، أو العكس. ولكن المؤلم هنا هو الحالة النفسية للشخص الذى يحب الآخر ويسعى لكى يكسبه ويبدأ معه فى تلك العلاقة المقدسة والتى تدوم أبد الدهر ولكن للأسف مهما يحاول ويضحى ويعصر مخه ليخرج بأفكار تقربه من الأخر او حتى تبقيه سعيدًا، يُرفض!! نعم صديقي انه الرفض تلك اللعنة!! فبيدأ عقله المرهق يتسائل أهكذا تمضى الحياة؟ أتتحول كل تلك الآلام التى ليس لها تشخيص او علاج إلى عصابة تقتلنى وتحول حياتى جحيمًا؟ أحقًا انا هنا؟ انا فى دائرة المنبوذين؟ دائرة من دفنتهم حياتهم مقلوبين الروؤس محترقين فى توابيتهم؟ ويكرر هذا الشخص الكلمة الأبدية والتى تلخص كل معانى ألمه: لقد وضعنى – أى الطرف الأخر- فى تابوتً واغلقه علىّ.

إن كنا فى نادى لتعليم أساليب الدفاع عن النفس فهل من المنطقى ان يأتى أربعة من المتدربين فى أول فصل لهم ويجعل المدرب ثلاثة منهم ضد فرد وحيد فى معركة طاحنة ويعتقد ان يفوز هذا الوحيد البائس؟ إلا إذا اعطاه سلاحًا يؤذر به نفسه ويطمئن به فيعادل عددهم بسلاح او أداة يمكن ان يستخدمها فيهزمهم او حتى يتعادل معهم.

إن الحياة ليست عادلة لكن هى فعليًا كالمثال السابق، إننا وحيدين وبائيسن في تلك الحياة، أليس من حقنا ان نحصل على سلاح يكون لنا سندًا، حتى نستطيع الموجهة فى تلك الحياة؟ اعتقد السلاح الذى يناسنى هنا هو الحب، والحب لن يقع سوى بالقبول، ويمكن ان لا تقبلنى فى بداية الأمر ولكن لماذا يا صديقي/صديقتى لا تنظرين إلى قلبي؟ إلى تضحياتى؟ إلى كل تلك الأشياء التى أفعلها لك/ى سرًا وعلانية؟ لماذا لا تتركى لى فرصة اقنعك أننى الشخص المنتظر؟ مهدى الأسلام، مخلص المسيحية، وعٌزيّر اليهودية؟ لك/ى؟

إن مبدأ التعميم خاطئ، إن جاء فى حياتنا اشخاص – ولو كانت الحياة كلها سيئين – فلماذا نعمم تلك القباحة على باقى البشر؟ يوجد مليارات المليارات من البشر الذين خُلِقوا وعاشوا وماتوا وسوف يأتون، أقسم انه إذا كانوا كلهم غير مناسبين فعلى الأقل يوجد شخص واحد مناسب بينهم قد اختصك الله به واختصه بكِ، وأقسم من خلق كوننا أنه أنا، انا من سأفتح باب قلبك بعد غلقه وسأسير فى غياهب نفسك المعتله وأصلحها من كل سوء وصعب جاء فساءك، ولكن أعطى لى فرصة يا أميرتى، أقبليني، أقبليني كما أنا كما قبلتكِ كما انتِ. ولا تتركينى فى دائرة المنبوذين المرفوضين تلك الدائرة القاسية، وإن قبلتينى فتعالى معى نواجه كل من يحاول التدخل فى علاقتنا السامية، المقدسة، الطاهرة، والتى ستدوم حتى بعد زوالنا، وستبقي ارواحنا معلقة ببعضها فى حياتنا البرزخ وحتى فى الآخرة سنكون سويًا ونكتفى بجنتنا وحدنا دون باقى البشر، فكما يوجد فردوس أخروية، توجد بالطبع فردوس أرضية ولن أحصل عليها ألا بوجودك، فأنتى فردوسى هنا، على الأرض.

كل منا له ديكور شخصه الخاص، ترتيباته الداخلية التى يرضاها لنفسه، ليس من المفيد ان تأتى وتغير تلك الثوابت حتى يعجبك الشخص، فبكل بساطة يمكنك الذهاب إلى حياة شخص أخر بها الترتيبات وشكل الديكور الذى تستهدفه انت فى حياتك او فى فتى/فتاة احلامك/ى، انا قبلت بكِ كما انتِ لا اريد ان انقص او ان ازيد أى شئ بك،  انتِ كما انتِ كاملة خالصة البشرية الوحيدة التى كملت فأنتى على غرار أدم، خلقتى على عين الآله وعلى رعيته.

عندما طار قلبي وعشقكِ عشقكِ كما انتى لم يعشقكِ كما توقعك او كما خطط لكى يجعلك شئ ما، وأنا قبلت بكِ كما انتى معشوقتى وحبيبتى فأقبليني ولا تنظرى لسن او مستوى مادى او اهل او تجمد او تحرر او أي شيئ كان ما كان، أنظرى فى عيني وواجهى العالم والمجتمع والظروف وأهم شئ نفسك، وقدرى تضحياتى والالأمى، واعطيني فرصة، وإن نجحت بها، فلا تتركيني.

وأقبليني 



  • Belal Farouk
    فيزيائى، فيلسوف، مساعد صيدلى، اكتب خواطر فلسفية أخلاقية..
   نشر في 01 غشت 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا