أمنية أعزب
أتمنى أن تكوني هكذا .. يا قطعة روحى ..
نشر في 14 نونبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لله در " علية بنت المهدي" أخت هارون الرشيد حين قالت : " نحن نساء مع رجالنا ورجال مع غيرهم " . و حين كنت أقرأ كتاب "تهذيب الكمال " للحافظ المزى عليه رحمة الله وجدت فيه أن إبنتا عاصم بن على كتبتا الى أبيهما توصيانه : " يا أبانا إنه بلغنا أن المعتصم أخذ أحمد بن حنبل ، فضربه بالسوط على أن يقول القرآن مخلوق ، فاتق الله ، و لا تجبه إن سألك ، فوالله لأن يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا أنك قلت القرآن مخلوق "
فلله در بنت المهدى و ابنتا عاصم ، الأولى تمسكت بالاخلاق وكانت فيها رجلاً ، و عرفت متى و مع من تلين ، وابنتا عاصم تمسكتا بالمبدأ والعقيدة حين تعزعزت وقتها بلاداً وأمصارا.
فاعلمى يا " بنيتى و قطعة روحى " أننى على درب أمهات المؤمنين وصحابيات المسلمين ونساء الصالحين أريدكِ أن تكونى ولذلك اخترت لكِ إسماً من أسماء أمهات المؤمنين لتتذكرى ذلك إن أصابكِ الزلل أو أعياكِ الخلل فتعودى إلى قواعدكِ راسخة كما الجبل .
ولا تدرين أي فرح فرحته بكِ حين قدمتِ إلى الدنيا ، و لا أذكر أن لى فرحة فى حياتى مثل هذه حين احتضنتكِ بين يديّ بعد لحظات من ولادتك و كبرّت فى أذنيكِ حتى تكونى مسلمة صالحة من القانتات لله فلا تكسرى فرحتى يومى ولا تكونى سببا ً لحزنى فإنى أُحبكِ أكثر من نفسى .
ولا تدرين كمّ الحزن الذى عانيته حين أصابتكِ أول حمى و أنت رضيعة ، و لا كمّ الألم الذى كابدته حين اخترقت سنون المحاقن لجسدكِ النحيل من أجل حقنكِ بالدواء ، و لا كمّ القلق من أجل رؤيتكِ تتحسنين بالعلاج ، فلا تخذلى حزنى وألمى وقلقى من أجل فتى مستهتر لا يخاف الله و إعلمى أنى أَحببتكِ قَبلَه وأنك فقط لا تدركى هذا .
ولعلك لم تدركى حتى الأن أنى رسمتُ لكِ الطريق وأردت بهذا وجه الله فحاولت قدر ما استطعت أن تحفظى كتاب الله وسنة رسوله وكان هذا عن قصد منى وليس رغبة أمك كما كنت أخبرك ساعة التحفيظ فلا تهملى كتاب الله وتعاهديه يوميا تسعدى .
حين دخلتى المدرسة قرأت خمسة كتب فى التربية لأجل أن أكون لكِ أبا ً عصريا ً يليق بك ، فكونى فتاة مسلمة عصرية ، واكبى عصرك لكن لا تخالفى دينك ، و حين إنشغلت عنك كنت أحاول كسب العيش من أجل أن تكون مُكرمّة فى بيت أبيكى فسامحينى واغفرى تقصيرى ، و حين طلبتى أشياء للمدرسة لم أقدر على الايفاء بها اقترضت لأجل ألا أرى فى عينيكِ الحزن . و أشياء كثيرة لن اخبرك بها وكلها من أجل أن تكونى ملكة فى بيت أبيكى ..
بُنيتى وصديقتى وحبيبتى : إياك أن تخذلينى وتحيدى عن الطريق ، و لا تكسرينى و تعتبرين الفتى صديق ، و تُجاري فى خلع الحجاب السفيه والصفيق ، حينها لا تصف الكلمات ما فيّ من ضيق ..
كونى مسلمة كما أراد الله ....
انتهى
-
محمد عبدالعليممسلم يصبو الى الافضل .. أحاول الكتابة ..