نحو نظرة تأملية للموت...!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نحو نظرة تأملية للموت...!!

  نشر في 04 فبراير 2016 .

ساعات كتير بفكر فى موضوع الموت بفكر فيه من منظور مختلف عن اللى بيفكر بيه الناس ...أغلب الناس دايما فكرتهم عن الموت الخوف والرعب....

 وتلاقى أول ماتيجى سيرة الموت تلاقى التعليقات تنهال عليك.... ياعم ماتفولش علينا ...ياعم فال الله ولا فالك وده غالبا اللى حيتقال لأول وهلة لما حد يشوف عنوان المقالة دى ..بس ياجماعة عمر سيرة الموت ماحتقصر عمر وعمر تجاهل ذكر الموت ماحيطول أجل .....

لكنى بادىء ذى بدء ـأبدى أسفى واعتذارى ان كان تذكيرى لكم بالموت يزعجكم ولكن ليس غرضى من الكتابة عن الموت هو تخويف القارىء او تذكيره بشىء يزعجه كل مافى الامر ان فكرة الموت والتامل فيها يستهوينى الكتابة عنها منذ فترة ..... ستجدون كلاما مختلفا لايثير الخوف والرعب بقدر مايثير الفضول والرغبة فى المعرفة واكتشاف المجهول ....

بداية انا لاادعى المعرفة والعلم ولكن ماسأورده هنا هو مجرد تساؤلات تدور فى رأسى وتدفعنى دائما رغبة داخلية قوية ان اكتب عن الموت ويستهوينى التأمل فى فكرة الموت منذ فترة ....

دايما اسأل نفسى هو اللى بيموت ده بيحس بـإيه أول مايموت وهل بيحس قبلها انه فى علامات معينة بقرب نهايته...والحاجة اللى بتدهشنى برضه حكاية ان ربنا خلا لحظة وفاة كل واحد فينا مجهولة  very Surprise....ودى حاجة لما بفكر فيها بحس بالاثارة والخوف فى آن واحد ....ياترى امتى ممكن تكون ساعة وفاة كل واحد فينا ..ياترى بعد قد ايه حتيجى ..ممكن بعد شهر وممكن بعد سنة وممكن بعد يوم...وممكن بعد ساعة... الواحد لمابيفكر فى الحكاية دى بيحس بمزيج من الخوف وف نفس الوقت الشغف والفضول للمعرفة...

بقعد افكر... ياه... هو كل واحد فينا ليه لحظة معينة حيتحط فيها على ال OFF  وبتخيل دايما ان احنا لحظة مااتولدنا اتحطينا ع ال ON ......وبنفضل ع ال ON لغاية لما تيجى لحظة النهاية اللى هى ال OFF ودى محدش بيعرفها غير لما تحصل له ....

دايما اسأل نفسى واتخيل ....ياترى لو ربنا خلانا نعرف اللحظة والساعة اللى حنموت فيها تخيلو ايه اللى كان يمكن يحصل تخيلو ....ياه ...تخيل لو انت دلوقتى وانا برضه وانا قاعد بكتب الكلام ده تخيل ان انت وانا وكل الناس كانو عارفين امتى حيموتو بالظبط وازاى وفين حيموتو موتة طبيعية ولا ف حادثة ولا بعد مرض ولا ولا ولا....انا متهيألى ان لو احنا عارفين ساعة موتناوطريقة موتنا اكيد كنا عشنا ف نكد ورعب وخوف خصوصا من طريقة الموت ..وخصوصا لو كانت الطريقة حادثة بشعة زى الحوادث اللى بنشوفها ....واكيد حد من معارفك او قرايبك تعرض ليها ......كانت تحولت حياتنا لقلق وترقب للحظة دى ...ده من كتر القلق والترقب الواحد ممكن يموت أصلا ....تخيلو شكل الحياة كان بقى عامل ازاى ..متهيالى الحياة كانت وقفت ...لان محدش كان حيبقى ليه نفس يشتغل وى يعمل اى حاجة ....وأعتقد ده من ضمن الحكم اللى ربنا سبحانه وتعالى اخفى عشانها موعد ومكان وطريقة الموت عن البشر ....وطب

اقتضت ارادة الله سبحانه وتعالى ...وحكمته وارادته ان تبقى اللحظة الحاسمة والخطيرة فى عمر ومسيرة الانسان اقتضت حكمته-سبحانه -ان تبقى سرية لايطلع عليها ملك مقرب ولانبى مرسل ..ولا شيطان أو جان أو أى كان كائنا من كان....

ساعات كتير لماأكون راكب فى ميكروباص او قطار او اكون فى مكان فى تجمع من الناس أبص فى وشوش الناس واتخيل واقول ياه كل واحد ف الموجودين دول ليه لحظة وفاة ياترى امتى اللحظة دى ياترى مين حيموت قبل الثانى فى كل الموجودين قدامى ...ممكن يكون واحد منهم حيموت بعد ساعة وممكن واحد يكون حيموت بعد يوم ..وممكن واحد منهم يكون بعد شهر ...او بعد سنة .....

ساعات كتير باسأل هو ليه ربنا أخفى عننا معاد وفاة كل واحد فينا ...طبعا علماء الدين بيقولو ان ده لحكم كتيرة ....مش مجال الخوض فيها هنا...

بس انا دايما بسأل نفسى ياترى لو كل واحد عرف معاد وفاته ياترى ايه اللى ممكن يحصل ...طبعا اغلب الناس حتقعد تعمل كل اللى نفسها فيه من معاصى وغيرها ولما يقرب لحظة موته حيتوب وطبعا ده من ضمن الحكم اللى ربنا اخفى معاد الموت عشانها...

لكن لما تتخيل ان كل واحد عارف لحظة وفاته ..اكيد كلنا حنبقى خايفين ومرعوبين وحتتحول حياتنا لقلق وتفكير وخوف من اللحظة دى وحنفضل مرعوبين كل مانقرب من اللحظة دى ...حنترعب من كل ساعة بتعدى وتقربنا من اللحظة دى ...مع ان ف الواقع اللى بيحصل انه فعلا كل لحظة بتعدى بتقربك من النهاية بس لان احنا مش عارفين النهاية امتى فبننسى ونتلهى فى الحياة وبنعيش بالامل انه لسه... اكيد لسه ..والخوف والأمل بيوصلوا لدرجة الانكار ..أكيد الناس هما اللى حيموتو مش انا ...أنا حاسس انى انا حعيش اكتر ....

نيجى بقى لتأمل لحظة الموت نفسها ...فيه أسئلة كتير بتدور فى ذهنى بخصوصها ...زى مثلا ...هو الميت بعد مايموت مباشرة بيكون حاسس بايه هل بيكون حاسس باللى حواليه ...طبعا ممكن حد يقول اكيد طبعا مش بيحس بحاجة طول ماالروح طلعت ...ده ممكن يكون صح بس فى بعض الاحاديث بتقولك ان الميت فى بعض مراحل الجنازة بيحس بالصراخ عليه....سؤال تانى هل الميت بيحس بلحظة سير الجنازة ...هل فى درجة من درجات الوعى بتكون فى اللحظة دى ....

هل لما بيبدأ يتدفن بيبدأ يحس ...وامتى بالظبط بترجع الروح عشان سؤال الملكين ....

نفسى اعرف هل الواحد مش بيحس انه هو مات غير لما يدخل القبر ويسألوه الملكين ولا بيحس قبلها فى مراحل الغسل والجنازة ...طبعا أغلب الاسئلة دى محدش يقدر يجاوب عليها غير اللى عاشها-قصدى ماتها-ومر بيها قبل كده....

تخيل لو اجابة الاسئلة اللى فاتت انه الميت مش بيبدأ يحس غير لما الملكين يسألوه ...!!!

تخيل رد فعله لما يبدأ لأول مرة يحس انه هو مش موجود فى الدنيا وانه دلوقتى دخل الى العالم الآخر او ان شئت قل الى عالم آخر عالم لأول وهلة مرعب ومخيف ...تخيل رد فعل الواحد لما يبدأ يدرك لأول مرة انه غادر الدنيا وانه دلوقتى فى عالم الآخرة طبعا اكيد الواحد حيحس بصدمة شديدة....بشعور لايمكن لاحد وصفه الا الذى جربه .....ياترى ممكن ايه اللى يدور فى دماغك فى اللحظة دى...؟! أنا فين ..أنا آخر حاجة فاكرها ان انا كنت فى المكان الفلانى انا كنت مع اصحابى انا كنت فى العربية انا كنت فى البيت ...الخ......اللحظة دى شبه لما حد

انا بتخيل لو الواحد محسش انه  مات غير لحظة وهو فى القبر ...انت متخيل المنظر ..ده ممكن من الصدمة يروح فيها...ويموت....الله ماهو ميت أصلا...أمال هو هنا ليه ..!!!!!!

فجاة وبدون مقدمات تجد نفسك تحت التراب بلا انيس ولا جليس ولا أب ولا ام ولا اقارب ولا أصدقاء ..ولا هواتف ذكية او كمبيوتر وانترنت  لاأندرويد ولا أبل ....

طبعا أغلبنا حيحس انه اكيد اللحظة دى من أصعب اللحظات اللى بتواجه الواحد واكيد حتكون مرعبة ....بس الكلام ده لو مفيش دين او رسول قال لنا ازاى الواحد ممكن بعمله الصالح يحول كل الاماكن دى لروضة من رياض الجنه ....وميبقاش القبر ده مجرد تراب وحجارة وعالم مخيف ...بالايمان والعمل الصالح كله ده بيبقى احلى لحظة ف لحظات المؤمن وبيبقى القبر وكل المراحل اللى بعده من الحاجات الجميلة والسعيدة وبتتمنى لحظتها وتقول ياليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين ...ربنا يجعلنا واياكم منهم...


أحيانا أقف أمام المقابر وأنادى.....أيها الراقدون تحت التراب...ألا تسمعون؟ ......ألا تردون ....؟

ولكن هيهات....ولسان حالهم قول الله تعالى " انما يستجيب الذين يسمعون ..والموتى يبعثهم الله.."وكأن معنى الآية انما يستجيب للنداء والخطاب الذين يسمعون من الاحياء أما الاموات فيسمعون ولكن لايقدرون ولا يستطيعون الاستجابة والرد...الا حين يبعثون يستطيعون الكلام أما الان فالصمت الاضطرارى يخيم على الجميع...تنطبق عليهم الآية الكريمة"هل تحس منهم من احد أو تسمع لهم ركزا"....

ساعات كتير بقعد أبص ع المقابر واحاول اتخيل واسال هما دلوقتى حاسين بينا هل هما عارفين ايه الاحداث واخر التطورات اللى حصلت فى الدنيا بعد مفارقتهم الحياة .....هل هما حاسين بالملل لطول الفترة .....ساعات كتيربتخيل ان عندهم كلام كتيرعايزين يقولوه لينا ....أكيد مواجهتهم للموت خلت عندهم عبر وحكم كتير عن الحياة وبقى عندهم بصيرة ورؤية صادقة بايه اللى المفروض الواحد يعملو ف حياته وايه المفروض الواحد يتجنبه ......ايه الحاجات اللى ضيعت وقتهم وندمو عليها ايه الحاجات اللى عملوها وندمو عليها وايه الحاجات اللى نفسهم لو اتيحت لهم الفرصة انهم يرجعو ويعملوها ......

انه الصمت ...جدار كبير من الصمت ...

انا متاكد ان كل واحد كان رد فعله مختلف لحظة وفاته اكيد فى تفاصيل كتير خاصة بكل حالة وفاة ...لو اتيحت الفرصة للميت كان حكاها لنا ....ايه رد فعله فى بدايه لحظات الموت لو كان مات على السرير يعنى موته استغرق وقت ....او بالنسبة للى مات فى حادثة من الحوادث ايه كان رد فعله وايه تفاصيل الحادث خصوصا حوادث العربيات ومين مات الاول ف العربية وايه اخر كلام قالوه وامتى حسو انهم ماتو بالظبط...هل حسو ان

كم نتمنى نحن الاحياء أن نعرف ماحدث لاحد الاموات بعد وفاته ..كم نتمنى أن يطل علينا احدهم ويتكلم ولو لدقائق معدودة ويكشف لنا بعضا من التفاصيل والغموض فى عملية الموت ....ماذا وجد وماذا كان شعوره فى اللحظات الاولى لنزوله القبر ماذا كان رد فعله على سؤال الملكين....

أتخيل لو قدر لنا أن نلتقى باحد الاموات ونجرى معه حوارا ...ترى ماذا سيقول وماسيكون انطباعه عن الحياة ....بل وعن الموت نفسه ....اتخيل لو اتيحت الفرصة لاحد الاموات ان يتكلم ترى مالذى من الممكن ان يقوله....هل سيخبرنا ان الموت ليس مخيفا كماكان هو يتصور قبل موته وكمانتصورنحن ...هل سيطمئننا ألا نرتعب من فكرة الموت لانه ليس نهاية كل شىء كمانتصور...هل سيخبرنا أنه سعيد بالتجربة...وأنه يعيش مغامرة من نوع مختلف ...وأن محبى المغامرة من البشر سيحبون اغرب مغامرة ممكن أن يتعرضو لها...هل سيخبرنا أن مخاوفنا من الموت مبالغ فيها....وأنه ليس مرعبا بالقدر الذى تخيلناه....

ساعات اقول هو انا لما اكون مكانهم ححس انى عايز أتكلم وأقول كلام كتير ...ده انا فى الحياة لمااكون عايز أقول كلام كتير ومحدش يدينى فرصة بابقى حطق واتضايق ...بقول ازاى ممكن اكون فى صمت اجبارى ....ومقدرش اعلق ولا اشارك ولا اقول اللى نفسى فيه ...ده انا مقطعها كتابة ع الفيس ...ولما بحاول امنع نفسى م الكتابة او الكلام مش بقدر ... هو مفيش فيس فى القبر ...طيب ولا تويتر حتى .......طيب ممكن أكلم الاموات اللى جنبى حتى......هناك بعض الآراء تقول بفكرة انه من الممكن أن يكون هناك تواصل ما بشكل أو بآخر بين الاموات وبعضهم فى البرزخ...

من ضمن الأفكار اللى بتراودنى برضه ..لما حد من صحابى او قرايبى يموت ..أفكر وأقول ياه معنى كده ان الشخص ده مش حقابله تانى فى الدنيا..ومش حيبقى فيه فرصة انى اقابله غير فى الآخرة ان شاء الله ...وياترى ممكن أقابل الناس اللى اعرفهم وبحبهم ولا لأ...وازاى حقابلهم ...وامتى ....وهل فى الجنة ولا النار.....وايه أول حاجة ممكن اقولهالهم بعد كل البعد ده....

يبقى تساؤل أخير ..وهو من وجهة نظرى سؤال مهم ..لماذا نخاف نحن البشر من الموت ....هل لأنه شىء مجهول والانسان عدو مايجهل ...هل لأنه يحرمنا من الحياة الجميلة ويأخذنا منها .....هل لأن فكرة الدخول للقبر والتراب مخيفة ..بل ومرعبة ....هل الخوف من العذاب بسبب الذنوب والاعمال السيئة ......هل لاننا نحب الحياة كثيرا.....

ربما تكون بعض هذه الاجابات وربما تكون كلها ...

المهم ان الموت هو مغامرة ....ممكن ان يعتبره محبى المغامرات وعالم الاثارة ممكن ان يعتبروه مغامرة صحيح انها مغامرة من نوع خاص بل خاص جدا لكنها غريبة ...و مثيرة ...واى اثارة ..انها اثارة ابدية....

المهم يبقى الشىء المؤكد ....أن الموت سيظل عالم مجهول لا يعرف حقيقته الا من يجربه ...وسيظل الشى المؤكد أيضا اننا جميعا وبلا استثناء نهاب الموت ونخافه ...ونرفض حتى مجرد ذكره والحديث عنه فى مجالسنا ......

ستظل فكرة الموت غريبة ...ومجهولة ...سيظل الموت لغز الألغاز وسر الاسرار....مثلما فكرة الروح هى ايضا لغز الالغاز ....مهماتقدم العلم ومهما توالت الاكتشافات ...سيظل الموت من امر ربى مثلما هى الروح....

تحضرنى هنا مقولة جميلة...لعالم فيزياء أمريكي شهيراسمه ريموند سيمولين

«لماذا ينبغي علي أن أقلق بشأن الموت؟ فهو لن يحدث خلال حياتى»


وأخيرا ورغم كل هذه التساؤلات التى طرحتها فى هذه المقالة أتمنى ان تجعلوها بداية لتأمل أعمق فى فكرة الموت فهى فكرة ستظل تستحق التأمل رغم مافيها من خوف ورهبة , فهذه الكلمات البسيطة مجرد دعوة للتأمل وليست هى كل شىء


  • 1

   نشر في 04 فبراير 2016 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا