السارق الساحر
بقلم محمد خلوقي
_________________________________
سرق منا راحة البدن والنفس .. وسكننا حتى الهوس برناته ورسائله وما تحمله إلينا من آراء الناس فينا .. واللهفة جوابا عمن يجاملوننا ..نترقب في شوق ما تحمله نبراته من صور ممتعة واخبار نادرة وطرائف مضحكة ..نمسكه في خشوع دون مبالاة لا بعطش او جوع ..عيوننا اليه مشدودة وعن سواه مسدودة ، سرق منا لذة التواصل مع من يجالسنا ..من امهاتنا وآبائنا وأبنائنا ،وعمق فينا عزلة لم نعد معها نحس دفء الشمس ولا نور القمر .. ولا خرير النهر ولا صفاء الفجر ..نتكلم ونضحك افتراضا دون حضور جسد الجليس ولا رائحة الونيس .. هو معنا أينما كنّا وحللنا ..يسمع دقات قلوبنا ، ويتحسس عرق أيدينا .. يضاجعنا في كل مساحات جسدنا ..يلمسنا ونلمسه بعشق .. ونمسح عنه الغبار برفق .. ونأخذ عنه الخبر بحق.
اذا نقصت بطارية شحنه او انقضت .. يتملكنا الخوف والذعر .. ويزيغ منا البصر وتكثر التفاتاتنا بحثا عن مكان للشحن والوصل ولا يرتاح البال الا وهاتفنا قد اصبح شحنه عال.. ونبضه شغال. ..نعم انه سارقنا الساحر .. سرق منا النوم والاحلام .. سرق منا متعة النظر في أعضائنا ..والتملي بطلعة نسائنا .. الكل اليه ينظر .. ولمكوناته وخصائصه يذكر ويشكر.. ولشفرته يتذكر ..والحزن والضجر والعويل والسَّعَر حين يخسر او يضيع منا او ينكسر.
- 1
-
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
