منذ بلايين السنين وفي أعماق المحيطات كانت تعيش بذرة الحياة الأولى كائنات أحادية الخلية ما لبث أن انقسمت حتى أغدقت على كوكب الأرض بنعمة " الحياة " وتحول الكوكب الميت الى الكوكب الذى نعيشه الان ولكل يبدو أن لكل تأثير هناك تأثير رجعي فمع نشأة هذه الكائنات وخلق الحياة كانت هناك كائنات غير حية أصغر حجما منها وأشد فتكا تقبع تنتظر لا يشغل بالها سوى أن تدمر تلك " الحياة " .

ملايين السنين والتاريخ البشرى يتصارع مع الأمراض !!

كائنات مجهرية لا ترى بالعين المجردة تغير مجريات التاريخ بأكمله !!

لا تصدق !! لنعد بالزمن قليلا الى عام 1349 في الشرق الأوسط تقدر الوفيات ب 25000 مسلم .

كما توجد إحصائية تابعة لمكتب التعداد الأمريكي أن الطاعون استطاع أن يقتل من 30 – 60% من سكان أوروبا كما تم تخفيض عدد السكان من 450 مليون الى 350 او 375 مليون في القرن الرابع عشر فقط . كل هذا بفعل اليرسينيا الطاعونية أو فيما يعرف باسم الطاعون .

ولكن موضوعنا هنا ليس عن البكتيريا بل عن الفيروسات الكائنات متناهية الصغر حتى لو أن للبكتيريا عينين فإنها لن تستطيع أن ترى الفيروسات .

الفيروسات كائنات محددة لأبعد مدى من الصعب أن تصفها بالتشويش تعرف ما تريد وتفعله لكن مقالي هنا عن طريقة حكمها . تستغرب من كلمة حكم . لا داعى لهذا فالفيروسات كائنات قائدة بطبيعتها تميل إلى الحكم وإصدار الأوامر وإثامة دولة راسخة بل حتى التوسع لإقامة إمبراطورية فيروسية مترامية الأطراف قد تزيد عن إمبراطورية روما نفسها .

كيف هذا ؟؟

يقول د.سيرجى قره مؤلف كتاب التلاعب بالوعى " ما إن يتشبث الفيروس في الخلقية حتى يحقن فيها ر.ن.أ كتبت فيه أوامر "انتاج" الفيروسات . وتظهر في الخلية كحكومة سرية تخضع لإرادتها النشاط الحيوى لهذه المنظومة الهائلة وتصير موارد الخلية الان موجهه لتنفيذ ما يوجد في المصفوفة المقحمة "

في البداية على الفيروس أن ينتقى الخلية التي سيحط عليها وبعدها يصنع معها عقد اجتماعى أخلاقى لأنه الأدرى بصالحها ( وهذا العقد حقا شيء عجيب فالخلية هي مصدر الحياة والفيروس هو شيء غير حى فكأن الموت يتعاقد مع الحياة ) موجبه أن تنفذ كل أوامره بلا تفكير وتتقبل هي مرغمة على هذا ما تلبث بعدها أن تتحول كل مواردها وإنتاجها إلى هذا الفيروس فتستنسخ منه الاف النسخ التي تدمر الخلية فيما بعد لتجعلها شبه ميتة ثم تنتقل إلى خلايا أخرى لتتكرر العملية .

ما أتعجب منه حقا هو ذاك العقد الذى حول الخلية من كائن منتج لذاته الى كائن منتج لغيره قد سلم عقله وتوقف عن التفكير فصار عبدا .. عبودية اقتضاها الرضوخ والانكسار والخداع .

السؤال هنا بعدما عرفت طريقة حكم الفيروسات . ألم تتعامل فى حياتك مع فيروس بشرى على هىئة قريب او صديق ؟؟ شخص يعيش على مشاعرك واحساسك المتزايد بالذنب ..ذلك الاحساس الذى يمكنه من أن يطأ أرضك ويخترق حدودك مصدر أوامره لك وأنت كالمنوم تتبعه حتى إلى أقاصى الجحيم !! 

غالبا ما نميل الى دمارنا !!! ولكن ألا يوجد ما تضيفه لحياتك مع تلك الكائنات التى تتخذ منك صديقا لتدمرك !!