نحن والولايات المتحدة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نحن والولايات المتحدة

  نشر في 24 نونبر 2018 .

منذ تدخلها في حرب السويس 56؛ وتلقين بريطانبا وفرنسا درسا بأنه لايمكن التحرك في هذه المنقطة إلا بموافقاتها المسبقة كانت حرب 73 هي الشيء الوحيد الذي حدث في منطقتنا العربية دون أن تكون الولايات المتحدة هي المخططة له أو تباركه على الأقل. ومنذ أن صرح السادات بأنه 99 في المئة من أوراق اللعبة بيد أمريكا؛ ساعتها لم يكن يقرر أمرا واقعا حيث كان هناك بعض اللاعبون الأقوياء في المنطقة مثل الاتحاد السوفيتي وقتها؛ وبعض التأثيرات من جانب فرنسا وانجلترا؛في محاولة بحث كل طرف عن مصالحه، وإنما كان هذا التصريح بمثابة استقراء لما سيحدث ؛ وفي اعتقادي بأن السادات نفسه ساعد بتصرفاته بعد الحرب على هذا الأمر .

فبدأت مرحلة الانفتاح الاقتصادي وقتها _ وأنا هنا لا أناقش النظريات السياسية والاقتصادية_ ولكن هذا الانفتاح تم تدمير كل مايمكن أن يحفظ لمصر نصيبا في قرارتها المستقبلية. فكانت عمليات التهريب والإغراق الواسعة التي أدت لانهيار شركات القطاع العام، التي كانت سببا رئيسا في عملية صمود مصر بعد يونيو وصولا لأكتوبر؛ وأغلقت الشركات المصانع التي كانت تعمل في مجالات الأغذية والمشروبات وحل محلها الشركات الأمريكية ... الخ_ ربما سنتناول الوضع والتحول المصري بشيء من التفصيل في مجال آخر_ . وطبعا لا يمكن أن ننسى الفرصة التي منحها السادات لجماعات الإسلام السياسي. وكيف تلقف الأمريكيين ماحدث في الجزائر على سبيل البروفة بالإضافة لإستغلال هذا التوجه في المساعدة على تفكييك الاتحاد السوفيتي بنفل المحاربين لأفغانستان إبان الحرب بين روسيا والإفغان.

بالعودة لموضوعنا الأساسي وإجبار الدول العربية على الدخول فيما يسمونه بالعولمة أو نظام التجارة العالمي؛ سواء ترغيبا أو ترهيبا . فقدت كل الدول العربية منفردة سبل الاستقلال،خاصة في القرارات التي يمكن أن تتخذ مع اسرائيل .

لم يلتفت الساسة االعرب لمقولة وزيرة الخارجية الأمريكية سابقا ( أن القمح سلعة استراتيجية؛ لايمكن السماح لها بأن تكون في أيدي المزارعين)!. وتخلصوا بكل بساطة عن سبل البقاء في دولهم دون مساعدة من الآخر/ الولايات المتحدة وحلفائها.

ببساطة شديدة ومن النظرةالأولى ستدرك أنه لو أفيقت تلك الدول مجازا ووجدت دعاوى التكامل الاقتصادي العربي فرصتها، وأن هناك دولا من الممكن أن تكون سلة الغذاء لهذا العالم . ستجد نفسك تنظر للخواء. فالسودان بعد التقسيم والحركات الانفصالية تعاني من شبه مجاعة في الكثير من مناطقها شمالا وجنوبا نتيجة الخلافات. والحديث عن العراق يثير شجونا عديدة ولكنها في نفس الوضع تقريبا .

بنظرة واحدة ستجد أن تقسيمات العالم العربي منحصرة بين دول الخليج التي تملك النفظ ولاتفعل شيئا سوى بيعه وجني أرباحه مع بعص السماح بمجموعة صناعات تكميلية تعتمد على المكون الأجنبي أساسا .

وكل عام يذهب العائد الأكبر من بيع النفط لشراء الأسلحة الأمريكية، بعدما نجح الأمريكيون في تحويل دفة إيران من كونها على عداء مع العراق . إلى إشاعة أنها طامعة في دول الخليج. وفي نفس الوقت تساعدها إيران سواء عن وعي أم لا. فهي أي إيران لمحاولة إقبات أنها تتخذ موقفا من أمريكا تقوم بتهديد الخليج، فتمنح دافعا لشراء السلحة والحماية الأمريكية. مع أن الكل يعلم أنه لو حدثت حرب فلن تصمد هذه الدول أمام إيران لساعات وسيكون الأمر أشبه باجتياح الكويت. وحتى لا يتكرر هذا السيناريو، سمحوا بإنشاء قواعد عسكرية أمريكية . مع السماح لتلك الدول ومواطنيها بالإنفاق بسخاء على كل ماهو استهلاكي وترفيهي . بل ويقيموا بعض البورصات التي تصور لهم أن لهم وجودا على الساحة الاقتصادية. ولكن عليهم التحرك داخل الخط الاستهلاكي والترفيهي والرياضي أيضا. وماحدث في أزمة دبي من سنوات لخير تذكير بهذا الأمر.. فأثرياء الخليح من حقهم شراء أندية وتكوين شركات جوية تنقل المسافرين منها ... الخ ولكن عليهم الابتعاد عن الشركات التي من الممكن أن تنتج الأسلحة والأدوية .. الخ.

كما أن كل الأسر الحاكمة في هذه الدول تحاول بشتى الطرق أن تصرف نظر أمريكا عن دعاويها في الديموقراطية بالمزيد والمزيد من الولاء. وبذا تكون هذه النقطة هي مجرد أداة تستخدمها أمريكا في بعض الأوقات تجاه بعض التصرفات الخارجة عن النطاق وإعادة تلك الأسر للخط المرسوم مسبقا.

ولامانع لإرضاء غرور تلك الدول من أن تنفق فوائضها المالية في محاولة اإحساس بالقوة تجاه جيرانها أو بعض الدول والأنظمة العربية . ولكن اتساقا مع الإرادة الأمريكية

لبنان ومعروف مشاكله منذ السبعينات وغير مسموح له تقريبا بالاستقرار نتيجة تماسه مع اسرائيل. الأردن هي من حلت مشكلة اللاجئين الفلسطينين سابقا أيام النكبة والنكسة نتيجة حاجتها لشعب آنذاك.

ليبيا وكانت تتمتع بما تتمتع به كوريا حاليا نتيجة عدم توقع مايمكن أن يفعله القذافي كرد فعل. ثم عندما انكسرت شوكة مناصريه تم حصاره؛ ثم تصدير ماسمي بالربيع العربي وشاركت المؤسسات الدبلومساية الغربية في عملية قتله جهارا . وأصبح وضعها الآن أو مايراد منها أن تكون مجرد مصدر قلاقل محتمل لمصر والسودان ومن الممكن تحريكه في أي وقت.

دول المغرب العربي . معرفو توجه تونس المسبق من أيام بورقيبة في عملية الصراع العربي الإسرائيلي وهو ماترسخ عندهم . لذا كانت المفاجأة هي اندلاع ماسمي بالربيع العربي من هناك . ولكن الغرب سريعا ماتدخل للإنقاذ ؛ وعائدا بها تقريبا لسيرتها الأولى مع وجود بعض المشاكل التي تواجهها ولكنها لن تصمد مع الزمن. الجزائر من من زمن عباس مدني وجبهة الإنقاذ التي لم يستفد من دروسها سوى الغرب . تحاول ان تربط أنفسها أكثر بالساحة الأوروبية لا العربية وبعد يومدين بم يعد هناك التماس الكافي بين القضية العربية وساسة الجزائر كما ان عملية تأجيج الصراع بينها ومراكش يتم حين الحاجة إليه. ودولة المعرب فهي من زمن لها اتجاهها الفردي. ولذلك فهي تقريبا تنتج من السلع الاستراتيجية أكثر مما ينتجه جيرانها.

كانت الشوكة هي سوريا التي من الممكن تكتفي ذاتيا في سبل الحياة اليومية نتيجة سهولة أراضيها وخصوبتها؛ والتحكم نتيجة الوعي في الزيادة السكانية. وهذا ماكان يشكل قلقا على الساة الأمريكيين خاصة . فكانت الحرب الأخيرة التي تخوضها الان ولحسن الخظ لم تسقط كلية نتيجة استيعاب روسيا والصين ماحدث للقذاقي . والخشية من فقدان سوق من الأسواق المتبقية لتلك الدولتين وتأكديا أنه لهم دورا لايمكن التغاضي عنه في عملية رسم السياسة الدولية. ولكن نتيجة الأحداث ومامر بسوريا فلن تستطبع على المدى القريب أو المتوسط الدخول نحو مرحلة الصلابة والإكتفاء

الوضع الان ببساطة أن كل دولة عربية تقريبا لا تستطيع العيش أكثر من ثلاثة أشهر دون تدخل خارجي عن طريق استيراد الغذاء والدواء. وترسخت العادة الاستهلاكية للمنتج الأمريكي والأجنبي . ولعلني لا أكون مبالغا أن الشعوب العربية نتيجة نمطها الاستهلاكي ع التي تعيل المجتمع الأمريكي والغربي نتيجة الأرباح التي تحول للمساهمين في الشركات الاستهلاكية ويدفعون عنها الضرائب . وقد لا أكون مبالغا أيضا لو قلت أنه ستكون هناك قلاقل كبيرة لو لم تكن في الأسواق عبوات المياه الغازية ولم يكن هناك بث للدوريات الأوربية لكرة القدم.

ماذا يقدر عليه الساسة العرب لو غردوا خارج سرب الولايات المتحدة ؛ وأعلنت أمريكا العقوبات عليها . وهي دول يعتمد بعضها على المعونة والآخر على الحماية وتأمين الواردات؟

إن محاولة الخروج من التبعية يقتضي الرجوع لعملية الاكتفاء . لامجرد ان تكون منتجا للأوليات أو مستهلكا ضخما.

لو أمكن للدول العربية ان تتخمل عقوبات كالتي تفرض على إيران أو كوريا الشمالية ؛ ساعتها سنقول أن هناك أملا وستكف اسرائيل عن فعل كل مايحلو لها دون رد فعل سوى الصراخ


  • 2

   نشر في 24 نونبر 2018 .

التعليقات

كلام صحيح ، والاصح ان البنك الدولي يحكم الدول العربية ، الشركات الأمنية الامريكية تحمي قادات الدول العربية ، فبما ان الحكام يطيعون فلا حاجة للتغيير ، اما لململة الشعوب ، فبإمكان الحكومات واعلامها ان تخفف عن الجماهير بالكلمة الطيبة والدعاية الملونة .
0
نور جاسم منذ 5 سنة
اشكرك على هذه المقالة التي سردت واقعنا بتفاصيله. سلمت يداك
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا