من بعـــدي الطــــوفان..بقلمي: إيمــــان فايد

إننا نبحر في بحر لا تطال نهايته مرامي أبصارنا..ونفعل كل شئ مخالف لقوانين البحر..

وذلك البحر لم يكن غادرا ..فقد كنا غادرين قبله.. وفعلنا كل شئ بأنفسنا قبل أن يفعل هو بنا أي شئ..

ولكننا حينما نغرق سويا لم يعد لذلك البحر أن يفرق بيننا إنه سيحطمنا جميعا وقد كان محقا ..فنحن جميعا نصل علي أكتاف بعضنا البعض ..فصرنا أكثر أنانية ..

والجميع يضع بصماته علي جراح غيره ..وقد أجاد اللعب بتلك الآلام ..وهل لتلك الجراح أن تلتئم والجميع ينهلها دون رحمة..

ولكنهم لا يرون سوي ما أرادوا ولا يسمعوا سوي ما تستهويه مسامعهم ..

لقد صارت حياتنا شائكة أشبه بكرة ملساء من الخارج ..ولكنك حينما تقترب قليلا وتنظر داخلها ..تري عقبات وحواجز ..

أؤمن كل الإيمان أننا من وضعنا كل الحواجز وصنعنا تلك العقبات ..وقد كنا نحن صانعي الأزمة ونحن أول من يسعي لحلها ..

وقد أردنا للحياة ألا تكن بسيطة.. والبعض تسكنه بارانويا ونقاط للنقص..

والبعض يتمارس نقائصه علي غيره ..وهنالك من يتعايشون علي صرخاتهم تلك التي لا يسمعها أحد منهم..وبعضنا ينضج وينمو علي رفات غيره..

كيف لنا أن ندعي عدلا أو أن نطلب عدلا ..و وذلك العدل الذي يزعمونه أبعد ما يكون عن طريقهم ..لقد سلك طريقا آخرا لقد ضلوا عنه وضل عنهم ..كيف لهما أن يلتقيا..؟!

يبدو أن الطريقين لن يلتقيا ..وصارت النقاط متباعدة أكثر وأكثر ..وصرنا أبعد ..

ألسنا متناقضين قليلا..نطلب الشفاء ونسعي أيضا في تلويث الجراح..؟

بل إننا متناقضون إلي الحد الذي لا حد له....

ولكن من ليسمع ..وتري الكل سائر بمبدأ أنا ومن بعدي الطوفان ..فهل تنجو بنا السفينة أم سيقدر لها الغرق..وإن كانت كل الطرق التي كنا نحسبها نجاة كادت لتودي بنا إلي الهلاك..

ولا تدري إن كنا ننج أم أننا قد شرعنا الغرق حقا ....

بقلمي: إيمــــان فايد

الجمعة: 30 مارس 2018