تلك الملامح على وجهها لا تنسى ..
و كيف لي ان انسى ..فهي التي هزت وجداني .. و حطمت بداخلي الكثير من الجدران .. و فجرت بداخلي ينابيع من الاحزان ...
كيف لي ان انسى ..
ما زلت اتذكر ذلك اليوم حين رأيتها و هي تعبر الشارع كشبح او ظل لا يعيره أحد إهتمام ..كانت نحيفة الجسم ..بالية الثوب ..ممزقة الاطراف.. ترتدي ثيابا ممزقة بمرارة الويلات .. كانت تمشي بلا وجه ..فهل بعد كل ذلك الشقاء و الحزن و الالم .. سيبقى لوجهها ابعاد ...........كان وجهها الرمادي خال من البسمات مجردا من الحياة .. تسكن القسوة تضاريسه .. وتستحوذ على تفاصيله الصغيرة ... وتعريه من كل جمال ..
. ... تعيش على نبضات ..لا تعرف لاجل من كانت تدق هي .....
...بخطوات متثاقلة كانت تمشي ..... بل تطير.. مثل ملاك حزين لم يحالفه الحظ .. ليولد بدون اجنحة .. و يعيش بين بني الانس.. .... كانت كل الشوارع تعرفها ..كل الجدران تعذرها .
.إلا بنو جلدتها .....
وهي تمشي فوق الرصيف بخطواتها البائسة .. الغير مسموعة .. كنت انا اسمع الكثير ...من وراء كل ذلك الصمت .. اسمع صراخها و هي تصرخ و تبكي ..كان الحزن و الالم بداخلها اكبر من كل شيء .. يتراكم يوما بعد يوم .. بعشوائية ..حتى صار الحزن بداخلها بركان خامد .. و لو تحدثت بكلمة ..لإنفجرت بداخلها اشياء و اشياء ..كثيرة .. ....
كان صمتها ابلغ من ان تتحدث .. وتبوح بمعاناتها لمجتمع لم يتقبلها و لحياة رفضتها...
أحسست ان بداخلها الكثير لتقوله ..و لكنها لم تقل شيئا .. كانت تحس انها غريبة حتى و هي بوطنها ..
.لا ادري ما هي قصتها مع الحياة .. و لكنني اعلم انها أخفقت في الكثير من الامتحانات ...و عانت .. وتألمت ... سقطت .. وتحطمت ...عانت كثيرا لاجل لقمة العيش ..
و لا زالت تعاني ..
الجميع هنا يدعونها بالمتسولة . اما انا فكانت في نظري ملكة ... تخلت على كبريائها ..و رمت سولجانها و تاجها ..بوجه رمادي خال من الدموع ..انتفضت ..
و حملت عنفوانها.. رافعة التحدي .. .صارخة بصوت عال في وجه الحياة ..
انا هنا و سأبقى .. عنوانا للصمود ..
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
التعليقات
..حتى بطلة المقالة .. لم تسلم من الاحزان .... ههههه.... عبد الغنى