ألسنتهم تنطق غاياتهم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ألسنتهم تنطق غاياتهم

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 27 غشت 2020 .

ألسنتهم تنطق غاياتها

..هيام فؤاد ضمرة..

اسرائيل اليوم تواجه أصعب مراحلها منذ احتلالها فلسطين، رغم تسجيلها النجاح في جر الدول العربية إلى التطبيع معها، فالوضع الاقتصدي الداخلي يعاني التدهور قياسا للماضي لكنه قد يكون جيدا قياسا لدول المنطقة التي تعاني الاختناق، غير أن الكاتب اليهودي في صحيفة هآرتس تشاك فريليتش يرى أن إسرائيل تقف على شفا خطر حقيقي ونتياهو يغامر مغامرته الجنونية بضم الأغوار والضفة الغربية ويستخدم كل سلاح سياسي ويتمادى على سيادة القانون الاسرائيلي لينقذ نفسه، لكنه ما أن نجح بنزع فتيل العوائق السياسية التي كانت تهدد استمراريته بالحكم من خلال محاكمته، حتى لجأ إلى حملة شعواء لتقويض النظام القضائي وسيادة القانون من أجل النفاذ من عقوبة السجن التي تتهدده إذا ما قال القضاء كلمته الأخيرة.

ويرى هذا الكاتب أن الركائز الرئيسية للديمقراطية الاسرائيلية سوف تتعرض لاختبار عصيب وقد تصاب بهزة قوية تصل إلى الأعماق، والأزمات ما زالت تتضاعف في الداخل إلى حدودها الخطرة، خاصة بعد ارتفاع نسبة البطالة إلى حدودها العليا، وتعطل المصالح الاقتصادية مع أزمة كورونا، وارتفاع الفاتورة العسكرية والصحية، والتأثيرات التي يتسببها تململ السكان من الأوضاع المتردية خاصة مع توقف اعانات البطالة التي كانت تخفف من أزمته،

ليجد نفسه نتياهو محشور في الزاوية الضيقة، وعليه أن يتقدم خطوات باتجاهات متعددة، وكالعادة ليس غير الرئيس الأمريكي ترامب الداعم الأكبر له ليقدم له الضغوط المناسبة على حكومات العرب ليباشروا سريعا بإعلان التطبيع دون تردد ودون الالتفات لرأي شعوبهم، يساعده في هذه المهمة الرئيس السيسي على ما يؤكده المتابعون، بالوقت الذي يلقي هو فيه الطعم الشهي للشعب اليهودي حول ضم الأغوار للمنطقة المحتلة سابقاً، ليبرمج عصبهم على أن كل شيء يسير معه وفق استراتيجيات السيطرة، وها هو يقدم لهم طعم التطبيع العربي واعتراف دول منطقة الشرق الأوسط باسرائيل دولة ضمن منطقتها الشرق أوسطية، وإلقاء حقوق الفلسطينيين وحقوق المسلمين بالقدس واللاءات القديمة التي اتخذوها شعارا لهم خلال مؤتمراتهم الشكلية والتي عفا عليها الزمن خلف الظهر..

وهذا بحد ذاته انتصار عظيم ما كان أحد من اليهود يحلم به ولا حتى مجرد خيال، يدعمه جيش من بلهاء ذباب العرب من خلال التفوه بالخزعبلات المزيفة التي تخدم مصلحة الدولة الاسرائيلية رغم كونها دولة احتلال، حتى اليهود أنفسهم باتوا غير مصدقين ما يتقوله هؤلاء من كلام يعرفون سخفه وسخف قائليه، لكنها تعتبر امكانات دعم عالية يحصلون عليها بالمجان، فهم على علم حقيقي أن سوق هؤلاء رخيصة، لكنهم لم يدركوا حجم رخص النفوس في بعضهم فتراهم يستمعون متراقصين لطبولهم الفارغة غير مصدقين.

نتنياهو تصرف بشكل جيد لينقذ دولته من تفاقم عزلتها في هذا المكان، مما ينزع عنها شرعيتها على المستوى الدولي، وربما يرى نتنياهو نفسه منجراً إلى شفا حرب جديدة غير مضمونة نتائجها رغم أن منهجية حروب اسرائيل المبادرة بالضربة المفاجأة القاضية التي تشل من حركة عدوه، والتي ظلت قيادات العرب لا تتعلمها ابدا،

نتنياهو يرى أنه غير قلق على نيل الموافقة الدولية على ضم الضفة الغربية لو أراد ذلك لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسهل له أمرها على غرار ما فعل باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وضم مرتفعات الجولان، ولكون الفلسطينيين أعلنوا أنهم غير ملتزمين باتفاقيات أوسلو فالملعب أمامه فارغ. وإذا الفلسطينيون لجأوا إلى تصعيد العنف فإن الجيش الاسرائيلي سيكون لهم بالمرصاد جاهزا لاستخدام أقصى مظاهر القوة لاستعادة السيطرة، فهم أي دولة الاحتلال أمام خيار واحد إما أن يكونوا أو لا يكونوا وخيارهم الاستمرار بالتواجد لا رجعة فيه حتى لو اضطروا أن يبيدوا الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه.

بل إنه يتنبأ بأن أجواء الفوضى التي سيثيرها الفلسطينيون ستخلق لاسرائيل ظروفا تاريخية تتيح لاسرائيل بضم كامل الضفة الغربية لتضع للفلسطينيين حدا لتطلعاتهم المستقبلية.. والأمر الثاني أنه سيجبر الفلسطينيين على الهجرة خارج فلسطين.. ويشير هذا الكاتب إلى أن فوضى الثورة الفلسطينية سيؤدي إلى تجديد حالة السيطرة على فلسطينيي الداخل اقتصادياً واجتماعيا مما يشكل عليهم حملا ضاغطا لا يطاق من شأنه أن يدفعهم للرحيل.

واسرائيل تدعي أنها لا تقلق حيال ارتفاع التكلفة لهذه المرحلة لكنها ستجد نفسها تفرغت عمليا لحل مشاكلها الداخلية في مجال الصحة والتعليم والاقتصاد وبناء البنية التحية بوفرة أفضل.

إلا أن هناك عقبة كبرى تواجه اسرائيل حين المباشرة العملية بضم الضفة الغربية من فلسطين، وهو التحرك العسكري الايراني من جهة سوريا ولبنان وهذا ما سيضع بالاعتبار حدوث صدام عسكري ايراني أمريكي واسرائيلي فوق الأرض السورية

ويؤكد هذا الصحفي في مقالته أنه مهما كانت شكل الأحداث التي ستعقب ضم الضفة الغربية للاحتلال، إلا أن النتائج بالنسبة لاسرائيل ستكون عظيمة الفائدة وستجد نفسها تتمدد على أكثر من الأرض الفلسطينية والجولان، وستحقق في مدة وجيزة دولتها الكبيرة التي بها تحلم

وبعد كل هذا.. فماذا يرى المطبعون خوفا من هذا الشيطان اللعين، وقائمتهم تطول وتتشعب وتتمدد فوق كافة دول العرب، هل يعتقدون أن الخطط الجهنمية التى تلعبها دولة الاحتلال غير الشرعية لن تطول في يوم من الأيام دولهم حقا ندعو الله باخلاص ألا يحدث هذا، وهل سيسلمون مما سقط فيه غيرهم، لا أظن إلا أن دولة الاحتلال تخلق لكل مرحلة ظروفها بغض النظر عمن ساندها ومنحها من الغزل أقواه وأحلاه، فمصالحها ليست عرضة للمقايضة إلا في حدود ما ستحصل عليه من المنافع، ومنافعها يعلمها القاصي والداني وهي في دولة كبرى تتجاوز مساحتها في ما بين النيل والفرات بكثير وتصل جنوبا إلى الحجاز وخيبر حتى اليمن، ولهذا تحاول أن تجعل لها تأثيرا دبلوماسيا من خلال التمدد الاقتصادي حتى أواسط افريقيا.



  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 27 غشت 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا