لا يَتمَيز الإنسان السطحي عن الإنسان العميق في شيء حتى في السطحية، يكون العميق سطحياً أكثر في المكان والوقت الذي يُهدد فيه عُمقه ماءَ وجهه وسلامة حدسه.
وعلى غرار ذلك يكون الإنسان الحدس الكوميدي للانسان العميق أسمى وأنبل من الحدس الكوميدي للانسان السطحي، فالأول يعتبر الكوميديا موقف ترتبط أبعاده بغير المألوف من النزعة الأجتماعية والإنسانية، بينما الصنف الأخر يتجسد البُعد الكوميدي عنده بحركات اليدين والفم المبالغ بها وربما سقوط شخص أمامه بطريقة ما يُعتبر موقف كوميدي يستدعي الضحك لساعات طويلة!!
ومن هُنا يكون الإختلاف الجوهري في التصورات كلها
فالسطحي من الناس يميل لكل شعور متطرف وتتلخص أبعاد الرضا لديه في (المال، والعلاقات الاجتماعية، والشهرة، والموضة، ورضا الآخرين عن تصرفاته وأخلاقه).
بينما الإنسان العميق يرى أن السعادة حالة من التوازن الكامل بين ( الجسد والروح والنفس) ويعلم يقيناً أن تعاطي السعادة والنجاح النسبي يخضع لقانون التناقُص فكلما أمتلك الاشياء قل شغفه أتجاهها لذلك فهو يومن أن لا سعادة كاملة في دنياه وكاّنه يخاف من إكتمال مشهد السعادة لان ما بعد الاكتمال حتماً النُقصان.
وحالته النفسية متمثلة بقول ذاك الشاعر العبقري
متى ما أزدت من بُعد التناهي * فقد وقع انتقاصي بازديادي
وهذا ما أشار اليه الفلاسفة الكبار ضمنياً ( راسل، وشوبنهاور، وتولستوي وإخوانهم)
وعلى ذلك يعيش الإنسان الواعي حالة من الشك الدائم من جدوى المعاناة في سبيل المال او الجاه او الشهرة او السلطان
وهذا ما عاشه أبو الأنبياء إبراهيم عندما رآى القمر فقال هذا ربي وسرعان ما غير رأيه عندما رآى الشمس أكبر ثم قال اذا لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين....
-
Abdallahhaمهندس ابلغ من العمر 31 سنة ، من هواياتي المفضلة كتابة الخواطر الفكرية والاجتماعية والدينية