وقرب نهاية أغسطس  ..وبعد منتصف الليل وهو توقيتي المفضل في الكتابة ...

وكعادتي في ليالي الصيف الهادئة أجدني أجلس في غرفتي تحت ضي مصباح خافت جدا ...

أفكر في كل الأبواب المنفتحة من حولي .. لا أعلم ما الصواب وما الخطأ ولكنني سأفضل المواجهة علي الهروب  ..

سأفضل الخوض في التجربة مهما كانت النتيجة ...

سأترك الأشياء في يد القدر تلك المرة ...

فلعل الأشياء التي تقلقنا هي الخير ..

فهما كانت التجربة ...فهي تضعنا علي صواب الطريق وتصحح خطواتنا بكل مرة لاحقة ...

ولكن المشكلة تكمن في كوننا لم نعد  لننبهر بالأشياء فتبدو أقل من العادية ..وطموحاتنا تزداد يوما بعد يوم ...

يبدو بأن الإنسان كلما نضج كلما قل انبهاره .. كلما كان واعيا أكثر مدركا لمصالحه ..كلما كانت اختياراته أصعب وأكثر حذرا ...

مرة بعد مرة يصبح الإنسان نسخة ناضجة جافة جدا لا تنبهر سريعا..ولا تثق  أيضا....

فيدرك شيئا فشيئا بأن الحياة  غابة واسعة وصيد مستمر ..

فإن لم تسعفك الفرصة هنا فلتبحث عن غيرها وغيرها ...

وذلك كان قدر الطامحين الذين لا يتوقفون ..فالحياة مرهقة ولكن متعتها في ذلك الشقاء ...

لا يمكن أن أتصور حياتي كلها راحة.. إن الراحة المتصلة تعني الفراغ... والفراغ يعني طاقات سلب العمر بالبطئ....

بينما زحام الأيام يسرق أعمارنا في كسب الخبرات واكتشاف حياة خارج النطاق وخارج البراويز القديمة ...

واكتساب مهارات جديدة .. صداقات جديدة ..حياة جديدة ...

وإنها لمن أمتع ظروف البعد والسفر ..لذا فإنني قد آثرت البعد علي القرب ...

أن تبقي راكدا في مكانك يعني أن تبقي ميتا ..والعالم من حولك يدور وأنت صلدا راكدا..جاهلا لا تدرك شيئا عن الحياة ...

بينما في العالم خبرات أخري .. ذكريات جديدة تنتظرنا وننتظرها ..

ولا ندري أي نهاية ستفضي بنا إلي أي بداية ...

تلك المرة سأودع حياتي بيد القدر وحده...لعل في القدر أشياء أجمل ..

 لعل في القدر ما تتمناه قلوبنا وما نستحقه ولا ندري ......

بقلمي: إيمان فايد

طبيبة بشرية

الأحد: 29 أغسطس 2021