لا تزال مجهولة وستضل مادمت لا أفهمها ، مادمت أكلمها رغم عدم رؤيتها ، أسمعها مع غياب صوتها و أصعب شيء هو كوني أصدقها دون أن أعرفها ، أهي ملاك من السماء سخر لي إن لم أكن أنا المسخر لها أم هي إبليس ابتليت به و ستكون عابرة سبيل كسابقاتها.
ها قد أبحرت باخرة أفكاري آملة في اصطياد إجابات لكل غموض فأتت رياح لا يشتهيها أي بحار فعدت إلى اليابسة بخفي حنين، حتى نظرتي الواسعة للحياة لم تكفني في قراءة أفكارها ولا في إيجاد عنوان لها، كان كل ما توصلت له هو أن عقلها كنز لسانها مفتاحه أما قلبها فهو جنة لم أجد مفتاحه، كما أنها حاملة لشهادة الحرص على الإبداع عكر صفوها افتراس فباتت تبكي و لا تشكي، متألمة غير متكلمة، حتى تقتها بمن حولها لم يعد لها وجود في زمن أصبح المحب فيه يعد مجنون.
تلك كانت ليلتي، بين عتمة الليل و غموض الأمور، بين كثرة التساؤلات و انعدام الإجابات.. أما الآن فقد أشرقت عروس فجر جديد قائلة الآن أبحر فلا مزيد للرياح الباردة و الجليد ، اصطد إجاباتك لعلك تجد فيها الجديد، عندها ستدرك أن المفتاح ليس ببعيد، و أن الجنة لا ينالها إلا من كانوا لربهم عبيد..