الموروث التاريخي في مفهوم الثقافة السياحية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الموروث التاريخي في مفهوم الثقافة السياحية

هيام قؤاد ضمرة

  نشر في 03 شتنبر 2023 .

الموروث التاريخي والتراث في مفهوم الثقافة السياحية

*هيام فؤاد ضمرة*


من المعروف أن التراث هو جزء من الموروث التاريخي، وهو الواجهة الجميلة التي تمنح السائح معرفة قريبة من تراث البلد وحضارته التاريخية، وما من بلد إلا ولديه تراثه العميق المتناقل جيلا عن جيل، والصالح للعرض السياحي، وفي زمن التطورات العلمية والحضارية المتسارعة والمتغيرة بات من الضرورة بمكان توثيق التراث وتطوير عرضه لشد الانتباه في العملية التسويقية ليأخذ مكانته اللائقة، ولهذا تختص الصناديق الوطنية في كل بلد لتمويل المشاريع التراثية واعادة تدويرها والحفاظ عليها من الاندثار،

مما تتأتاه العملية التسويقية من مكانة في عقل السائح من ناحية ونت ناحية حفظ الموروث بأحسن صورة ممكنة، بما ينعكس ايجابا على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، واكتساب دروس غنية في إدارة التراث الثقافي والتاريخي والاجتماعي بالتزامن مع الاستثمار السياحي، كونها عملية تراكمية تحدد تطور المجتمع وتراكماته الثقافية عبر الأجيال، مما يتطلب استثماره التزاما بالعمل الجاد بوجود موارد بشرية واعية ومتدربة على الدور، وموارد مالية تدعم مشاريع التراث والحفاظ على الموروث التاريخي.

ولأن الأمر يتطلب اهتماما دوليا بتفرع إلى اهتمات اقليمية محلية لترع مظاهر تراثها وموروثها التاريخي على أفضل وجه.

السياحة التراثية هي انعاش سليم للموروث التاريخي والثقافي، توفر الخبرة، كما توفر وضعا أفضل لزوار المنطقة مما يشجع على الحركة السياحية، وتحقق اقتصادا مستداما يدعم الخزينة المالية، والحفاظ على المواقع التاريخية وخدمتها وصيانتها.

ومن هنا تتطلب الضرورة نشر توعية سياحية تروج لسياحة راقية، لا تنفر السواح، وتجعلها سياحة صماء بكماء تتستر على متداريات خطيرة تسيء إلى السياحة وتغلق بابها تدريجيا، كعمليات الاستغلال المادي، والاساءة الأخلاقية، والتعامل الجاف، والعنف، فالسياحة شكل من أشكال الجذب الاقتصادي في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، كونها تدعم كل أشكال الاقتصاد وتحقيق تسويقا ناجحا للوطن.

ونظرا لأهمية تحقيق أهداف استراتيجة غاية بالأهمية في التنمية السياحية وتعزيز حالة الحفاظ على الموروث التاريخي، من خلال تحقيق الزيادة المنظورة في الدخل القومي، وخلق فرص عمل، وزيادة موارد الدولة من العملة الصعبة، إضافة إلى تحقيق حالة الاندماج الاجتماعي، والتنوع الثقافي، والتبادل الايجابي بين الثقافات، والتفاعل مع الوسائل الالكترونية الحديثة ومع الاعلام، والحفاظ على الملكية الفكرية والطابع التاريخي للمنطقة ومن ثم العلاقة الإنسانية والتقارب الحضاري، والحفاظ على الموروث التاريخي ووضعه بالمكانة اللائقة سياحيا وتاريخيا وثقافيا.. تضعنا كل هذه الحالات بكل مسوغات احتياجاتها أمام جملة من المعلومات التاريخية بقدر ما تمنحنا تحقيقها جميعا من حالة استنباطات معلوماتية من خلال الانخراط الإنساني

تتبدى قيمة العناية بالتراث والموروث التاريخي في التمكن من خلق صناعة تراثية على مربع تاريخي تواف فيه المشاهد فتربط الحاضر بالماضي باستعراضات حية تعيد إلى الأذهان ما كان عليه الموقع من صور حية، وها نحن نرى مصر تحول جزر نيلية إلى معرض تراثي تاريخي حي تجعلك تعيش لحظات الماضي بتفاصيلها الحية، وكذلك تفعل الأردن من خلال استحضار الحدث التاريخي على أرض الواقع من خلال عرض تمثيلي في نفس الموقع التاريخي، لطون العالم العربي يزخر بإمكانياته التارخية بحجم هائل من عناصر التراث المختلفة والمتنوعية بحجم الشعوب التي مرت من فوق بلاد العرب.

ظهرت بالآونة الأخيرة منافسة سياحية أخرى غريبة، تجري بهدف التقييم التاريخي للتعرف على أثار نكبات الطبيعة بحوادثها ذات الهول العظيم ومناطق الكوارث التي تسببها الطبيعة، كالزلازل كانشقلق الأرض وابتلاع ما عليها من بشر ومساكن كما حدث بأغادير، والبراكين التي تطمر مدينة وأهلها نيام كحادثة مدينة بومبي، والأمواج التسونامية الكاسحة، والأعاصير الخطرة الضخمة، من صنف تلك التي تتسبب بقتل أعداد كبيرة من البشر، وتترك خلفها ما يشي بالدمار الهائل، وحادثة معمل الذري تشيرنوبل .

يقول الله تعالى في فئة المعطلة قلوبهم والزائغة أعينهم الذين أضلهم الله فخلعوا عنهم إنسانيتهم وانساقوا لأسياد حولوهم لقتلة فاسقين

{منْ قتَلَ نفْساً بغيْر نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنّما قتلَ النَّاسَ جميعاً، ومَنْ أحْياها فكأنّما أحيا الناسَ جميعاً} سورة المائدة/‏الآية 32

لا سيما إن تجاوزنا حدود حاجتنا للمعلومة فنذكر الأشد عجائبية في هذا العالم، تلك الأحداث الدموية البشعة لأعداء يتحاربون، فيرتكبون مذابح بشرية بأمر حكامهم المنحرفون إنسانيا والمرضى نفسيا، أو زيارة مواقع الإبادة العرقية والقتل الجماعي الوحشي، حين ينجرف أقوام نحو الطبيعة الوحشية في التعذيب والقتل لجماعة طوائف بعينها، وباتت تقام لمثل هذه السياحة الغريبة المتاحف التي اتخذت لها مسميات سوداوية، تعرض فيها آلات التعذيب الرهيبة على أنواعها وعلى وحشية كرق القتل، والصور اللا إنسانية المزدحمة بأشكال القتل الوحشي الملوثة بالدماء، وقد انضم إليها سياحة أعجب ينوء العقل باحتمالها، وهي صيد البني آدميين وقتلهم كما الحيوانات، وزيارة أشهر مواقع الانتحار، واتخاذ دول تقنن الانتحار بقوانينها بهدف الانتحار وتسمى سياحة الموت.. وجميعها باتت تدخل بالمواريث السيئة الذكر، أو المواريث المشوهة


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 03 شتنبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا