المفقود - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المفقود

  نشر في 16 مارس 2019 .

تترائي وجهها امام المرآة و هي تشعر بخيبة امل كبيرة..  شيئآ ما تبحث عنه متواريآ عن اعينها.. تشيح بوجها بعيدآ و قد اخفضت انظارها الي الارض و هي لا تجروء علي روءية انعكاس وجهها الصغير.. 

لاذال آبيآ الا يفارق مخيلتها الصغيرة و كانه يريد ان يسبحها في بئر العذاب.. اللحظات الاخيرة التي القي عليها باللوم و العتاب..  لم تهول يومآ ان تنجرف الي تيار المهاوي الذي يهوي بها مصير مجهول.. 

تترائي الي مخيلتها انفسها و هي تلف حول رقبتها حبل الاعدام و هي تصرخ ان يتركوها و لكنهم لم يلقوا لها بالآ.. 

يرتجف جسدها من الخوف..  من هذا الذي يصدقها انها لم ترتكب تلك الجريمة المآساوية.. و من يصدقها و هي كانت متواجدة  في مسرح الجريمة ليلة الحادث.. 

تسترجع بعقلها مسرح الاحداث..  تلك المرآة اللعينة التي اقتدتها الي الهاوية..  سرقت عنفوان البراءة لتحل محلها شيب الجريمة.. 

عرفتها من خلال حفل زفاف رفيقة العمر كانت تتأنتق بثوبها النبيتي الناعم و شعرها الاشقر الحريري المتدلي علي كتفيها و جسدها الرشيق الذي تتحرك بقدمها بخفة و وجها الحسن الذي يجذب الانظار.. اي ثقة في النفس حملتها اياها..  كانت تسير في الحفل بتكبر و هي تظن نفسها ملكة جمال و تتجه عيون الانظار اليها.. 

متوارية عن الانظار جالسة في ذلك المقعد الجانبي و هي تنظر خلسه الي رفيقتها العروس بين الحين و الاخر..  البساطة عنوانها ثوبها الاخضر البسيط الذي يكاد يخلو من اي ملامح..  شعرها الاسود الذي يتدلي ضفائره الصغيرة علي كتفيها وجهها الصغير يكاد يخلو من اي مساحيق.. 

كان القلق باديآ علي وجهها تنظر الي ساعتها بين الحين و الاخر و كأنها تتهئ لحظة الرحيل.. 

ما ان وقعت عيناها عليها اغتنمت الفرصة بعدما وجدت صيد جديد لفتاة بريئة..  اتجهت اليها و هي تجلس علي مقعد مجاور لها و تتصنع الحديث :

مرحبآ عزيزتي لم تجلسين بمفردك..  اهل العريس ام اهل العروسة.. 

انا رفيقة صبا العروس عفوا لا اعرف احدا هنا.. 

صدفة رائعة انا ايضا رفيقة للعروس و جارتها اللطيفة..  سررت بلقائك.. لدي سؤال هل انتي متزوجة؟.. 

لا ابدآ لم يأت النصيب بعد.. 

رائع لدي اخ يبحث عن عروس ما رأيك ازوجك اياه... 

اووه اخجلتيني حقيقة انا لا ادري ما اقول.. 

انتظري سأستدعيه الان.. 

تنظر خلفها مبتسمة ابتسامة غير مطمئنة ليبدوا شابآ وسيمآ يتأنتق ببدلته السوداء... ينظر اليها مبتسمآ 

مرحبآ بكي يا عزيزتي تشرفت بكي 

لي الشرف عزيزي.. 

الم تعرفيني باسرتك.. 

انا يتيمة منذ ان وعت عيناي علي دنياي و انا احيا في ملجأ لايتام حتي كبرت و استقليت بنفسي و بت اعيش برفقة رقيقة عمري الا انه تزوجت الليلة و بت وحيدة.. 

لا تحزني ستبيتي مثلها قريبآ.. 

احرجتني عزيزي...  

تعود الي مسكنها وحيدة و قد خلا عليها بعد فراق رفيقة الصبا..  كانت تفكر في ذلك الشاب الوسيم اهو صادق فيما قال.. شعرت بعدم راحة لا تدر سببها.. قررت ان تذهب صبيحة اليوم التالي الي طبيبها النفسي للتحدث قليلآ.. 

كان يجلس في العيادة و هو منشغلآ برفقة تقارير طبية عديدة حينما دخلت عليه دون استئذان منا اقلقه :

صباح الخير - ليانا - لم تبدين شاحبة الوجه.. 

لا ادر يا دكتور - هادي - انا متعبة جدا لم انم جيدآ البارحة.. 

هل عدتي متأخرآ من حفل الزفاف.. 

اجل و قد حدث شئ ضايقني.. 

ماذا في الامر؟.. 

شابة لا اعرفها كانت تريد تزويجي اخاها الا انني لم استرح اليهم.. 

لا تقولي - نجوي- اليس كذلك.. 

هل تعرفها؟ 

هي امرأة سيئة السمعة تزج بالفتيات للزواج من اخيها ثم تقتلهم تباعآ.. هم عصابة سفاحين الا انه لم يثبت دليلآ عليهم.. 

اووه انا خائفة جدآ.. 

لا تقلقي ساواريكي في عيادتي و ساتفاهم معهم.. 

اخاف عليك منهم يا عزيزي.. 

لا تقلقي تعالي معي سأقودك الي غرفتك.. 

تتكئ علي مضجعها حائرة و هي تفكر ماذا سيفعل - هادي - معهم تطمئن قلبها بأن لن يصيبه مكروه و كانها تشعر بخطب ما.. 

يرن هاتفها بلا مجيب تغلقه فورآ حتي لا تصل تلك المرأة اليها.. 

اصطدام شديد يؤدي الي انكسار الزجاج يولج الشاب الوسيم لتصرخ - ليانا - بقوة..  يأتي - هادي - فورآ ليبدأ في العراك مع الشاب الوسيم..  كانت - ليانا - تصرخ من الخوف علي - هادي - تدخل المرأة بغضب و هي تتجه الي - ليانا - الخائفة يصرخ - هادي - في المرأة بعنف تتجه اليه مفتعلة الشجار. تبعدها - ليانا - فورآ عنه..  يفر الشاب الوسيم من النافذة مذعورآ. تتبعه المرأة تنهار - ليانا - من الخوف باكية يقترب منها - هادي - يربت علي كتفيها :

يكفي - ليانا - لا استطيع ان اري بكائك عزيزتي.. 

حسنآ اشكرك يا اقرب الناس اليا.. 

يبتسم - هادي - خجلا ثم ينصرف. الي غرفته 

سأتركي الان عزيزتي الرقيقة لترتاحي.. 

اغمضت عيناها و التعب ينال منها نيلآ حتي غفت عميقآ.. 

استيقظت ليلآ و هي تشعر بالرغبة في السير في الطبيعة..  بحثت عن - هادي - الذي كان نائمآ فلم تشئ ان توقظه.. كانت تسير بين الاشجار حينما فاجأها الشاب الوسيم متدلي من حبل مسدل من الشجرة.. زعرت من الموقف لتفاجئها اخته بضربة خلفية ثم تصرخ 

القاتلة قتلت اخي!!! 

تعود الي الواقع و هي تسمع صوت السجان الذي نطق باسمها.. 

فرت اليه في حزن اخبرها ان لها زيارة..  ذهبت معه لتجد - هادي -

اعلم انكي بريئة عزيزتي اخترت محامي ممتاز لكي و ستظهر لحقيقة.. 

اشكرك يا - هادي - لا اعلم ما اقول لك.. 

في قاعة المحكمة كان القاضي  يستعد للنطق بالحكم تتجه جميع الانظار اليه يقطع الانظار دخول فتاة رفيقة الصبا.. 

سيدي هل لي بشهادة.. 

اجل ماذا تريدين؟؟ 

انا اعلم القاتل جيدآ يا سيدي..  اخت الشاب القتيل هي من جنت عليه بذلك لقد اخذت اعترافات منها بذلك. هي عصابة خطرة تقتل النساء و قد تشاجرواوبعدما عرفت - ليانا - حقيقتهم.. حسنا تفضل يا سيدي هذا الهارد عليه اعترافات مسجلة لها.. 

ينظر القاضي الي زملائه ثم ينطق بالحكم :

حكمت المحكمة حضوريآ ببراءة المتهمة - ليانا - و الاعدام شنقآ علي المتهمة - يارا - 

تتهلل - ليانا - فرحة يتجه اليها - هادي - فرحآ ببرائتها ها قد ظهرت الحقيقة لارواحهم الطاهرة التي لم تعرف الخداع .... 








  • 1

  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 16 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا