أنقذ لحظتك الأخيرة أو ... مت وجعآ !!
نشر في 12 يوليوز 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
احيانا نلقي نظرة خاطفة حولنا لنتأكد ان احبائنا لازالوا معنا لا لنطمئن عليهم بل لنطمئن علينا , ما أعظم البلاء عندما يأتي على هيئة فقدان حبيب , ما اقساه حقا , وأقسى منه أننا لم نكن على استعداد لفقدانه , وتأتي بعدها لحظة نقول فيها لو رجع بي الزمان كنت سافعل المستحيل لأثبت له كم أحبه وكم هو مهم في حياتي , كم حياتي باردة و خاوية بدونه , كنت على الاقل سأودعه واعتذر واخبره انني لم اقصد أهماله أو إيذائه بأي شكل كان , ولكن مع الأسف الزمان لا يعود ابدا .
أمامي الكثير من الوقت!!
سابقا عندما كنت اقرأ مقولة دكتور إبراهيم الفقي رحمه الله ( عش كل لحظة كأنها اخر لحظة لأنها قد تكون كذلك ) لم اكن احملها الا على معنى أهمية استغلال الشخص لحياته حق الاستغلال والانتفاع بكل لحظه لانها قد تكون الاخيرة , لكنها لم تعد تحمل بالنسبه لي هذا المعنى فقط , منذ ثلاثة أيام فقط كنت أعتقد بأن أمامي الكثير من الوقت , كانت لدي الكثير من الخطط مع اغلي الأشخاص في حياتي , كنت انوي تحقيقها , اقسم انني كنت انوي تحقيقها , لكنني كنت اؤجل مرة تلو الاخرى لأسباب مختلفة , جميعنا نعلم بأن دوامة الحياة أحيانا تنسينا كل شئ , الى ان فقدتهم جميعا في نفس الساعة , لم أكن على استعداد لذلك حتى أننى ظللت أسقيه الماء وهو ميت اعتقادا مني بأنه لازال حي , لفترة طويلة كنت اقلبه يمينا ويسارا ليتحرك , لكنه لم يفعل , ولعله ثاني أغلى ما في حياتي , بعدها بلحظات قليله جدا فقدت أغلى ما في حياتي , وفي لحظة فريدة من نوعها , لم اكن اشعر بشئ , لن اسرد تفاصيل فقدانه كما فعلت بالاول لانني لم اتعافى حتى الآن من الصدمة , الجدير بالذكر أنني بدأت أتذكر الخطط التي أعددتها مسبقا , شعور مختلف , مزيج من الغضب من نفسي لانه لا شئ كان أهم من قضاء الوقت معهم قبل أيام من وفاتهما والحزن بأن آخر ما وصل لهما مني الأهمال , وشعور مختلف تماما عما شعرت به من قبل , شعوري بعدم الاستحقاق , بأني لم استحق ان يبقوا معي او ان يكونوا في حياتي من الاساس , لكن لدي لك شئ مبهج , انت لم تفقد كل أحبتك بعد , لازلت تمتلك الوقت , أخبرهم كم تحبهم , اخبرهم كم انت وحيد و ضائع بدونهم , أخبرهم بأنك آسف لأنك لم تهتم بالقدر الكافي , أخبرهم أن جميع المشاكل من الممكن حلها بدون تجاهل أو خصام , أخبرهم ان لاشئ يهم في مقابل لحظه معهم , أخبرهم قدر المستطاع انك تحتاجهم , والأهم أن تثبت لهم كل ذلك , اليوم وفي هذه الثانية التي تقرأ فيها المقال , أذهب واطمئن عليهم , ولا تضع الأعذار والحجج , هم معك في هذه اللحظة , قد لا يكونوا كذلك اللحظه القادمة , حاول أن تشبع قلبك منهم , حاول أن تشبع عينك من النظر اليهم , حتي لا تشعر بما أشعر به الآن , و بالتأكيد لست بحاجه لأن أصف كم هو مؤلم ذاك الشعور , لأنك تستطيع التخيل , كان من المفترض في الحقيقة أن ارتاح الي أن اتعافى بعدها اقرر ان كنت سأكتب , لكنني لم افعل , لأنني اردت أن تصل النصيحه بنكهة نزيف قلبي , لعلها ستكون أصدق كثيرآ , لم اكن لأفكر يومآ بأن أكتب مقال كهذا لكنني أردت أن لا يشعر احد بمثل ما أشعر , وإن كنت سأبدو سلبية وعشوائية بعض الشئ , فلابد أن شخصآ ما علي هذا الكوكب سيحميه مقالي من شعوري , سأرفق في النهاية خاطرة كتبتها سابقآ , تخيلوا أن أحبتكم من يقولوها , وبعد ذلك قررا ما شئتم .
" أنظر الىَ وكأنها آخر مرة تراني فيها , ضمني اليك بكل ما أوتيت من قوة لعلها ستكون المرة الاخيرة التي تلمس فيها شعيرات رأسي ... المرة الاخيرة التي تشم فيها رائحتى فلا تتركني قبل أن تتأكد بأن روحي امتزجت بروحك , لعلك لن تلقاني مجددا "
التعليقات
كتبت يوما عن الفقد والحرمان
إنه نفس الشعور
وكتبت عن الاهتمام
ما جانبت تلك المعاني
وما أضاع نصيبنا من أحبتنا سوى الإهمال
أنتظرك.....مازلت....الموت يجدي نفعا ان اهملتنا فهو أهون
تحياتي لتلك المعاني الجميله
وتعيد ذكريات أخذ الزمن حقه من كلماتي بليغها
لا لنطمئن عليهم بل علينا
ما أبلغ الوصف وأعمق الجملة
سأتابع قراءتها مرارا لتعيد فهم معان خفت
على ان عالمي اغص منه وأشد
القاسم بيننا هو الافتراق
والفجوة التي انكبتنا الحزن والكدر
ولا ابخسك روعة كتابتك المفعمة
تحياتي الصادقة
أعانكِ الله على مرارة الفقد.
بالتوفيق وفي انتظار كتاباتك القادمة.