(( قصيدة من كلمة واحدة
تجريد ))
د أنور غني الموسوي
مع كون هكذا قصيدة ( أي قصيدة الكلمة الواحدة ) من النص المفتوح بلا شك فانه يمكن رد قصيدة الكلمة الواحدة الى اللغة التجريدية والتي تعتمد على نقل الاحساس والشعور والتجربة الانسانية بالألفاظ بدل الاعتماد على الدلالات والمعاني والافادة الكلامية . وعلى كل حال يمكن السؤال ما الفرق بين نص متكون من ست كلمات يولد زخما دلاليا وفكريا وشعوريا معينا وقصيدة متكونة من كلمة واحدة تتجاوز في زخمها الرمزي والفكري والشعوري ما كان لذلك النص المكون من ست كلمات .( أنور الموسوي 2015) .
في الويكيبيديا انّ آرام سوريان (Aram Saroyan ) الشاعر و الروائي الامريكي المولود سنة 1943 قد ارتبط اسمه باعماله التقليلية الكاملة ، و عمله الشهير قصيدة الكلمة الواحدة ( lighght ) في 1965 ، و ايضا قصيدة الحرف الواحدة بحرف (m ) المكتوب باربعة ارجل . و التي دخلت في مقياس غيتيش كأقصر قصيدة في العالم (Wikipedia ) .
تقول اين دالي في خريف 1965 ، كتب شاعر عمره 22 عاما اسمه ارام سوريان سبعة حروف لتكون اكثر قصيدة مثيرة للجدل عبر التأريخ .ان كلمة (lighght ) بالخطأ املائيا انما هي عنصر مشاهدة و ليس قراءة ، فلا توجد عملية قراءة هنا ( Ian Daly 200 ) .
اقول ان فكرة التقليلية الكاملة حتى تصل الحرف الواحدة محققة لغايات التقليلية و منتهاها بلا شك ، الا ان تجميع حروف او حرف من دون الاحالة على معنى او احساس منقول و عدم الاعتماد على الوظيفة اللغوية للفظة فانها تخرج عن كونها عملا ادبيا ، و تصبح شيئا بصريا لوحة او نحو ذلك . بمعنى آخر ان ارام سوريام لم يكتب قصيدة و انما عملا بصريا سواء في عمله lighght ) ) او الحرف ) m ) بالاربعة ارجل . و مثل ذلك ما كان من تلوين و تغيير اشكال الحروف او وضع الكلمة وسط لوحة او رسم كلها لوحات و ليست قصائد لانها ليست أدبا فالادب يحيل على معنى و احساس منقول و هذا بخلاف تلك الاعمال فانها تبدع و توجد الاحساس و لا تنقله و تعتمد على امور بصرية و ليس وظيفة اللغة .
ان العمل اللغوي مهما بلغ من التجريد فانه بنقل الى القارئ الاحساس المرتبط باللغة و التراكمات و التجربة الانسانية المرتبطة بالكلمات . بل لا بد من ان تنقل الكلمة الاحساس و التجربة الانسانية ، بمعنى آخر لا يمكن ان تكون الكلمة قصيدة الا ان تكون ذات معنى ومعتمدة على الوظيفة اللغوية و ليس شيء آخر من العوامل البصرية . و خير مثال على قصيدة الكلمة الواحدة هي قصيدة ديفد آر سلافتDavid R Slavitt ) ) (بلا أمّ) .
One word poem
David R Slavitt
Motherless
في تعليق لمنشور لاكاديمية الشعر الاميريكة ( ( Academy of American Poets
على قصيدة ديفيد سلافت هذه تبين الزخم الشعوري و الدلالي لكلمة ( بلا أمّ) (( ان فقدان الام امر صعب ومأساوي، وربما ان هذه الكلمة هي اكثر الكلمات حزنا وتعاسة لدى الشاعر واراد ان ينقل الاحاسيس بها الى القارئ .(poets org ) . من هنا يكون ظاهرا اعتبار اعتماد وظيفة اللفظة اللغوي في تحقيق ادبية الكلمة و تحقيق نظام القصيدة لكي يصح ان توصف انها قصيدة من كلمة واحدة .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
المسجِّلة
عرف هذا الجهاز أوج انتشاره في سبعينات القرن الماضي. وكان من علامات الرفاه الاجتماعي في قريتنا. لا يهاجر الواحد إلى ليبيا إلاّ ويعود بجهاز كاسيت من ماركة آيوا الشهيرة. أجهزة بأحجام مختلفة وقوة صوت متفاوتة. بعضها يقتصر على وظيفتي
الطوفان
يأتي الطوفان فجأة ...أو دعني أصحح أتاني الطوفان فجأةلم أسمع يومها إلا عصافير شجرة التوت تزقزق بطريقة غريبة تصرخ بصوت واحدكنت قد أنهيت الغذاء وجلست علي الطاولة تنهدت مُطولاً ..طوفان !!!حتي بدأت المياه بتحطيم النوافذ وامتلئت كلي بالماء مبللة أنا
بین الواقع و المنطق تساؤلات عن ما نعشیھ في حیاتنا
رُبما يقول الواقع إنه لا اختلاف بين عام وعام، وأن الحياة قبل الثانية عشر ليلًا هي ذاتها الحياة بعدها، في الحقيقة الواقع لا يكذب، ولكننا في نفس الوقت لا نعيش بداخله كليًا، لا نحتاج إلى العيش معه أصلًا، لا
مَجْـــــــــــــــدَة
وصلنا قفصة فجرا. كنّا نعبر وادي بيّاش لمّا أعلنت زينب أنّها قد حسمت أمرها وتخلّت نهائيا عن فكرة زيارة أهلها لتواصل الرحلة معنا حتى تحظر مؤتمر تمغزة ومن ثمّة تتحوّل إلى أمّ العرائس لحضور حفل التوقيع. غمزني مصطفى في
"بالسيارة إلى السودان" كتاب من تأليف الأمير المجري لاسلو ألماشي يصدر قريبا بالعربية
الكتاب من تأليف الأمير المجري والرحالة ورائد الطيران الشراعي والمستكشف والجغرافي الشهير لاسلو ألماشي الذي كان يعشق مصر وكان له علاقات وطيدة بالملك في ذلك الوقت حتى قيل إن مطار "ألماظة" في مصر قد سُمي باسمه ولكن تم تحريف
كيف صارت ليلتك ؟
أما أنا فصارت ليلتي ككل ليلة ، باهتة الشعور أحلق في فضاء خاطري فلا أجد فكرة مؤنسة ،أو مؤرقة هكذا صارت أيامي ، رمادية اللون حيادية الكون، الليل العاصف بالأمس صار ركاما باليوم ،وتحت الركام تنمو العواصف والآكام وهكذا
