قصة قصيرة بعنوان ( بلغ السيل الزبى ) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قصة قصيرة بعنوان ( بلغ السيل الزبى )

  نشر في 03 ماي 2016 .

بلغ السيل الزبى

للكاتب فريد أبوسرايا

لا يطير البحر ولا يحطّ إلاّ حيث تدعو الحاجة التي قد تكون سيلاً جارفاً أو ريّاً منعشاً .

ميخائيل نعيمة

بين الفينة والفينة تغير الأسود على المملكة ، وتعيث فيها فساداً . في واقع الأمر ، لم تكن المملكة بحاجة إلى مزيداً من الفساد فقد كانت تعج بالفاسدين والمفسدين الذين يزيدون عن حاجة الفساد ليبلغ مراده ويتم رسالته . لم يكن هناك بد من التعامل بجدية مع هذا الخطر الداهم الذي يهدد سلامة المملكة ، ولحماية مملكته من نيوب الليوث وابتساماتها قام الملك بحفر بعض الزبى على قمم بعض الربى المحيطة بمملكته ، وغطاها بأغصان وأوراق الأشجار من أجل الإخفاء والتمويه .

في جنوب المملكة يقع سد ( نازف ) ، وكان هذا السد يحجز مياه السيول ، ويحول دون أن تغمر هذه المياه أراضي المملكة . على أية حال ، لم تكن المملكة بالمدينة الفاضلة ، أو اليوتوبيا التي حدثنا عنها توماس مور ، وكانت الأخطار تتهددها من الخارج ومن الداخل على حد سواء ، فإذا كانت الأسود تشكل خطراً داهماً عليها من الخارج ، ففي الداخل أفاعي تتلوى وتتقلب، ولكن الأدهى والأمر ، أن سرحاناً كان يسرح على المسرح ، ولا يريد أن يبرح قبل أن يجرح .

أراد أحد أفراد الحاشية الملكية أن يبني طريقاً يصل إلى مزرعته ، فقام بالإعتداء على سد نازف ، ونزع بعض حجارته ليستغلها في بناء طريقه . وبذلك أفسد السد ليبني طريقاً ، فكان البناء متأسس على الدمار أو كما يقال على جرف هار.

أنفتحت السماء فكأنها أفواه قرب ، وأمطرت كما لم تمطر من قبل ، وكان البرق يخطف الأبصار ، وهزيم الرعد يصم الأذان ، تشبعت الأرض بالماء ، وبدأت البرك والغدران تتشكل على سطح الأرض ، وأزداد منسوب الماء في البرك إلى درجة أنه أخذ يسيل . تدفق السيل في مجراه ، وطفت على سطحه بعض العلاجم التي بعثها الماء إلى الحياة ، وأخذت تلك العلاجم تنق وهي فرحة مسرورة بقدوم الماء .

أصطدم السيل بسد نازف العليل ، ولكن في هذه المرة لم يصادف السيل درءاً يصدعه . نزف سد نازف فكان نزيفه نزيفاً داخلياً نخر جسم مملكة بأكملها .

طغى الماء حتى غمر الربى ودمر الزبى المحفورة هناك ، وأفسد تدابير الملك لإصطياد الأسود . أنزعج الملك مما فعلته هذه الجائحة بالزبى التي حفرها ، فقال مقولته الشهيرة ( لقد بلغ السيل الزبى ) . أدرك الملك أن هناك خطراً كامناً في مملكته أسوأ من الخطر الذي تشكله الأسود .

لقد وقف الملك لوحده في مواجهة هذه الأخطار، ولكن السرحان كان يعدو بجد في المضمار ، ولم يجد في طريقه كلابا تنبحه وتحمي الذمار ، وقد قيل ، لو أن الملك ربى كلاباً لنبحت عنه ، أو كما قالت نازك الملائكة :

أما في ديار العروبة كلب فينبح

أما من نعاج فتنطح؟




   نشر في 03 ماي 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا