وماذا بعد ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وماذا بعد !

  نشر في 24 يونيو 2017 .

هل سمعت من قبل عن "وسواس النهايات" او لأكون اكثر وضوحا ودقة "وسواس مابعد النهايات" ؟ اعتقد ان الاجابة من الاغلبية ستكون لا , ربما سمع الكثير عن الوسواس القهرى , وسواس النظافة , وسواس الفقد او المرض وغيره لكنها المره الاولى التى يصادفهم هذا النوع من ما يسمى بال"وسواس" .

لاوضح لكم ساروي قصة قصيرة قد يراها الكثير تافهة ولكنها بالنسبه لى لم تكن ابدا كذلك .. عندما كنت صغيرة واقصد بصغيرة هنا ليس سنى فقط وانما عقلى ايضا كنت مغرمة بافلام ومسلسلات الكارتون ,اعلم ان جميع الاطفال فى بداية حياتهم يكون عشقهم الخاص هو الكارتون ولكن كنت ولازلت اعتبر نفسى حالة خاصة فكانت علاقتى بافلام الكارتون ليست كعلاقه جميع الاطفال به , فقد كنت اجلس امام شاشات التليفزيون بالساعات لمتابعته ولكنى لم اكن اكتفى بالمشاهدة كأغلب الاطفال بل كان عقلى دائما يعمل , كان يتوقف عن نقطة هامة وهو ماذا سيحدث بعد ؟ ماذا بعد النهاية التى تم عرضها فما رأيناه مؤكد سيحدث بعده شئ مستحيل ان تكون تلك هى النهاية ! 

ماذا عن حياه سندريلا بعد زواجها من الامير , هل عاشت سعيده ؟ هل تحول بينوكيو لطفل حقيقى كان قرار صائب ؟ هل عاشت سنووايت مع الاقزام السبعه بعد زواجها من الامير حياه جميلة كما كانت من ذى قبل ؟ وغيرها , الغريب اننى عندما كنت اسأل اى شخص عن ذلك كان اما يكتفى بعدم الرد او يستخدم الرد المنطقى وهو ان جميعهم عاشوا حياه سعيده جميلة خالية من المشاكل والمصائب ولم يندموا يوما على اختياراتهم ولكن هذا لم يساعدنى بل زادنى حيره فكنت اتعجب من فرضهم دائما ان الحياه سارت هكذا فلماذا يفترضون النهايات السعيده دائما رغم ان الحياه ليست كذلك وهى مزيج من السعادة والحزن ؟ ولكنى لم اصل لاجابه ولا على هذا ولا ذاك ولكن كل ما حصلت عليه هو زيادة الحيره وزيادة الوسواس الذى كثر بقوه و تحول عبر الزمن الى "فوبيا مرضية" ! 

اشترى كتابا جديدا واكون متحمسه بشده لقرائته فاجد نفسى افتح صفحته الاخيره لاعلم النهاية قبل قرائته ثم اعود لتكملته لاظل افكر طوال اليوم فى ماذا سيحدث بعد النهاية التى قرائتها لتفسد متعتى بالكتاب ولا استفد منه ببنس كلمه ويتكرر الامر مع الكتاب الثانى والثالث ومايليه ..

اشاهد فيلما انتظرت طويلا حتى موعد عرضه , استمتع به حتى نهايته ومن ثم تبدأ الفوبيا فى الظهور فنهايته التى تم عرضها لم تكن كافية لترضى مرضى المزمن .

حتى نظرتى للاعلانات التليفزيونية ليست كالاخرين فلا اكتفى بالمشاهدة فقط وانما التفكير فيما سيحدث عقب انتهاء الاعلان , هل سيعامل الابطال  فقراء الاعلان بنفس ما ظهروا به ام الان الوضع سيتغير ؟ هل كانت الطفلة سعيده بعد انتهاء التصوير مثل قبله ؟ وغيره , فمده الاعلان قد لا تتجاوز الدقيقتين ولكن عقلى يعمل ربما لساعات طويله بعده .

 ربما ترى هذا النوع من "الفوبيا او الوسواس " تافها ولكنه لى ليس كذلك على الاطلاق فقد اصبح بمثابه الغصه التى تعكر صفو كل شئ تقريبا فى حياتى وليست مقتصرة فقط على الافلام والمسلسلات وماشابه وانما كبرت بشكل مبالغ فيه لتطول كل تفصيله فى حياتى , تظهر نتيجة اخر العام معلنه نجاحى بمعدل لم اكن احلم بيه افرح بعدها لدقائق ثم اعود لافكر فماذا سيحدث عقب هذا النجاح هل ساحقق نفس المعدل العام التالى ؟ هل سيكون هذا المعدل شفيعا لى لاحظى بفرصه عمل اتمناها ؟ , اتخرج من الجامعه بعد عناء طويل وفى حفله تخرجى بدلا من الفرحة اظل افكر بمصيرى بعد التخرج هل سيكون افضل ام ساجد نفسى اتحسر على ايام الجامعه التى طالما تمنيت الخروج منها ؟ , حتى فى المناسبات والاعياد والاوقات التى يقترض ان تكون سعيده يؤرقها تفكيرى فكيف سأقضى نفس الحدث العام القادم هل سأكون سعيده ؟ هل سيظل كل الاشخاص الذين احبهم معى ام سافقد احدا منهم ؟ اجد نفسى فى زفاف صديقتى بدلا من الفرحه افكر فى مصير العروس بعد انتهاء المراسم هل ستكون سعيده فى حياتها بقدر سعادتها فى يومها الموعود ام ستزول الابتسامه سريعا ؟

 وهكذا سيان لكثير من الاحداث بدلا من الفرحة والاستمتاع بالاوقات تؤرق حياتى تلك الغصه وتعكر صفوها , سمعت كثيرا عن الامراض التى تصيب النفس وانها اشد الما من الاخرى العضوية ولم اكن اصدق ان هناك الما اشدا من الالم العضوى ولكنى الان اعلم وافهم لماذا يقولون هذا , فالالم العضوى حتى لو كان قويا سيزول بالادوية والمسكنات ومهما كان قدره سيضعف بالتدرج حتى ينتهى تماما اما الاخر فوجعه اشد وعلاجه اصعب وربما مستحيل ويستمر طويلا وكلما زادت مدته كلما قوى تأثيره واصبح اشد واوجع , ربما قد لاتتعاطف مع ما قرائت او لازالت تظنه شيئا عاديا لا يستحق الذكر ولكن اعلم جيدا عزيزى القارئ ان كل مايجعلك تعانى هو مرض وليس عاديا انما مزمنا ومرضى هذا جعلنى أعانى بشده حتى قررت التعايش معه وصار جزءا لايتجزا من حياتى يؤرقها وينغصها فى أكثر الاوقات فرحا ..











  • 3

  • سلمى آدم
    صحفية , أعشق السينما والموسيقى والكتب الجيدة .. أحب المناقشات المثمرة وأتقبل جميع الاراء بصدر رحب . قلمى سيفي وعقلى سلاحي ..
   نشر في 24 يونيو 2017 .

التعليقات

احمد شندي منذ 7 سنة
مقال اكثر من رائع ومزيد من التفوق والنجاح
0
سلمى آدم
اشكرك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا