حياة لا تمتلكها ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حياة لا تمتلكها !

اجل ففي عالم كهذا، لابد من وجود متحكم بحياة لا نملك منها شيئا سوا أيامها المهدورة

  نشر في 07 نونبر 2017 .

في صغري كنت أحلم بصلاح الدين الأيوبي الذي كان يتكرر ذكره على مسمعي، بطولاته، انتصاراته، دخوله للقدس بعد الاحتلال الذي اغتصبها من أيادي العرب الذين طالما غشيتهم الموصوفة بالمنتة في قول النبي عليه الصلاة والسلام. أمثلة كثيرة في تاريخنا العريق يستطيع من خلالها الرجل استنباط قوة المجتمع الإسلامي ككل بين عرب وعجم، بين مسلمين ومسيحين عاشو بسلام في تلك الأراضي المقدسة. 

كان عبد الرحمن الفاتح  كصلاح الدين مثالا للقائد الفذ الذي كان الله غايته حينما تُوج عملهما بنصر من الله، فتح القسطنطينية التي عجز أُناس كثر أن ينالو هذا الشرف الذي تحدث عنه النبي في صحيح الأحاديث، أجل فعبد الرحمن الفاتح حينما دخل القسطنطينية زاد عز الإسلام درجة، وارتفعت مكانته بين المجاورين للرقعة الإسلامية آن ذاك. الإسلام كدولة يعيش فيها مجتمع ذو تنوع عرقي حالفه الحظ بأن يتخلص من العقد الذي قد ورثها العرب من الجاهلية، كعصبية القبيلة أو غيرها من الأفكار التي غلفها الزمان بالأغبرة. حينها كان للعرب بعد عون الله كلمة تهتز لها العروش كعرش كسرى، هرقل وغيرهم. 


لكن عندما يرى الشاب ما قد وصل إليه الحال بعدما غشيتنا الخيبة ولبسنا لباس الغرب حتى دخلنا حجر الضب خلفهم كما جاء في وصف النبي عليه الصلاة والسلام. غيبة ونميمة، محاولة سلب أهل الحقوق حقهم حيث كان عند نبينا الحال مختلف { لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت يدها} أظن من كلام قليل وأمثلة لا تعد ولا تحصى أوصاف للحياة التي أسس لها نبينا الكريم. فالشاب بقوته وجلده والطاقة التي قد تصرف في غير وجهها يهيئ لنا موقفنا أمام الله كي يسأل أهل المسؤولية عن الرعية وكيف صار حالهم. فلا يمكن لوم الشاب الذي لم يوجه بالطريقة الصحيحة منذ اخضرار عوده قبل قسوة هذا العود كي يصبح شجرة شامخة تمثل بطريقة أو بأخرى مجتمعا لم يختر أن يعيش فيه، أو أن يولد به. النفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمهم ينفطم، جملة قد تلخص ما لا يحق للمجتمع الحكم علينا من خلاله. فلا يمكن لمجتمع هجر شبابه وتسلط الكهلة به على عروش القيادة بأن تذم شباب لم ينالو الفرصة كي يُسقو ماءً يشد عودهم به. 

المشكلة للأسف ليست في شباب ترك دينه وإن كان لابد من وقوفهم أمام رب سيسألهم عن كل شيء، لكن سخر لي بيئة أرى فيها نفسي بحيث تتقبلني بكل عيوبي، ولا ترسخ فكرة نبذ المذنب في اللاوعي عند المجتمع. فالشاب سيمر بحالات ضعف أمام حياة لم ير منها إلا القليل فقط، فالفطرة البشرية تؤدي بنا لاكتشاف المستور من خبايا حياتنا، أو ما قد يسىمى بالوجه الآخر من العملة. حينها سترى مجتمع سيقوى بالقوة التي تدعمه بها، لا تقل نحن ندعم الشباب وتجعل من خطبك الرنانة شعارات تردد في المدارس، بل أرني ما سطرت كلامتك الدفاتر واقعاً يُلمس، ومستقبلًا يُرى بالعين المجردة. 


حينها يمكن لي ولك القول أنني اكتسبت حياة استطيع التحكم بها، ولا ادعك أنت وأمثلاك تتربع على حياة رُزقتها وولدت كي اعيشها بكل عيوبها، بكل ذنوبها، بكل لحظات ضعفها التي ستورثني القوة من بعدها، حينما اتقي الله فيها.

هشام خدام. 



  • 3

  • Hisham khaddam
    شاب ساقه القدر أن يبتعد عن المجتمع الذي كبر فيه، لكي يرى نفسه على أطلال الأندلس في أوروبا !
   نشر في 07 نونبر 2017 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 6 سنة
مقال رائع لكن لدي تعليق بسيط أن فاتح القسطنطينية هو محمد الفاتح و ليس عبد الرحمن الفاتح .
بالتوفيق في مقالاتك القادمة .
1
Hisham khaddam
شكرا عالتنبيه

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا