( س)
كنت طفلا في داخله من الفوضى ما يكفي لتمرد بإمكانه إنهاء حياتي ، وأي حياة كانت وسط عائلة كان الفقر هو جرمها المشهود ومن سيدفع الثمن غير الابن البكر ، انا ، بدأت رحلتي منذ نعومه اظافري تسول ،إغتصاب ،ذلّ ومهانة . فغلب على طبعي النفره من الناس التي لا تزال ملازمة لي الى الآن ،لقد سرقت لحظات من السعاده في مراحل دراستي الأولية ، التي كدر صفوها السؤال الذي طرحه علينا معلم الرياضة عن احلامنا عندما نكبر ، اطفال ولكن اجاباتهم كانت كبيرة ربما رددوها بعفوية او لُقنوها من أباء يُنزلون أنفسهم منزلة الخالق فيجعلون ابنائهم يقيمون طقوس الولاء منذ الصغر ، وعندما حان دوري وقفت أُفكر وبعدها أجبت بمصداقية لم اعهدها من قبل ' لا اعلم ' ولكن الاستغراب بدا على محيا استاذي وقال ' طفل بلا احلام '
لقد تصاغر حجمي امام نظراته ،وبتُّ مسهدًّا افكر في كلماته " طفل " اما علم ان طفولتي سُرقت ! لن اسمح لاحلامي هي الاخرى بان تُسرق فانا مجرد طفل تعلقت باطراف ثيابه قاذورات سيتخلص منها بخلع ثيابه لا روحه ؛
ومع بزوغ فجر يوم جديد بدأت حكايتي التي شهدت فيما بعد تحقيق كافة احلامي ، ليس مهما أن اخبركم اين وصلت فالمهم هنا ان تعرفوا كيف وصلت ..
( ص)
هناك حيث الثراء الفاحش وبجانبه إهمال موفور ، ولدت انا ، والدي من وجهاء المجتمع يُصلح كل ما حوله ويتناسى نفسه ، ووالدتي لا تتقن سوى الانجاب فكلما ازداد عددنا اطمأنت لإخلاص والدي !! ونحن الابناء كلٌ يُغني على ليلآه ؛
كنت مراهقا عندما انقضضت على نفسي لاصبّ جامَ غضبي فيها ، لم يدق بابي ذنبا إلا وجدني معبئا مهيئا لإستقباله ،بدأ الامر بصحبة سوء وانتهى بإدمان المخدرات ، كنت غارقا في ليلة ليلاء ،لا أهتم باحد ولا احد يهتم لي ، خلا تلك العجوز طريحة الفراش ،جدتي ، تعلم جيدا دَمامَة روحي وقبْح سريرتي لكنها استمرت بترتيل صلاتها ودعائها لاجلي " الله ينور قلبك ودربك " ولان الله سبحانه ابى أن يردها خائبه فارسل يدًا رحيمه لانتشالي حيث كتب لشمسي ان تطلع على مرآى جديد .
مرآى شهِد حبّي لنفسي وللعالم حولي فادركت دوري وهدفي في الحياة وها انا ذا أُحارب لتحقيقه .
( إيمان )
" ربما يتغاضى البعض عن ذكر اسمه ولكن فتاة مثلي صدى اسمها لا يمكن إخراسه يظل يلاحقها كوصمه "
إيمان هكذا سمّاني والدي الذي لم يملك إيمانا في حياته غيري ، وانا الاخرى قد تخلى عني بعد شهرين من ولادتي ، ولكي لا يطوله لوم لائم رمى والدتي بالبغيّ بدون شهود ولا حاجه لهم في محاكم الناس اليوميه ..
البِغاء وابنتها إيمان هكذا كنا نعرّف ولا زلنا ، لم اتلقَ تعليمي ، لم احصل على عمل وبلا نقاش لا زوج سيقبل ببنت مثلي حتى وان كان هناك فلن يرحمه أحد ،، توقفت حياتنا قبل ان تبدا منذ
28 عاما ولا يزال الدهر عابسا بوجهينا في دار جدي ..
إنّ لي في الحياة اماني كثير ، لو استطعت ان ابيعها جميعها بامنيه واحده هي ان ينصف المجتمع والدتي وان يترك لي الفرصه لاعيش تجربتي (افشل واحاول مرات عدة وبالاخير ساجد طريقي حتما ) !
لا اطالب بتحرر من العادات والتقاليد بقدر مطالبتي بالإنصاف
تولد الانثى وامامها حرب تخوضها كي تحيا واما الذكر يحيا وامامه معارك يخوضها كي يسمو
إنتهى
في حياتنا هناك صورا عديدة ل " إيمان" منهن من كانت تخطأ عن جهل كصاحب القصه (س) او عن سبق اصرار و ترصّد كصاحب القصه (ص ) ولكن الفرق يبقى في النتيجه فكل الحالات تنتهي * نهاية إيمان * .
-
فاطمة أحمدفقط إنسانه