عزيزُي المِصريِّ و إسمح لي أن أُخاطِبك بِعزيزي , رجاءٌ و طلب أوّلُ أطلُبُهُ مِنك ولا تُقلِق إنّه سُؤالٌ بسيطٌ عن شُيِّئ روتينيُّ تقومُ بِهِ يوْميًّا , حاوَل أنّ تنشُّط ذاكِرتِك معي ولوْ لِدقائِقِ معدودةٍ , وتذكُرُ كم مرّةً إشتريت فيها ساندويتشات فولً و طعِّميهِ ؟
لابِدٌ أنّه رقمٌ كبيرٌ جِدًّا , ولكِن ليْس موْضوعُنا عنِ الساندويتشات, أتذكُرُ كم المُخلّل الّذي كان مِرفقا معهُم حينما إشتريتهم .
كم مِن قطع من الخيار كان بِهِ ولم تأكُلهُ بل و لم تلتفِت لهُ مِن الأساسِ وكان مصيرهُ المهملات , لابِدٌ أنّك إقتربت مِن النِّصفِ طُنٌّ .
فلنرجِعُ بِالزّمانِ مع هذِهِ القطعِ الشُّبهُ فاسِدةٌ مِن الخيارِ لِوَقّت كانت فيه مُجرّدُ بُذورٍ و تقاوي و لِنتخيّل كم مِن مرّةٍ اِستيْقظ الفلاحُ لِكيْ يذهبُ لِحقلِهِ لِمُراعاةِ المحاصيلِ الّتي بِها .
فلتتخيّلُ معي كم المجهودُ البدنيُّ في تصليحِ الأرضِ و زِراعتها و حرثها و مُراعاتُها لِتكونُ مُناسِبةٌ لِهذِهٍ النبته , لك أن تتخيّل كم المياه الّتي إرتوت بِها و كم مِن مرّةٍ إرتوت !
و حتّى مجهودِهِ و مجهودُ العُمّالِ سواءً كانوا أهلهُ أم عُمّالً بِالأُجرةِ بِذلً في جنى المحصولِ , مُرورا بِنقلِهِ لِلتّاجِرِ و تشوينهُ أوْ تخِزينهُ يوْمًا أوْ اِثنينِ عِند التّاجِرِ حتّى يأتيَ صاحِبُ مصنعِ المُخلّلاتِ لِلتّاجِرِ و يأخد إحتياجه مِن الخُضرواتِ و مِنهُم الخيارُ موْضوعُنا الرّئيسيِ .
مِن المُمكِنِ يُنتِجُ الجزرُ جوْدتُهُ جيِّدةٌ و اللِّفت جوْدتُهُ معقولِهِ لكِنّ مِن النّادِرِ أنّ تحصُّلً على خيارِ مُخلّلٍ بِجوْدةِ مقبولِهِ !
مُحاوَلاتٌ مِني لِفّهُم ما سببٌ الجوده الرّديئة التى يخرُجُ بِها الخيارُ مِن مصانِعِ المُخلّلِ أوْ الطّرشيِ , صراحةٌ لم أصِل لإجابه بل أنّ عقلى صورً لي بِأنّها عُنصُريّةٌ مِن أصحابِ المصانِعِ .
مجهودُ زِراعةٍ و ريًّ و نُقلً و تخزينً وحتّى مجهودِ صاحِبِ المصنعِ نفسُه بِعُمّالِهِ يُضيعُ هباءٌ , صراحةٌ ليْس عِندي تفسيرا منطِقيّا هل مِن عِلمِهُم المِهنةِ مات قبلُ أنّ يخبرهم بِطريقةٍ تخليل الخيار أم أنّهُم إشتروا مِنه الطريقه لكِنّ أموالهُم لم تكفي فتُرِكوا طريقة الخيارِ .
ولكِنّ الحلّ الّذي أراهُ هوَ إمّا أن يستبعِدوا الخيار مِن حِساباتِهُم التخليليه نِهائيًّا أوْ مُحاوَلةً الاستعانه بِخبراءٍ ولوْ حتّى مِن دارِسي الإقتصاد المنزلى , أُحاوِلُ ألا أُكوِّن حالِمًا و أطالِبً بإغلاق مصانِعُ كامِلُهُ و الإتجاه نحوَ مصانِعِ بِماركةٍ تُجاريهِ و تاريخُ إنتاجٍ حين وُجودِ خللٍ في المواصفاتِ تستطيعُ ان تُخاطِب جِهاز حِمايَةِ المُستهلِكِ مُباشِرةٌ .