ميلان و حقبة مستثمر جديد تأتي بعد مشاكل عديده تعرض لها الرئيس الحالي و مالك النادي يونغ هونغ لي بعد مرور سنه من استحواذه على ٩٩.٩٩٪ من اسهم الميلان، اسماء كثيره ظهرت للاعلام عن مستثمرين عديدين يريدون شراء ميلان .. اكثرها انتشارا و اقترابا من الشراء هو الأمريكي ذو الأصول الايطاليه روكو كوميسو .. 

نبذة تعريفيه ..  

روكو كوميسو امريكي من مواليد كالابريا في ايطاليا يبلغ عمره ٦٨ عاما هاجر لأمريكا وهو بعمر ١٢ عام، من خريجي جامعة كولومبيا بتخصص هندسة صناعية ثم نال الماجستير في إدارة الأعمال وكان في تلك الفتره نائب الكابتن في نادي الجامعة لكرة القدم ورئيس للنادي الاقتصادي للطلاب في الجامعه، تبلغ ثروته الحاليه ٤.٥ مليار دولار  حسب فوربس.

حياته العمليه .. 

بعد تخرجه من الجامعة بدرجة الماجستير بدأ حياته العمليه في شركة الأدويه Pfizer في نيويورك ولم يقضي وقتا طويلا حيث بدأ بعد ذلك مسيرة دامت عشرة سنوات في الصناعة المالية بداية من بنك تشيس مانهاتن - Chase Manhattan ( جي بي مورغان تشيس حاليا  - J.P. Morgan Chase )، في عام ١٩٧٨م بدأ روكو العمل في قطاع الشركات المؤسسات الترفيهيه و شركات الكيبل كجزء من عمله في البنك في قسم تمويل الشركات. 

عمل بعد ذلك في بنك Royal Bank of Canada حيث قاد أنشطة الإقراض التي يقدمها البنك إلى قطاعي الأعمال والإتصالات 

خلال الفتره مابين ١٩٨٦م - ١٩٩٥م كان يعمل روكو في شركة الكيبل Cablevision Industries Corporation كان يعمل نائبا للرئيس التنفيذي و كبير المدراء الماليين و مديرا للشركه في نفس الوقت حيث في عهده نمت شركة كيبلفيجين لترتقي في سلم ترتيب أكبر شركات الكيبل في الولايات المتحدة الامريكيه لتصبح في المرتبه الثامنه بعد أن كانت في المرتبه الخامسة والعشرين حيث وصلت لـ ١.٥ مليون عميل عند اندماجها مع الشركه العالميه تايم وارنر.

كوميسو حاليا يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لـ شركة كيبل ميدياكوم Mediacom Communications Corporation ، منذ أن أسس الشركه في القبو الخاص ببيته عام ١٩٩٥م، استطاعت الشركه ان تستحوذ على سوق الكابلات الأمريكيه في المجتمعات الصغرى، في عام ٢٠٠٠م جعل من شركته شركه مساهمه للعامه بعد ذلك استطاعت ميدياكوم أن تصبح ثامن أكبر مشغل للكابلات في الولايات المتحدة الأمريكيه بإيرادات سنوية تصل إلى ١.٦ مليار دولار أمريكي، في عام ٢٠١١م استطاع روكو ان يجعل من شركه ميدياكوم شركه مملوكه له بالكامل، منذ ذلك الوقت استطاعت ميدياكوم أن تصبح أفضل شركة كابلات في أميركا عام ٢٠١٦م من قبل مجلة CableFAX.

كوميسو يعمل أيضا كعضو مجلس إدارة الجمعية الوطنيه للاتصالات السلكية واللاسلكية وعضو أيضا في مجلس رواد الكيبل.

نيوروك كوزموس .. 

يوم العاشر من يناير من سنة ٢٠١٧ قام روكو بشراء حصة الأغلبية في النادي الذي كان يعاني ماليا نيويورك كوزموس، في تلك الفترة كانت أغلبية أندية دوري أمريكا الشمالية لكرة القدم يعانون ماليا وتم رؤية هذا الاستثمار كبداية انتعاش لسوق كرة القدم في اميركا.

النادي عانى من تدهور في مستوياته مما قلل الحضور الجماهيري في ٢٠١٦ وخسائر بلغت ١٠ مليون دولار.

قال روكو عن استحواذه على النادي " إن استثماري في كرة القدم حاليا هو كعربون امتنان وشكر للعبة التي اعطتني الكثير، لم أكن أرغب في رؤية نادي بحجم الكوزموس ان يغلق نهائيا، رغم ضياع العديد من الأموال في الوقت الحالي لكن صراحة يمكنني تحمل كل ذلك. ".

بصمة التغيير كانت واضحه ولمسات روكو كانت تتضح معالمها أكثر و أكثر أولها نقل مباريات النادي من ملعب في الضواحي إلى MCU PARK في كوني ايلند في بروكلين حيث يلعب نادي البيسبول الشهير نيويورك ميتس، ثم وقع روكو أول عقد لنقل مباريات النادي على الهواء منذ ٣٠ عاما وكان العقد مع شركة WPIX لنقل المباريات التي تنقل على ملعب النادي و مع شركة MSG لنقل ما تبقى من مباريات للفريق.

قال ايريك ستوڤر رئيس العمليات في النادي عن ما يفعله روكو " بفضل كوميسو حقق الفريق قفزه هائله ماليا في وقت وجيز، وأن النادي في أول مواسمه مع هذا المالك باع تذاكر أكثر من أي وقت مضى "

ماليا روكو صنع استثمارا قويا، في موسم الذي يسبق شرائه للنادي ذكرت سابقا ان الفريق عانى من حضور الجماهير حيث لا يتجاوز عدد الحضور ٣٥٣٦ مشجع في مجمل مباريات الموسم رغم ان الملعب القديم يتسع لـ ١٢ ألف مشجع بينما الجديد ٧٥٠٠ مشجع لكن روكو قام ببناء اجنحه ليتم تأجيرها وقت المباريات و بعضها للبيع ايضا، بالإضافه لإنتشار الاعلانات عن النادي في كل مكان في مترو الأنفاق والشوارع.

جماهير النادي تتسائل ماذا سيفعله روكو و أجاب " عليكم أن تهدؤوا لأن كوميسو في الساحة الآن، عليكم المشاهدة والإنتظار "

نأتي الآن للميلان، من حسب رؤيتي و قرائتي عن روكو كوميسو هو رجل أعمال يعشق الاستثمارات طويلة الأمد، شخص لا يستعجل النجاح، ينتظره بهدوء و ينتظر طويلا .. يعشق التحديات والمصاعب كما شاهدنا شرائه لنادي كوزموس وهو في أسوأ مراحله ماليا وفي دوري ضعيف الذي يعتبر الثاني بعد الدوري الامريكي الممتاز MLS، لذلك شخصيا أرى أن يقوم شخص بحجم روكو يشتري نادي مثل ميلان قد يكون استثمار ناجح لو أردنا الانتظار لعودة النادي، النادي ماليا سيتحسن كثيرا مع مرور الوقت سنرى انتشار أوسع للفريق في العالم وقد نرى ملعب جديد في وقت وجيز لأن من ضمن خططه الماليه الأولى في كوزموس كانت نقل النادي لملعب ملائم يفيد النادي و المالك ماليا، ما الرجل بحكم جذوره الإيطاليه أنا متأكد من أنه يملك خبرة في مجال الرياضه العالمية، حيث فريقنا يعاني كثيرا حاليا ويحتاج للعوده بأسرع وقت.

حسب الأخبار كوميسو يريد الميلان بشده و هو أقرب المستثمرين ومدعوم من قبل البنك الاستثماريGoldman Sachs، لا أريد التفاؤل ولا التشاؤم، تعلمنا دروس قاسيه مع المجموعه الصينية وتدهور ادارتها ببعض القرارات المالية والفنية، لكن سأتحدث عن بعض الجوانب. 

إداريا النادي سيتغير حيث ان مجلس الإدارة الحالي يتضمن اعضاء من الجنسية الصينيه الذي بالتأكيد سيتم تغييرهم لأعضاء جدد حيث انهم مرتبطون بالرئيس يونغ هونغ لي وشركائه.

فنيا النادي من المفترض أن يكون له سوق انتقالات مفتوح بدون التزامات حسب انظمة اليويفا للملاك الجدد، لذلك قد نرى سوق كبير كما حدث الموسم الماضي او اكثر في حال رغبة كوميسو بعودة الفريق للمنافسه سريعا.

البعض قد يتسائل عن الاستثمار الأمريكي في كرة القدم حيث نجد مثال صريح لدينا في الكرة الايطاليه وهو روما و في انجلترا نجد ليفربول حيث يجذب الأنظار اليه من امريكا لدرجة أن نجم NBA ليبرون جيمس يملك اسهما في النادي!. 

لذلك لا خوف من هذا الأمر ولا ضبابيه او حدود للاستثمار الخارجي كما يحدث حاليا في الصين، لذلك الأموال ستتوفر بكميات كبيره ولكن حسن استثمارها و العوائد المسترده من خلال هذا الاستثمار .. هل ستكون كافيه لإعادة امجاد النادي ؟ .. سنرى.

* يقال أن هان لي و محامي النادي و المستشارين يعملون على إغلاق عملية الاستحواذ في الوقت الحالي. 

نهاية أتمنى أني وفقت في هذا المقال الذي آمل ان ذكرت تفاصيل مهمه عن هذا الرجل لزيادة المعرفه عنه سواء قام بشراء النادي أو لا، أتمنى عمل ريتويت للتغريده التي وصلتهم منها لهذا المقال وعمل مشاركه ومشاهدة مقالاتي الأربع السابقه.