ذكريات المونديال(2) : مونديال أمريكا 1994 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ذكريات المونديال(2) : مونديال أمريكا 1994

خيبة أمل مزدوجة

  نشر في 10 يونيو 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

مشاركة الفريق الوطني

على عكس المونديال السابق الذي لم أكن أنتظره، هاته المرة كنت قد أنجزت الواجب المنزلي مسبقا :) حيث اقتنيت عدة نسخ كرتونية من برنامج المباريات،الأمر الذي كنت أعددت له أيضا في كاس أوروبا للأمم 1992، كما أن مسألة نقل المباريات لم تكن معقدة مثل هاته الأيام فقد كنا نشاهد كل المباريات مجانا على القنوات الأرضية وحتى القنوات الفضائية.

الجميل أيضا أن المنتخب الوطني كان قد تأهل للمونديال، لذلك كنت أمني النفس بعيش لحظات ساحرة شبيهة بتلك التي عاشها المغاربة في مونديال المكسيك.

البداية كانت جيدة في مباراة المغرب ضد بلجيكا، فرغم الخسارة بهدف نظيف إلا أن الفريق أدى بشكل بطولي، وغاب عنه التوفيق في انتزاع نقطة تعادل -كانت أول نسخة تشهد تغيير نظام احتساب النقط ورفع نقاط الفوز بالمباراة من نقطتين إلى 3-، وكان كل أملي في أن نفوز على الفريق السعودي قليل الخبرة في المونديال، ونتيجة طيبة أمام هولاندا قد تسمح لنا بالمرور لدور الثمن بين أفضل الثوالث أو على الأقل الخروج خروجا مشرفا.

إلا أن مباراة السعودية كانت صادمة للمغرب، وإن كان جمهور ليفيربول قد سامح حارسه بعد أخطائه في نهائي كأس الأبطال بعد أقل من شهر، فإن بعض المغاربة لا يزالون غاضبين إلى يومنا هذا على الحارس عزمي جراء خطئه في الهدف الثاني بقدم أمين أنور من مسافة بعيدة جدا، ومنهم أيضا من اتهمه ببيع المباراة.

وفي المباراة الأخيرة ضد هولاندا كان التأهل ممكن نظريا لو فزنا على هولاندا، لكن سير المباراة انتهى بالخسارة الثالثة للمغرب وخروجه متذيلا المجموعة الغريبة بدون نقاط وتصدر السعودية المجموعة بفضل النسبتين العامة والخاصة.

وهكذا استُقبِل الفريق الوطني بوابل من الإستهجان، وتفننت الصحف في السخرية من أداء اللاعبين والمدرب، بل وتجاوز الأمر حتى لبعض الأعمال الفنية، حين أشار الممثل المصري عادل إمام للموضوع في فيلم حين دخل مجموعة من الشباب للحافلة بشعور غريبة غير مرتبة، فقال : "مين دول؟ المنخب المغربي ؟"

خيبة أمل ثانية

كما ذكرت سابقا، لسبب ما كنت أشجع الأرجنتين ونجمه مارادونا بشكل جنوني، البداية كانت جيدة جدا، برباعية في مرمى اليونان الفريق الجديد على كأس العالم، تلاه فوز صعب أمام فريق نيجيريا مفاجأة المجموعة الذي سحق فريق بلغاريا بثلاثية في المباراة الأولى، لكن هذا الفوز لم أفرح به، لأن مارادونا خرج من المباراة وثبت بعد ذلك ثبوت تعاطيه للمنشطات، مما سبب في خروجه نهائيا من المونديال.

وبما ان المصائب لا تأتي فارادى، فالفريق الأرجنتيني رغم تصدره للمجموعة برصيد 6 نقاط بعد مبارتين، كان يمكنه مغادرة المونديال بعد خسارته بثنائية بأقدام لاعبي بلغاريا، هاته الخصارة جعلت الأرجنتين تقبع في المركز الثالث،إلا أنها تأهلت مجددا بين أفضل الثوالث.

حادثة إسكوبار الأليمة

في مباراة درامية بين أمريكا -البلد المضيف- و كولومبيا، كانت كولومبيا مرشحة فوق العادة لاكتساح البلد المنظم (خلال الإقصائيات المؤهلة اكتسحت الأرجنتين بخماسية في عقر دارها)، لكن بسبب هدف سجله المدافع الكولومبي اندريس ايسكوبار، خسرت كولومبيا لتخرج لاحقا من المسابقة رغم فوزها في آخر مباراة، وتأهل أمريكا من أفضل الثوالث.

هذا اللاعب قُتِل لاحقا، وقد راجت شائعات حول علاقة الموضوع بالهدف الذي سجله، إلا أن تقريرا رسميا من الفيفا خرج لاحقا ليفند الموضوع.

مهزلة الكامرون

على عكس التألق الكبير في مونديال إيطالبا بوصولهم لمباراة الربع كأول فريق خارج أوروبا وأمريكا يفعلها، كان أداء الكامرون ضعيفا في مونديال أمريكا بالرغم من البداية القوية أمام السويد بانتزاع تعادل مستحق، إلا أن الهزيمة بثلاثية نظيفة من البرازيل أنهت كل شيء -كنت جد مسرور آنذاك بهاته الهزيمة-، خاصة مع تفاقم المشاكل المادية للفريق وترويج إشاعات عن عدم توفير الإتحاد الكامروني لمصاريف الفندق والعودة.

والخسارة بسداسية أمام روسيا في آخر مباراة كانت متناغمة مع الإشاعات، هاته السداسية لم تشفع لروسيا في التأهل، تماما مثل ما حدث مع الإتحاد السوفياتي سنة 1990 حين فاز برباعية نظيفة على الكامرون في آخر مباراة كهدية من لاعبي الفريق الكامروني المتأهل أصلا لمدربهم السوفياتي.

مجموعة غريبة

من أغرب مجموعات الدور الأول لكأس العالم على مدار التاريخ، المجموعة الخامسة التي ضمت كل من المكسيك والنرويج وإيطاليا وإيرلندا.

كل فريق في هاته المجموعة حصل على 4 نقاط من فوز وخسارة وتعادل بنسبة عامة تساوي صفر : فكل فريق فاز في مبارته بفارق هدف وخسر -طبعا- بفارق هدف، لتتأهل المكسيك على رأس المجموعة بفضل الأهداف الثلاث التي سجلتها، وتقبع النرويج في مؤخرة المجموعة بسبب الهدف الوحيد الذي سجلته، بينما تمت المفاضلة بين إيرلندا وإيطاليا التي سجلتا هدفين لكل منهما بسبب نتيجة المواجهة المباشرة، لتتأهل إيطاليا بين أفضل الثوالث.

هكذا بقيت هاته المجموعة كمثال حي على اقتيسام التساوي في النقاط والنسب العامة بين الفرق.

أفضل مباراة في مونديال أمريكا

مع خروج المغرب، ركزت كل اهتمامي مجددا لفريقي المحبب الأرجنتين رغم أقصاء مارادونا نهائيا، وكانت مباراة الثمن ضد رومانيا فعلا أحسن مباراة تابعتها في ذلك المونديال، فإيقاع اللعب كان سريعا جدا، والكرة تقريبا لم تتوقف، كما أن الفريقين تناوبا على تسجيل الأهداف، إلا أن النتيجة النهائية أشرت على خروج الأرجنتين، وحزنت يومها حزنا كبيرا، وقررت عدم متابعة ما تبقى من مباريات المونديال، وكان حزني على هذا الخروج يفوق بكثير حزني على خروج المغرب بصفر نقطة.

إخلاف بالوعد

صحيح أنني لم أتابع باقي مباريات الثمن، إلا أنه مع ملل الصيف في مدينتي القصر الكبير، وتحدث كل أصدقائي عن المباريات، أحنثت وعدي وتابعت مباراة الربع بين هولاندا والبرازيل، التي لم تخيب أملي حيث عرفت ندية كبيرة، ولم تحسمها البرازيل إلا في الدقائق الأخيرة، المباراة عرفت هدف بأقدام ببيبتو ليقدم حركته الشهيرة في الإحتفال.

مباريات الربع عرفت أيضا خروج بطل العالم من طرف بلغاريا، لتنهي مشوار آخر فريق أشجعه - خلال كاس أوروبا للأمم إخترت ألمانيا كفريقي المفضل لكنه أيضا انهز في النهائي من الدانمارك مفاجأة اليورو الذي شارك بدلا من يوغوسلافيا التي تفككت بدورها بعد تفكك الإتحاد السوفياتي، ولم تستطع تكوين فريق متآلف كما فعلت اتحادات الدول المكونية للإتحاد السوفياتي آنذاك -.

توقف عن المتابعة

مع خروج ألمانيا في الربع، وسفرنا لمدينة العرائش، وعدم توفرنا على جهاز تلفاز في البيت الصيفي، توقف متباعاتي لمباريات المونديال، خاصة أنني كنت بدأت شغفا آخر بتمارين أولمبياد الرياضيات.

وحتى مباراة النهاية لم أتابعها، فبعد تردد كبير في طلب تكلفة الذهاب إلى المقهى لمتابعة المباراة من أبي الذي لم اكن فخورا أمامه بإظهار ولعي بكرة القدم، قررت ألا أفعل وأن أتفقد سير المباراة بين الفينة والأخرى وأنا أتجول وسط المدينة.

اللحظة الوحيدة التي أذكرها من النهائي هي استمتاع شيخ عجوز يبيع أغراضا بسيطة في ساحة إسبانيا، بمتابعة أطوار المباراة عبر الراديو بتعليق إسباني ساخن.

انتهت المباراة كما هو معروف بفوز البرازيل بعد ضربات الترجيح، والإضاعة الشهيرة لنجم الفريق الإيطالي روبيرطو باجيو، لكن قصصي مع المونديال ومتابعة مباريات لم تتوقف بل سوف تعرف منحنى جديدا في المونديال القادم.



  • 2

  • ضياء الحق الفلوس
    طالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.
   نشر في 10 يونيو 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
رغم ان المقال عن الرياضة الا ان الطريقة الساخرة في سردك جعلته مشوقا ،نأسف لخروج كل الفرق التي شجعتها من المونديال ، هي خيبات صغيرة و ذكريات لا تنسى ،اشكرك على المتابعة ،بانتظار مقالاتك القادمة ،دام قلمك سيدي الكريم.
1
ضياء الحق الفلوس
شكرا جزيلا على التفاعل، كما قلت في المقال تشجيعي وفرحي بإنجازات الفرق التي أشجع ليست شيءا أفخر به، هي فقط حمية المشجع الكروي فقط

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا