ذكريات المونديال(1) : مونديال إيطاليا 1990
كيف بدأ ولعي بمتابعة كرة القدم
نشر في 08 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بمناسبة اقتراب المونديال سوف أقوم بنشر ذكرياتي مع كل مونديال بداية من أول مونديال تابعته سنة 1990
بداية غير متوقعة
لم أكن أتوقع في صغري أنني سوف أصبح مولعا بمتابعة مباريات كرة القدم، خاصة أنني قضيت معظم سنوات طفولتي والبيت خال من جهاز تلفاز يعمل، فقد كان السائد أن يكون الجهاز في حالة عطل حتى يزورنا أحد الأقرباء الذي لديه اهتمام ودراية بالإلكترونيك.
الأمر بدأ بزيارة لأحد أقاربنا عشية مباراة الإفتتاح التي خسرتها الأرجنتين حاملة اللقب آنذاك ضد المنتخب المفاجأة: الكاميرون، لا أدري حينها لماذا قررت أن أتابع المونديال وأن أشجع فريق الأرجنتين ونجمه مارادونا.
مكاسب ثانوية بالجملة
مباشرة بعد نقاش طويل حول المسابقة وقوانين المسابقة وكرة القدم مع قريبي الذي لايحب لا الأرجنتين ولا مارادونا، عدت بشغف لعدد سابق من مجلة "ماجد" للأطفال، حيث كانوا نشروا في صفحة الرياضة معلومات كثيرة عن المونديال، خاصة أن تلك النسخة عرفت مشاركة لفريق دولة الإمارات، وأذكر حرفيا أن أحدد "المحللين" تنبأ بفوز الإمارات على كولومبيا في أول مباراة، وبأداء بطولي ضد ألمانيا الغربية -نعم كان سور برلين لا زال قائما حينها- ، وبتعادل مع يوغوسلافيا بتصعد ضمن أحسن الثوالث لدور الثمن : طبعا الأمر لم يحدث لأن الإمارات خسرت مبارياتها الثلاث.
كما أنني عدت لمجلات "الصقر" التي كان يقتنيها أخي الأكبر، وكتب صور لاعبي المونديالات السابقة.
المهم باختصار تعلمت قواعد احتساب النقاط، والنسب العامة ثم الخاصة، واللعب النظيف. كما كانت فرصة لتحديث معلوماتي في الجغرافيا، واستنكرت حينها أن القارات لا تحظى بنفس عدد المنتخبات الممثلة في كاس العالم.
لا قومية في الكورة
عرف مونديال إيطاليا مشاركة مصر أيضا في المجموعة السادسة، لكن لسبب ما أيضا لم أقلق حينها لخروج مصر من دور المجموعات بعد تعادلين وخسارة ضد إنجلترا.
كما أنني أيضا كنت أتمنى خسارة الكاميرون في كل مباراة من مبارايتها، وفرحت كثيرا بخسارتها من إنجلترا في دور الربع.
هاته العادة لازمتني حتى السنين الأخيرة، فقد كنت دائما أشجع الفرق الكبرى على حساب باقي الفرق حتى وإن كانت عربية أو إفريقية.
تميمة الحظ
رغم البداية المتعثرة للأرجنتين إلا أنني لم أتخلى عن تشجيعها، المباراة الثانية ضد الإتحاد السوفياتي -روسيا و14 دولة أخرى كانت تشكله- كانت سهلة إلا أنها عرفت إصابة الحارس الرئيسي إصابة بليغة سببت في خروجه نهائيا من المونديال واعتماد الحارس البديل، هذا الأخير الذي لعب لاحقا دورا كبيرا في تأهيل الأرجنتين للمباراة النهائية.
المباراة الأخيرة ضد رومانيا كانت مخيبة للأمل حيث انتهت بالتعادل، لتنهي الأرجنتين المجموعة في الرتبة الثالثة باحتساب النسبة العامة ضد رومانيا (التي سجلت هدفا أكثر من الأرجنتين)، ولم تحسم التأهل إلا بعد انتهاء مباريات الدور الأول لتتأهل بين أحسن الثوالث، هذا التأهل وضعها ضد البرازيل التي حسمت المجموعة الثالثة لصالحها بسهولة بواقع 3 انتصارات سهلة.
مباراة الثمن كانت نظريا محسومة للبرازيل، وقد كان كل أقربائي يسخرون مني ومن الأرجنتين، لكن بفضل تكتل الدفاع ومهارات مارادونا الفردية، من فرصة واحدة سرقت الأرجنتين هدفا رائعا بقدم هدافها كالينجيا صعدت به للربع.
مباراة الربع انتهت بالتعادل السلبي في شوطي المباراة الرئيسيين والإضافيين، وكان لحارس المرمى دورا كبيرا في التأهل بتصديه لأكثر من ضربة ترجيحية.
أما عن مباراة النصف فلن أنساها أبدا (صورة المقال) حيث واجهت الأرجنتين البلد المضيف إيطاليا وفي ملعب نابولي، الملعب الذي كان بعرف صولات وجولات مارادونا -لم أكن أعلم هاته المعلومات حينها- الغريب في الأمر أن إيطاليا كانت فازت في كل مبارياتها ولم تتلق شباك حاريها دينو زوف أي هدف، حتى جاء مارادونا من ضربة رأسية بعد ركنية متقنة، لتعادل إيطاليا الكفة في ما بعد، ويستمر اللعب حتى الضربات الترجيحية مجددا، لتحسم الأرجنتين في يوم عيد الأضحى بالمغرب التأهل بحصة 4-3 (وهو نفس السيناريو بين ألمانيا الغربية و إنجلترا في نصف النهاية الأخرى).
أول خيبة أمل كروية
المشوار الذهبي لفريقي ولاعبي المفضل توقف عند النهاية، حيث أحكم الألمان بقيادة كابتن الفريق بكنباور قبضتهم على الكأس العالمية، كأفضل رد إعتبار على نهاية مونديال 1986، الفوز الألماني جاء من قدم المدافع الكبير بريمن من ضربة جزاء.
حينها ذقت مرارة الخسارة كمشجع كروي وأنا لا أتجاوز سن العاشرة.
بداية لاهتمامات جديدة
بعد هذا المونديال صرت شغوفا بمتابعة الأحداث الرياضية، انطلاقا من متابعة مبارايات نابولي بالكاتشيو على قناة 2M خلف ثوب شفاف لأن القناة كانت مشفرة لأاستمتع بكل هدف لمارادونا أو زميله الإيطالي كاريكا، مرورا بالألعاب الأولمبية، ومباريات التنس.
الشغف الكروي والرياضي كان فرصة لي للتعرف أكثر على ثقافات وشعوب أكثر، قبل أن أدخل لاحقا دوامة التعصب الكروي.
مونديال 1994 كان بنكهة خاصة، سوف أخبركم عنها في الجزء التالي من المقالات الخاصة بالمونديال.
-
ضياء الحق الفلوسطالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.