التعصب للجميع! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التعصب للجميع!

  نشر في 27 غشت 2017 .

حقق فريق ريال مدريد الإسباني لقب السوبر على حساب فريق برشلونة بعد فوزة بنتيجة 5\1 بمجموع المباراتين في مباراة تفوق فيها النادي الملكي اداءً ونتيجة.

مباراة شهدت احتفاء واهتمام كبير من جانب الاعلام المصري الذي ربما تفوق في اهتمامه ومتابعته للمباراة على نظيره الإسباني من الاساس، بعد عرض المباراة على إحدى القنوات المصرية التي كرست كل جهودها خلال أسبوع كامل وخصصت كل فقراتها وبرامجها في أتجاه واحد هو أتجاه الكلاسيكو الإسباني حتى أنتهى هذا المهرجان الكروي وعادت الأمور لطبيعتها في النهاية.

ربما لفت نظرك واثار أعجابك السخونة في الاحداث سواء داخل الملعب أو خارجة او الامتاع والكرة الجميلة التي ربما ترى إننا نفتقدها في ملاعبنا أو حتى اتجهت عيناك إلى التصوير الواضح والاضاءة المضبوطة والإخراج المحترف الذي لا نعلم عنه سوى كيفية تسليط القمر على وجه اللاعبين بعد إحرازهم هدف الفوز أو التوجه لجميلات المدرجات وقت وجود هجمه خطيرة داخل الملعب!

ربما كان يستحق هذا التعجب ولفت الأنظار إاليه ولكن عيناي ذهبتا في أتجاه اخر، فما لفت نظري هو ما حدث خلال المباراة من أحداث شغب ومناوشات بين اللاعبين والتي احتوت المباراة على قدر لا بأس به منهم، هتافات عدائية من جمهور ريال مدريد تجاه اللاعب جيرارد بيكيه، طرد اللاعب كريسيانو رونالدو وايقافه لخمس مباريات بعد دفع الحكم، مناوشات سيرجو راموس مدافع الريال مع لويس سواريز مهاجم برشلونة بعد ركله الجزاء ومناوشاته مع ليونيل ميسي أيضا خلال المباراة.

أحداث عادية تحدث في أي مباراة في العالم لا تدعو للاستغراب والدهشة فتلك هي كرة القدم حماس ومناوشات وأحداث ساخنة وليست فقط أهداف ومهارات ولكن ما يدعو للدهشة فعلا ويثير التساؤلات هو موقف الاعلام المصري من تلك الاحداث "الطبيعية"!

يحدث الشغب والتعصب في أي مبارأة كرة قدم هذا منطقي وليس فيه جدال ولكن في وجهة نظرهم أن هذا لا يحدث الا هنا، دائما في أي موقف يحدث في أي مباراة رياضية يتم تذكيرنا أن هذا لا يحدث مطلقا في الدول المتحضرة التي لا ننتمي اليها بالطبع في وجهه نظرهم، نحن فقط من نحذو هذا الحذو انما في الخارج فهم يعيشون في المدينة الرياضية الفاضلة لا يسبون بعضهم لا تحدث احتكاكات في ملاعبهم لا وجود للشغب ولا للتعصب، هناك فقط روح رياضية جميلة وحب وتسامح وجو جميل يبدأ بالورود وينتهي بالأحضان الأخوية بين الفريقين وكأنهم يلعبون مباراة في كوكب زمردة وليس على الأرض مثلنا.

الحقيقة لا اعلم من إين أتى كل من ينتمي للأعلام الرياضي في مصر بكل هذا التزييف وكأن المباريات الأوروبية ممنوعه من العرض ولا يستطيع أحد رؤية ما يحدث فيها وكشف خداعهم امام الجميع، ربما حاولوا استغلال فكره ان المباريات تذاع على قنوات مشفرة ولا يراها الا جزء صغير من الجمهور رغم ان المباريات توجد على الانترنت ويمكن لأي شخص مشاهدتها بسهولة الا ربما جاء عرض المباراة على قناة مصرية وإتاحة مشاهدتها للملايين ضد مصلحتهم وليس معها.

فمباراة الديربى أو الكلاسيكو في أي دولة في العالم او حتى المباريات الكبرى غالبا ما تكون الأجواء مشحونة ومتوترة سواء داخل الملعب أو داخله، تحدث مشادات بين اللاعبين، سباب من الجمهور واستفزازات منهم لنجوم الفريق أو حتى اشتباكات قد تتطور الى إصابات سواء بين الجمهور او اللاعبين " يمكنك متابعه ديربى الارجنتين بين بوكا جونيور وريفر بليت لتتضح الصورة أكثر لك" , بعد المباراة يحزن الخاسر ويفرح الفائز كلا منهما على طريقته ولا يقلل الأول فرحته حتى لا يجرح الفريق الاخر ولا يذهب الخاسر ليهنئ الأول بعد فوزة وكأننا في مباراة تنس وليس كره قدم غالبا ما يذهب طرف منهما للأخر بعد المباراة ولكن للعراك وليس لإظهار المحبة والروح الرياضية " شاهد مشادة مورينهو وفيلانوفا بعد الكلاسيكو الإسباني الذى كاد الأول ان يفقع عين الأخير بعد خسارته " .

أما الجمهور فعندما ينتقل لاعب من فريقه الى منافسه فلا يتمنى الجمهور له التوفيق والنجاح وإنما يتفنن في مضايقته وإظهار كرهه له " أحرق جمهور دورتموند تيشيرت جوتزة بعد رحيله لبايرن ميونخ اما جمهور مانشستر يونايتد فألقى بتيشرتات كارلوس تيفيز في صندوق قمامه عملاق بعد رحيله للمنافس التقليدي مانشستر سيتي "

وعندما يلعب فريق في بطولة ما لا يتمنى جمهور منافسه له النجاح بحجه أنه يلعب باسم بلده فالبطولة التي سيحصل عليها ستضاف لسجله وليس لسجل البلد! وعندما يخسر هذا الفريق لا يظهرون مواساتهم وتعاطفهم معه انما يمطرونه بوابل من الشماتة مصحوبة بالكوميكس والهايلايتس لأبرز اللقطات خصوصا إذا انتهت المباراة بفضيحة كروية مدعمه بعدد كبير من الاهداف تكون حينها المتعة أكبر.

الحقيقة إن ما يدعونه هو شواذ القاعدة وليست القاعدة نفسها، فكرة القدم عرفت بالحماس واشتعال المنافسة والتعصب أما ما يدعونه هم لا صله له بكره القدم من قريب ولا من بعيد، فكل مشجعي العالم يحذون نفس الحذو يحبون فريقهم ويكرهون منافسهم ، يقدسون لاعبيهم ويطيحون بهم ارضا عندما يتركوهم ، يفرحون ويشمتون ويعيشون أياما سعيدة وسيئة كلا على حد سواء ، وهذا ما يميز كرة القدم ويضفى علها لمسة من التميز والسحر الخاص فبدون التعصب الذى لا لست اقصد به التعصب الذي قد يضر صاحبة او يؤذيه بشكل أو بأخر إنما التعصب الكروي الذى نعرفه والذى بدونه وبدون المنافسة المشتعلة تفقد كرة القدم أهم ميزاتها وتتحول الى لعبة تقليدية مملة لا تثير ولا تعجب أحد


  • 5

  • سلمى آدم
    صحفية , أعشق السينما والموسيقى والكتب الجيدة .. أحب المناقشات المثمرة وأتقبل جميع الاراء بصدر رحب . قلمى سيفي وعقلى سلاحي ..
   نشر في 27 غشت 2017 .

التعليقات

Abdou Abdelgawad منذ 7 سنة
مقال رائع يصف بدقة حال الاعلام الرياضى فى بلادنا كل التوفيق
وفى انتظار متابعتكم ورأيكم فيما أكتب مع جزيل الشكر
1
سلمى آدم
اشكرك ويشرفنى متابعة جديدك :)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا