حماقة الأفول
.. هيام فؤاد ضمرة..
حين تفجعك حماقة غيمة تبحلق بأركان جفافها
حين الأفول سيفتح بابا سريا يأخذك لذهول الساعة
فيما شقوق الدهشة تقف بينك وبين آخر العتبات
ستنزف فيك احتمالات العبور من فوق أرض الاقتناص
فيُخرج الزمن لك لسان سخريته على شفا لحظة تتبرأ منك
غير عابئة بأذيال أحداث عبرت ذات ألم من فوق عصبك
تعُدُّ عليك أحداثا استهلكت مسيرها على احتراقاتك
سترتدي الروح لبوس بردها على قارعة الهجر
وتزرق شفاه الوجع على أنين ذهول تملّكه الصقيع
لأننا مجرد محتوى سيفرغ امتلاءه من سر الحياة
هكذا سينكسر الوعاء وتندلق آخر حمولات الأنين
لتردنا خيبة اللحظة لأرذل التراب بين العتمة والحساب
بين السؤال والجواب يرتجف غصن الاحتطاب
مشحونا بلوثة ارتباك
حينها لا يد ترد عنك نعيق غربان تتحوطك
لتفقأ فيك عيون الضياء
ليس هي القسوة من تعتريك
لكن عبور الروح مطرقة هوجاء تكسر مزلاج الحياة
لا عائد يخبرنا عن خارطة العبور كاشفا سرها الدفين
لكننا سنعبر ونقطع حدود الزمن مخترقين أشباح الوهم
سنهاجر ونهجر كل المقتنيات
لنصبح ذكرى قابلة للذوبان سرعان ما تتشربها أرض النسيان
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية