ذات صباح فجري كانت تعد حقيبتها للرحيل خلسة بعد أن ضاقت بها سبل الحياة ... اختارت الهروب عن المواجهة لابد لها من الرحيل و الخلاص من هذه العائلة التي تدعي كونها أسرتها ....

منذ تلك الليلة التي عثروا عليها في الطرقات تبكي عند محطة القطار بلا ماوي حتي وجدوها لقطة فهي افضل خادمة لهم و لن تنطق بثمة شيء خاصة بعد أن ظنونها بكماء ضريرة ....

لم تتحدث ببنت كلمة منذ راتهم و كأنها فقدت النطق حقيقة كانت تؤثر الصمت الأنين الذي يعبر عن دقات قلبها الخافتة ...

لا تنسي تلك الليلة التي رأت فيها امها مع الخادم يتامران علي قتلها و اي ام هذه التي تقدم علي جريمة قتل فلذة كبدها من أجل المال التي سترثه صاحبة القصور و الان وجدت نفسها مهددة بالسكن وحيدة في محطة القطار ...

صوت القطار و هو يعلن عن انطلاق رحلته الي اللاذقية يصرخ في داخل رأسها متي و كيف سافرت الي الشام ...

تذكر اخر شيء كوب العصير الذي رشفت منه عدة رشفات و شعرت معه بثقل رأسها و دارت بها الدنيا و لم تدر بشيء إلا و هي عند محطة القطار ..

لو سمحت اين نحن الآن يا سيدي معذرة 

في اللاذقية يا صبية هل تنتظرين أحدهم 

ماذا كنت أعيش في تركيا كيف و متي قادوني الي اللاذقية ...

لا حول و لا قوة الا بالله شكل حكايتك حكاية يا صبيتي ...

في مرآي اخر نري عائلة مكونة من ام و اب و شاب غندور ما أن يقع نظر الشاب علي الصبية حتي يصرخ 

امي هذه خادمة مناسبة لنا صبية غندورة ...

انها تبدوا بكماء انظر بصمتها ...

و ضريرة ايضا يا امي انظري الي عينيها الجاحظة المغمضة .... 

اقتربوا منها و تحدث الشاب 

هل تنتظرين احد يا صبية يمكننا مساعدتك ...

.............

تبدين بكماء فعلا هل تريني امامك ......

و ضريرة ايضا .......

خذيها يا امي تبدوا فقيرة و يمكنني الزواج منها ....

هي لك يا ولدي ...

تدفعها من يديها دفعا حتي تصل إلي السيارة قادوها معهم الي مصير مجهول ماذا يحدث لكي يا عزيزتي و الدنيا كلها فوقك ...

تنظر خلفها متأكدة من عدم وجود أحد تتسلل خلسة الي الشارع العمومي حتي تصل إلي محطة القطار ...

يقترب منها رجل عجوز يسألها بلطف 

هل تبحثين عن احد يا صبية ؟ 

اريد العودة إلي تركيا و ليس معي مال ..

تشبهين فتاة رأيت صورتها من قبل هل تقابلنا قبل ذلك ...

ماذا تهذي بالطبع لا ...

ينظر إلي الجريدة ليري صورة الفتاة مع خبر كبير في صفحة الحوادث بقتلها بطريقة بشعة علي يد زوجة أبيها التي كانت تدعي أنها امها ....

مقتل صبية علي يد زوجة ابيها  بعد أن دسوا لهم السم في العصير ثم وضعها بتابوت و هربوه الي الاذقية ....

الآن بدأت تتضح الأمور كيف له الحديث مع روح ميتة ......

نظرت له الفتاة بتعجب فأشار إلي الجريدة بدأت تتذكر كل شيء 

ساعدني يا رجل انا روح غاضبة لقتل جسدي اريد الانتقام ....

لقد تم إعدام زوجة ابيكي و انتهي الأمر ارقدي في قبرك بسكون ....

و العائلة التي عذبتني ....

سامحي يا صبية ربما الأقدار تأتي بما لا نحب .......