كاتبني أحد الأخوة في رسالة فيسبوكية يقول: " سلام عليكم استاذ ممكن تطرح نقاش على صفحتك الشخصية لماذا يعتبر تخصص ادارة اعمال محقور (يعني مهمل ) في الجزائر رغم انه يعتبر ارقى التخصصات في خارج ؟ "....

وأقول أن تخصص ادارة الأعمال بالمفهوم الحديث المبني على المنظمات الربحية الرأسمالية، لم يدخل بلادنا مبكرا في الجامعات. وذلك بسبب أن النظام الاقتصادي المبني على التخطيط المركزي كان هو المهيمن طيلة عقود طويلة، أي منذ الاستقلال....والمعلوم أن النظام المخطط للمؤسسات يتناقض تماما مع النظام المفتوح القائم على ريادة الأعمال والابداع والسرعة في اتخاذ القرارات، والاستراتيجية الدقيقة والمبادرة والروح المقاولاتية الجريئة وغيرها.

ان تشجيع ريادة الأعمال في بلادنا لا ياتي بالشعارات الجوفاء، والخطب السياسية الرنانة، والملتقيات والندوات العابرة.... بل على الحكومة خلق منظومة قانونية قوية تحمي وتشجع وتقوي رواد الاعمال وتساعدهم على خلق مؤسساتهم بأنفسهم، وتمنحهم بيئة قانونية وتجارية واقتصادية مناسبة وقوية.

رواد الأعمال بقدر ما يحتاجون الى التمويل والمرافقة بقدر ما يحتاجون الى حماية من بارونات الفساد والرشوة والمحسوبية في الاستفادة من الصفقات، يحتاجون الى توفر بيئة ومناخ أعمال مناسب، يحتاجون الى تملك مؤسساتهم وعقاراتهم بعقود قانونية نهائية، يحتاجون الى شفافية وعدالة مساواة في معاملاتهم مع مصالح الدولة المختلفة، وعدم تفضيل المؤسسات العمومية عليهم، كما تنوي الحكومة فعله......هذا مايساعد الشباب على التوجه بلهفة لريادة الأعمال، وهذا مايجعل الجامعة والكليات بالتالي تتجه الى تشجيع وخلق تخصصات تصب في نفس الاتجاه بحكم الطلب الكبير والمتزايدعليها ....فخلق التخصصات في الجامعة اليوم مرهون بمقدار الطلب على تلك التخصصات في سوق الشغل...ومادام رواد الأعمال محقورون في سوق الشغل، فتخصصهم يبقى محقورا في الجامعة