آدم وحواء .. كانا وأصبحا
بقلم - أمل ممدوح
نشر في 31 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كانا في الأفق واحد فانشطرا ..
فهل صارا في الأرض أجزاء منشطرة ؟
أجزاء تبعدها السنون ..
تبعدها المخالب .. يبعدها الجنون ؟؟
هل يبحثان عن لقاء للتكامل ؟
أم يُدفعان لابتعادٍ لاختلاف ؟؟
كيف صار الغدير يتوجس النهر الأثير؟
والنبت صار يساكن الريح العقيم ؟
والنخلات جوار الماء ينهشها الجفاف ؟
كيف صار الزهر ضان بالشذى عن الهواء ؟
كيف تنبت الكف الأماني ثم تقبضها الأصابع ؟
كيف صار المزن عقما ؟ وصارت الخفقات موتا ؟
والجداول في احتراق ؟
كيف نزرع الأحلام واحة كل ما تطرح خواء ؟
هل ترى الأنهار جفت ؟ أم ترى الشطآن بعدت ؟
أم ترى الزوارق خرقت ؟؟ أم ترى الربان مات ؟
أم تراهما مريخ وزهرة كما قال "جون جراي" ..
يتجاوران في الحياة بانفصال .. كوكبان وطبيعتان ؟؟
أم هما كيان أعياه انشطار ؟؟
كلاهما في التيه صار لا يحيا الحياة ..
يمضيان في كد إلى منتهى ..
كلاهما غادره المدى .. كلاهما ساكنه الأنا ..
كلاهما صار أقدام للرفات ..
كان آدم من عصور مضت ..
يسكب العمر العزيز إذا ما حواؤه مضت ..
وإذا ما رحل كانت لحد يجوار لحد ..
كان اللقاء وإن تكرر ملء الأيام ميلاد جديد ..
كانت الروح دوما في اغتسال ..
والقمر وهمهمات الجمال كانوا شركاء اللقاء ..
أيناك يا سلامة .. أيناك يا جميل ؟
أيناك يا ولادة ..أيناك يا كثير ؟؟
ثنائيات التناغم ؛ الأفق وشمس الأصيل ..
القمر والليل الطويل .. العطر والجسد الجميل ..
صارت أثرا بعد عين ..
الآن يرقصان شوك وحرير .. لحن دون شدو ..
وتر دون نغم .. زهر دون عبير ..
الآن قتلهما التساؤل ..
قتلهما التوجس والارتباك ..
فاحتساب الغدر يدفع للهجوم ..
وغياب الشمس يستدعي الغيوم ..
قتلهما كذلك غباء اليقين ..
فخمد أنين السهد المقيم ..
غاب الأمان وتصدر الشك اللئيم ..
وسؤال الجدوى في كل حين ..
قد صاحب الشدو الأنين ..
والخطوات فاقدة الإيقاع .. والعين غادرها البريق ..
غاب آدم .. شردت حواء ..
حضر التناوش والركود .. والبلادة والجمود ..
كشروق عانقه الغسق .. خفتت الروح الألق ..
فهل ترى يوما تعود ؟؟
-
أمل ممدوحناقدة سينمائية ومسرحية