قبل عام وبضع أشهر وصلت السودان كنازحٍ من الحرب في اليمن، غادرت بسبب توقف الحياة في اليمن وتحولها إلی محاولات عبثية لإضاعة الوقت وإعلان الاستسلام لواقع لا تطمح إليه آدميتي ولا رغبتي في الحياة.
أطفأتُ الشمعة الأولی لعامٍ من النزوح ومازلت لم أعد إلى وطني، أشعُرُ بالحرجِ الشديد عندما يسألني أحدهم، ببراءة: "أخبار اليمن شنو" يحمرُّ وجهي؛ حرجًا، فمن المُعيب أن أنقُل كلامًا سيئًا عن اليمنيين وكيف أنهم مايزالون يقتلون بعضهم ويدمرون بلدهم ويعمل قادتهم علی التمسُّكِ بمطالبٍ تُحقق لهم الانجاز وليس للوطن أو اليمنيين الذين انقادوا أغلبهم للحرب، بكل مساؤها وأشكالها.
في ذكری ميلادي الأول للنزوح، اشتريتُ سماعات خارجية "سينما منزلية" وكما تعلمت من "زوربا"؛ رقصتُ أنا و"زوجتي ريم"، قررنا أن نستقبل الأفراح برقصة، وأن نقاوم الأحزان برقصة ونواجه الواقع برقصٍ مستمر، وأن يكون الرقص هو وطننا الذي يحترمنا ونحترمه.
أخيرًا، لديَّ شيء أُريد قوله للمتحاورين في الكويت: عليكم حلقْ شواربكم، يلعن أبو "الشنبات" التي لا تستطيع أن توقِفَ الحرب وتجلب السلام وتُعيدنا إلی أوطاننا.