جلس الكاتب مهموما وهي يتصور في خياله بطلته تتساقط دموعها كالأمطار وقلبها ك أرض الإسكندرية لم يكن مستعد لهذا المطر،كيف استطاع هذا النذل ان يتركها فقط من أجل أخري أكثر جمالا...
ويشاء القدر أن يكون في بقعة أخري من الأرض فتاة أخري تبكي و تجري دموعها كانهار فيينا في جو صاف يكاد يضمها الي صدره فتسقط دمعة من عينيها الي الأرض لتروي جنة تلك الوردة التي شاهدتها تقطف أمام عينيها .
مازال يدور في رأسها هذا السؤال :كيف يستطيع الإنسان ان يضع الكلمة الأخيرة في الفصل الاخير من كتاب حياته بيده وبمحض ارادته.
رأتها علي شاشات التلفاز تحملها الأرض علي اعناقها وبجوارها شرف أمتها تشكل في صورة سكين، أرادت بها أن تثأر ولم تستطع أن تحدد لما تثأر!
أ لأرض قد انتهكت ام أطفال قد حرقت ام أمهات قد رملت ام لأمة قد فقدت كل مقومات حياتها؟
ولا تدري علي من اللوم،أيكون علي عدو غاصب؟ ام عالم متوطأ ام علي أمة أصبحت تتلذذ بممارسة الرذيلة؟
لا يهمها الأمر ف أخر ما يشغل فكرها هو اللوم .
تتأملها وهي نائمة في سلام الجنان،تراها تبتسم فتفكر كيف تسربت هذه الابتسامة الي شفتيها.
أما انا فقد جلست أنظر الي أديب الأمة يوسف ذيدان وقد أخذ يعلمنا أن هذا الذي يرقص علي جسد العروس المدرجة في مسك الجنة هو ابن عمومتنا،وأن هذه العروس مذنبة ....فكيف جرأت ان تثور علي المحتل وان تصرخ في وجهه غضبا!
جلست أحاول مجاراته في التخيل كيف لو قدر لباكايتنا الثانية ان تقول له كلمة تدافع بها عن بطلتها ...أظنها ستقذف في وجهه ما هو أشد من النار أسمعها وهي تنعته بالقيادة ولكني لم أعي معناها حتي نبهني عقلي انها ربما تقصد القوادة فما اشبه الكلمتين اليوم بين بني العرب.