(شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدىً للناسِ وبيناتٍ من الهدى والفرقان)
ان عظمة هذا الشهر تكمن في الروحية العالية التي توجد في ايامه ولياليه والنفس الطيبة والارتقاء الفكري واجواء الايمان والبركة والشعور بالخير في حشايا المجتمع وعندما نتكلم عنه فاننا نتكلم عن شعور ساحر يرتقي بالمؤمن الى الانفتاح على الله في كل حركة فهو رمضان الشهر الفضيل ورمضان المغفرة ورمضان المدرسة... نعم فهو يعلمنا امور كثيرة منها:
1. الالتزام التام بالاوامر الالهية واجتناب النواهي
2. الصبر على الظروف المتغيرة وتحملها
3. الدقة في العمل واحترام الوقت
4. الاخلاق الرفيعة ورقة القلب والابتعاد عن الغضب
5. احساس الاغنياء بمعاناة الفقراء والمحرومين
6. الشعور بالمسؤولية وتحمل الامانة
نعم اذ ان الصوم هو حالة تفاعل مسؤولة في جو من الامانة بين الانسان المؤمن وربه حيث ان الصوم ليس الصوم الظاهري فحسب بل الصوم هو صوم الجوهر صوم الجوارح الصوم الذي يفتح للانسان آفاقاً ايمانية يعيشها مع الله في كل لحظة ولذا يجب ان لا تنتهي هذه الحالة من التفاعل بمجرد الافطار وغروب الشمس او بانتهاء الشهر الكريم، بل يجب الاستفادة من النفحات الايمانية والروحية العالية والقيم الانسانية الرفيعة المكتسبة خلال هذا الشهر والتي رسخت داخلنا للانطلاق منه الى بقية الشهور بحيث نتحرك دائماً مع الله وفي خط الله لكي تكون كل ايامنا رمضاناً ولا نكون ممن وصِفوا بانهم عبدة رمضان ولا نكون ممن يفهم رمضان انها جاءت من الرمض اي شدة العطش ولا نعيش الحالة المادية فقط نعم يمكن ان يكون رمضان البداية ولكن النهاية يجب ان لا تكون بنهايته...
هنا ياتي السؤال الاساسي هو (كيف يمكن لنا ان نمتد بروحية شهر رمضان الى ما بعده من الشهور)... يجب علينا ان نضع برنامجاً لانفسنا يمكننا من الاستمرار بعد شهر رمضان بنفس الروحية التي عشناها خلال الشهر وفي ذلك اضع بعض النقاط حسب رؤيتي البسيطة لعلها تفتح باباً لتحقيق هذا الهدف في المجتمع:
1. الاحساس الدائم بمراقبة الله لنا في كل حركة وفعل.
2. الايمان بحاجة المجتمع الى العمل وبذل الجهد من اجله للارتقاء.
3. تقسيم الوقت على الاعمال حسب الاهمية.
4. العمل الجماعي هو الذي يخلق الهمة، فيجب الاهتمام بتجمعاتنا الايمانية والعمل على دعمها والتكاتف من اجل استمرارها وتغذيتها.
5. ان نكون دائماً متواجدين في المناسبات الاسلامية على مدار السنة ونعد انفسنا للتفاعل مع كل مناسبة.
6. عدم البخل بالوقت والجهد والمال من اجل الدفاع عن القضايا الاسلامية ونصرتها انطلاقاً من كوننا اسلاميين يجب ان نتحمل هذه المسؤولية وهذه الامانة ونؤدي لها حقها.
7. تحديد نقاط القوة والضعف داخلنا وبذلك يمكننا الاستفادة من نقاط القوة واستثمارها بالصورة المثلى وكذلك السعي من اجل تقوية نقاط الضعف حتى نكون وجود كله في خدمة الهدف الأسمى.
8. التفاعل الدائم مع القرآن الكريم كونه دستوراً ومناراً يضيء لنا الدرب طيلة ايام السنة وليس فقط في شهر رمضان.
9. واخيراً ان نضع امامنا قول الامام الصادق (عليه السلام): (لابد للخير ان يقع فاستعد ان تكون انت من اهل الخير)... ونتحرك.
والحمد لله رب العالمين...
-
كرار الربيعيمختص بالهندسة الصناعية والتنمية البشرية ومهتم بالفكر الانساني والاسلامي ودائم البحث عن الحقيقة