السّاعة : الثامنة والنصف وثلاثة دقائق صباحاً.
أرَق ..
أكتب مستلقياً ..
أكتب ؛ بعد أن عجِزت عن الفرار إلى النوم ، فإنّ المفرّ الآخر من هذه الحياة هو الكتابة ..
أكتب آملاً الشفاء من قلقٍ قد أصابني ، نعم.. فدعنا لا نستهين به فإنه ينتهي بنا إلى أمراض كثيرة خاصة في الجهاز العصبي ..
الجهاز العصبي : هو الذي ميّز الخالق -سبحانه وتعالى- به المملكة الحيوانيّة من حيوان وإنسان.
بـدايةً ..
قد تمرّ علينا أوقات نقلق فيها بغضّ النظر عن الأسباب ، ونبحث عن مفر من هذا المرض اللعين ، مثل أن نستمع إلى سور من القرآن الكريم ، نتحدث إلى شخصٍ قريب من القلب ، نفتح كتاباً مثير أو نفعل شيئاً ما جيد يُذهب ذلك القلق.
إن ما سبق قد يُذهب القلق مؤقتاً ، ولكي تُشفى كلّياً عليك بقراءة كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للرائع ديل كارنيجي ، ستجد فيه حتماً العلاج.
ولكي لا أطيل عليكم .. فلندخل في صُلب الموضوع ..
حدّثني صديق بأنه يشتكي من كثرة التفكير وأنه يقضي غالبية الوقت في التفكير في أشياء لربما ليس منها بُدّ.
قال لي: "صرت سريع الانفعال ، حاد المزاج ، لا أطيق الكلام وكثيراً ما أرفع صوتي على والديّ."
سألته : بما تفكر؟ ولما القلق؟ جاوب : "أفكّر في المستقبل."
صمتّ قليلاً ثم قلت : صديقي .. لا شيء يدعوك للقلق ، علم المستقبل عند الله عزّ وجل فدع ما في الغيب لعالم الغيب ولا تفكر فيه ، واطرد فراغك بالعمل ، فإنّ القلق لا يأتي إلا في أوقات الفراغ ، انظر إليك الآن كيف أصبحت انظر إلى الأُناس الذين تُحبّهم انظر إليهم مبتسمون وبصحّة جيدة ، أيستحقون معاملتك وتصرّفاتك المزعجة؟! أترضى لنفسك أن يُعاملك شخصاً ما بقسوة بحجّة مزاجه؟! جميع الناس يحملون همّا يا رجل ، وربما أكبر من همّك وما زالت ابتسامتهم تُنير وُجوههم.
أخي القارئ .. فلنحارب القلق ونتوقى شرّه ، ولتعلم .. أن كل ما لديك يذهب ضحية لهذه الهوة التي يصعب الخروج منها ، فاردمها بالإنشغال بالعبادة والعمل كي لا تسقط فيها.
في النهاية أردت أن أذكّر نفسي وإياكم بهذا المرض العضال! وما قد يخسره الإنسان من صحّة ووقت ومال بسببه.
آملاً أن نتغلّب عليه في يوم من الأيام.