كنت أؤمن بأن الإنسان لم يُخلق فقط للدراسة و العمل، و أن كل إنسان خلقه الله خلق معه موهبة أو رسالة ليستفيد منها العالم و ليُلهم الكثيرين من بعده. 

لذلك و منذ أن كنت طفلة بدأت بتجربة أشياء كثيرة و مختلفة للبحث عن موهبتي و رسالتي، بدأت بتعلم السباحة ثم الموسيقى ثم الرسم ثم الأعمال اليدوية و غيرها و لكن لم أجد شغف في أي من تلك الأنشطة. 

و في يوم من الأيام و أنا أبلغ من العمر ١٣ عاماً وجدت نفسي أكتب قصة كاملة كنت قد بنيت أحداثها بناءً على أغنية لمطرب أمريكي. و من هنا قلت لنفسي "وجدتها، وجدتها!" 

لقد عرفت أن الله قد خلقني لأكون كاتبة و مؤلفة و من ذلك اليوم بدأ اهتمامي بالقراءة بعد أن كنت لا أطيق القراءة، و بدأت اهتم أكثر بمشاهدة الأفلام و الحوارات التي تدور بين الأبطال في الأفلام و المسلسلات في محاولة مني لتعليم نفسي و توسيع آفاقي. و عندما بلغت من العمر ١٥ عاماً كتبت أول رواية أحداثها و أشخاصها من وحي خيالي. و كانت تلك أول رواية أكتبها بنفسي بناءً على أفكاري أنا. 

و منذ ذلك اليوم و أنا أحاول جاهدة عن العثور على دار نشر توافق على روايتي و لكنهم كانوا دائماً يغلقون أبوابهم في وجهي بسبب صغر سني. و كنت أمر بفترات اكتئاب و أوقات كثيرة جداً كنت أقرر التخلي عن الكتابة و لكن شيء ما كان يجعلني أعود. شيء ما كان يجعلني أعود للكتابة و لاستمرار البحث عن دور نشر و المحاولة مرة أخرى ثم مرة أخرى ثم مرات عديدة. 

و كان حلمي أن أنشر أول رواية لي قبل أن أبلغ سن ال ١٨ عاماً و لكن مع كل مرة يتم رفض روايتي كنت أُأُجل حلمي لعام آخر و كنت أحلم بأن يكن لي على الأقل ثلاث روايات قبل أن أصل لسن ال ٢١. 

ولكن الله الذي أنعم عليّ بنعمة الكتابة كان له خطة أخرى؛ فأنا الآن قد بلغت سن ال ٢١ و الآن أحتفل بنشر أول رواية لي. رواية "في حياة أخرى". 

اليوم لم أعد فقط كاتبة مقالات بل أصبحت كاتبة و روائية.

و اليوم أكتب لكم أعزائي القراء هذا المقال لأقول لكم بعض الأشياء: 

أولاً حاولوا دائماً البحث عن أنفسكم و عن موهبتكم قدر المستطاع 

ثانياً لا تستسلموا مهما كانت الظروف، لا تستسلموا لمرض أو للرفض أو لأي حاجز يقف بينكم و بين أحلامكم أو حياتكم 

ثالثاً ثقوا في الله و في خططه فهو يعلم ما لا نعلمه لذلك لا تستعجلوا الأشياء.