هل حقا " إِسْتَطاعَ " بنكيران و إخوانه !
نشر في 15 شتنبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يبدوا أن الإرادة الشعبية التي تحدث عنها الكثير بعد إقتراع الرابع من شتنبر لم تكن كافية لتكتمل نشوة الفرحة في تلك الجمعة التي لاحت نتائجها و لو من بعيد بنوع من الوعي و المسؤولية أظهرها جزء من المغاربة أمام صنادق الإنتخابات المحلية و الجهوية في نوع من الإستقلالية في الإدلاء بأصواتهم و إرشادها نحو الأصلح حسب بعض و الأقل ضررا حسب البعض الأخر ، خصوصا في الأوساط الحضارية ..
في نفس الوقت لم تغيب الفرضيات و التوقعات المسبقة التي رسمت عدة سناريوهات ليس ببعيد أن تنتهي بها هذه الإنتخابات الجزئية الأولى من نوعها بعد دستور 2011 خصوصا لدى حزب المقاطعين الذين إختار البعض منهم المشاركة من خلال الإمتناع عن التصويت معزيزين مواقفهم بغياب المحاسبة و إمكانية تكرار الوصفات التي طُبخت بها إنتخابات مماثلة في الماضي القريب لكن هذه المرة في قوالب جديدة و جاهزة يتم صياغتها حسب أهواء"هُم" ..
حَلت الإنتخابات و قالوا " نسطتيع " و فعلا تمكنت العدالة و التنمية من خلق المفاجئة و تحقيق ما سموه بالإكتساح و خلق الحدث و بدأت الأنباء و الأخبار تتولى تبعا بدءاََ بسقوط إمبراطورية شباط بفاس مرورا بإنتهاء عهد ساجد بالبيضاء وصولا إلى إعلان بسط سيطرته بالأغلبية في مدن و جهات كبرى و إحتلاله المرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات الذي وصل إلى مليون و نصف ..
لكن لم يكن لذلك أن يطول فسرعان ما بدأت الملامح الحقيقية لهذا المشهد السياسي تتضح شيئا فشيئا حسب مسار أهم مراحله إنتخاب أعضاء المجالس الجهوية الإثني عشر التي شكلت نتائجها الصدمة و الفاجعة المرتقبة التي زلزت القائمة و رمت بالبجيدي إلى أسفلها و وضعت حزب البام أو " حزب القصر " كما يطلق عليه الكثير إلى رأسها مُأكدتََ أن هناك من له رأيُ أخر من الداخل العميق الذي لا نراه تم بِمُحكمهِ ترتيب اللائحة من جديد و أعيد كل حزب إلى مكانته التي تراعي مصلحتـ"هُم" تحت ذريعة الإنفلاتات التحالفية ..
تدخلات تحاكي ما قاله إلياس العمري و كان صادقا قبل أيام قليلة في قوله : " هناك دولة موازية كتخدم من تحت للتحت ! " ، شكرا لصراحتك التي لربما قطعت الشك باليقين و رفعت عن الكثير عناء و مشقة التفكير و التأويل ..
هنا سنعود إلى التوقعات و الفرضيات التي تحولت من محتملة إلى واقعية فالظفرُ برئاسة 5 جهات و التحكم في إقتصاد 70% من إقتصادها تعتبر عودة موفقة لحزب الأصالة و المعاصرة و خطوة تمهيدية للإنتخابات المقبلة التي من الظاهر أنه قضي في أمرها و حسم في مألاتها من الأن
في حين تعتير نكسة للبجيدي الذي كان الأمل الوحيد و ربما الأخير لمن منحوهُ الثقة التي لم تشفع له أمام ما يسمى بـ"الدولة العميقة " و لم يكتمل ذلك " العرس الديموقراطي " كما قال عنه بنكيران و إخوانه رغم تصدره لإنتخابات الجهات التي لم ينل منها سوى جهتين رغم تصدره الإنتخابات الجهوية من حيث عدد المقاعد .. ربما لم تحسنوا من الأول إختيار و تدبير تحالفتكم التي إنقلبت عليكم في أول فرصة و خانتكم في أهم مرحلة لكن هذا ليس بالعذر الكافي المقنع .. إذن لم تستطيعوا !
في ضل هذا الصراع بين الإرادة المخزنية و الإرادة الشعبية المتجدد في كل محطة سياسية يتأكد لنا يوما بعد يوما أن الإستبداد بالمغرب لازال مُتَحكما و الفساد لازال قائما إلى أجل غير مسمى و لا إصلاح من داخل فساد ، و بذلك يبقى الدستور مُعَطلَ و الديموقراطية معلقة إلى حين .