لطالما يَستوقفني سؤالٌ يُثيرُ خلايا عقلي ، كيفَ لي أن أختصِرَ الحديثَ عن ذاتي وما مررتُ بهِ في حياتي ببضع گلمات !
وأنا التي تمُرُّ بي أيامٌ أجهلُ فيها نَفسي وأتسائلُ مَن أنا ؟!
أنا مَن قلبُها بِالهوى مُعلّقٌ بين الحُبِّ واللاحُب
أُنثى المَحبّة ، ابنةُ الأمل ورفيقةُ درب المُتعَبين .
أحمِلُ اسمَ زهرةٍ ، والرَّائحةُ الزكيّةُ مَعناه ، بين عُمرِ الجنونِ والعقلانيةِ يُقدَّرُ سِنّي.
فِلَسطينية المنشأ والهوى ، وَرِثتُ عنهُ القوة والعِناد ، وَطني الذي يَحكي عنهُ التاريخ والأعينُ كُلها عليه ، گأنّ لا سِواهُ على هذا الگوكب ، گنزٌ ثمينٌ والكُل يَسعى لإمتِلاكه ، سُلِبَت أرضهُ على يَدِ غاصبٍ مُحتَل ، حتى بات گطيرٍ في قفص يُغرد لَحن الحُرّية دون گللٍ أو ملل.
و بِرَغم الفرق الگبير الذي بَيننا إلّا أنّنا نَتقاسمُ أرضاً واحِدة ، نحنُ أنانيّون بِطَبعِنا نرفضُ منحَ شبرٍ واحدٍ مِنها لِسوانا، و هُم طمّاعون لا يَقبلون بِقليلها ، إذ كُلما داسوا على بقعةٍ قالوا هذهِ لنا.
والأن أعيشُ الغُربة فيه مُنذ فارقتُ رُغماً عنّي بالأسى غزّتي ، ونقلتُ لمدينة السّلام ومهد المَسيح ، حيثُ لا أحد فيها مِن سُلالتي سِوى عائلتي الصغيرة التي يُجمّلها گثرة إناثها لوالدين جعلوا مِنّا اسواراً مُتماسِگةً تستندُ عليها في أشدّ أزماتها ، زرعوا فينا حُبّ الوطن حتى بُتنا گأغصانِ زيتونهِ ثابتة لا توقعها مُصيبة .
إنتفاضاتٌ عايشتها وحروبٌ كُنت أضعَفَ مِن أن أتحمّل رؤياها تحدثُ في بلدي ، ضائِعةٌ في متاهةِ الدُّنيا أُصارعُ ما أواجههُ فيها بِكُل مدخل ; لِأجدَ في نِهايتها مَنفذي .
وقفتُ في وجهِ الصِّعاب وكُنت أقوى مِن أن أستسلِمَ لها ، لكن لا أُخفي عنكَ أيُّها القارئُ أنّني في أوقاتٍ عدّةٍ أطفأتُ شمعَتي بيَدي وكُنت أحبِسُ نَفسي في عتمتي، لكنّني في كُل مرّةٍ كُنت أرى نوراً يُعيد البَهجة لِروحي ، و وجدتُ عالماً خالياً من كُل هذا الشّقاء ، أهربُ إليه كُلما أحسستُ بِضعفٍ أو ضيقٍ بداخلي و أستمدّ منهُ قوتي ، عالمٌ أستكينُ فيه بين الگتب ; لأُصارِعَ مُرّ الزّمان بالعَقل .
ففي كل كتابٍ أقرأه كُنت أُسجل بالذاكرة درساً أُطبّقه في واقعي ، حتى أصبحتُ عاشقة للكُتب ، أعشقُ منها الرِوايات بالذّات ، وبِي شغفٌ دائِمٌ لِتفاصيلِ خَباياها .
مَن بِقراءَتِها أهيمُ بِسطرٍ وأُغرَمُ بإقتِباس ، فإنّي أجِدُ فِي ثَنايا الكُتبِ راحَتي ، وكُلّ شَخصيّةٍ تَروقُ لي تُصبح بالكِتابة مَلهمَتي ، فالقلمَ عِرقٌ يَمتدُ مِن أصَابِعي والحِبرُ فِيهِ هوَ دَمي الذي يَسري و الحَرفَ أستِرقُ الإحسَاسَ فِيهِ مِن نَبض قَلبي، فبَين گلِماتي تَجِد عَقلي .
وأثقُ بأن هناك عابرٌ يقرأ حروفي وتَصلُ إلى أعماقِهِ ; لذا لا أشُكُّ لِلحظةٍ إن گانت تعني لقارِئها أم لا ، ولكنّي مُتأكدة من أنها تُلامس ولو جُزءاً بسيطاً مِمَّا بداخلِه أو تسرِق گلماتي نبضاً مِن قَلبهِ.
وفي النّهاية نحنُ نُدركُ أن كُلَّ أسىً بالحَياةِ نواجِههُ يأخُذُ جُزءاً مِن سَعادتنا ، لكن إن گانت قلوبنا مُحِبّةً للحياةِ و شَغوفينَ لأن نَعيشَ أجمَلَ ما فيها ، فذلِك يَجعلُ مِنًّا مَصدرَ طاقةٍ إيجابيةٍ لَنا و لِمَن حَولنا .
فأرواحنا كالمواسمِ لابُدَّ أن يأتي يومٌ وتُزهِرَ فيه ، أرواحنا أكثر تأثُراً بالحُزن ، فلِماذا لا ندعُها مُعلّقةً على حِبالِ السّعادةِ دائماً ؟
إن گان بنجاحٍ أو بقُربِ عزيز ، بطريقٍ أو مگان ، بمشروبٍ و أكلةٍ مُفضلة ، بگلمةٍ طيّبةٍ أو نظرةٍ وإبتِسامة ، بصوتٍ أو أُغنيةٍ تَروقُ لَنا ، بكتابةٍ وقراءةٍ أو برسمٍ على الوَرق .
إن فقدنا سَبب سعادتِنا سقطَتْ بالهاوِيةِ أرواحنا ، مُستقبلنا ، أحلامنا ، آمالنا وقوّتنا .
علينا أن نعلمَ من أين تأتينا السّعادةُ ونُبقِيها حاضِرةً بِكُلِّ لحظةٍ في حياتنا ،و لا ندَع للحُزنَ والكآبةَ أن يَمنعونا مِن الشّعورِ بِلذَّتها فينا .
"رُوَند عَمريطي"
كِتابات استِثنائِيّة..
-
Roand Amritiأنا مَن قَلبُها بِالهَوى مُعلّقٌ بَين الحُبّ واللّاحُبْ..✒️