بينما أنا أقدم لهذا المقال مبتدئا بتحية إكبار وإجلال للسفير العربي في البلاد العربية سررت وأنا أسمع النشرة المسائية  بأن استدعاء سفراءالإخوة العرب خصوصا الثلاثي المكون من بلدي المغرب الحبيب والبيت الحرام ومن الامارات العربية المتحدة ومن إمارة المؤمنين بالمغرب هو إشاعة لا صحة لها والحمد لله فهذا يجمع الشمل ولكن لا يكفي للسلام والأمن العالميين، ولذا اخترت إحياء مصطلحات حرب عربية عربية دامت أربعين سنة:

أتكلم عن حرب داحس والغبراء كانت داحس فرسا وأصبحت الآن داعش؛،وداعش قامت غبراؤها وهي تحتضر، وبدأنا نتنفس الصعداء مع شيء من غبار الغبراء؛ ولكن الفرق كان سباق خيل، والخيل مكتوب في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ونحن منذ سايسبيكو نرى سباق الحمير وإذا ما استثنينا بعض الدول بأقصى الغرب الإسلامي، فقد دامت الحرب سنين طويلة؛ والنتيجة هي أن السيوف الآن ماضية دخلت في غمدها و استبدلت بمواقف فولاذية مرت عشرات السنين وأصحابها هم هم لا يتبدلون ولا يتغيرون مما يظهر بأن العربي يخرج أسلحته ولسانه إذا كان الأمر يتعلق بداحس لأنها حتى هي عربية أو بالغبراء لأنها حتى هي عربية ولكن إذا كان العدو عنده نقطة العرب من الغرب نكست الرؤوس وطؤطأت الهامات وأعطيت ملايير الدولارات لشراء موقف أو لإسكات صوت أو لتذويب أصحاب القلم حتى لا يبق لهم أثر.

وكلما أرادت دولة أن تخرج من الجب جاءت سيارة يوسف عليه السلام وساومت بدراهم معدودات وبثمن بخس لتتحرر في مواقفها تعاقب بمنع فتات ما يأخذ أصحاب الهوى وصاحبتهن، وإذا ذكر الهوى فلكل أمرئ منا ما نوى فلماذا تحكم داحس وتسبق وتتراجع الغبراء وتنكس! لماذا نحن نناضل ونعطي كل شيء حتى أرواح فلذات أكبادنا ونهاجم على حدودنا لإشعال فتنة بين أصحاب داحس وأصحاب داحس! أو يريد أهل الغبراء لي الذراع،لماذا ذاكرتنا تنسى بسرعة!

كم من موقف؟كم من تدخل؟ كم من تضحيات قدمتها داحس من أجل الغبراء حتى يغبر كل الأصحاب؟

 وفي الأخير ظنوا ما لا يظن وعضوا الأيدي التي مدت لهم دفعا للشر أو جلبا للخير .

سلهم هل قرأوا أم سمعوا ما سيقع من الناحية الاستراتيجية يوم تضع حرب داحس أو عفوا داعش والغبراء أو عفوا الخبراء أوزارها؟ ويومئذ يطبق أهل البياض الآية الكريمة: ( فأينما تولوا فتم وجه الله ) لأن الدم الزكي الذي سال في الأمم العربية وكذا المجاعات بهذه الدول التي ضربت اليوم لن تذهب عند الله سدى ؟ وتم يأتي الدور وهو الحلقة الحالقة لكل من أراد أن يذكر أو أراد خشوعا. وتم يشعر اهل داعش - عفوا داحس - ما أشعروا به الآخرين. وتم يدنس البيت والبيوت وأهل الحانة أو الحانوت، ويبكون كما بكينا على أطلال الماضي البعيد فأينك يا أين هاتيك الدول التي كان يقام لها ويقعد؛؟وماذا جنيت من القحط العربي؟ سوى التفرقة وسط المجتمع الواحد، نعم سموه الربيع العربي والوقت كان على وشك الربيع فجفت السماء لأن الأمطار استبدلت بالدم الزكي ليس من المسلم فحسب ولا العربي فحسب بل حتى إخواننا في الانسانية اختلط دمهم بتراب أراضي حكمها عمر وحكمها الظاهر بيبرس وأشاع صلاح الدين الايوبي فيها السلام حتى ولد الرحم ابن زنا سمي بجهاد النكاح وبأسماء أخرى فهل هذا ربيع أم فقط خريف أم جفاف وقحط عربي وظهر أصحاب الغبراء مغبرين يتكلمون بلسان الديموقراطية وقبل سنين كان الحكم بالتحريم للديموقراطية والكفر للديموقراطيين وحسب ما فهمت كانت الديموقراطية حرام، ودخول البرلمان كفر ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وفاسق وجاهل ، بسبب الفتوى والدعوى وغيرهما وعشنا مع أصحاب الغبراء رغم المعرفة بأن داحس دحستنا ولكن الله سلم، فلماذا تمنون علينا إتاوات؟وهم يقدمون لكم تضحيات، أفيقوا أيها العرب

فوالله لو تعلمون ما سيقع لكم بعد سنين قليلة؛ وكم دولة ستصبح دويلات مذهبية بعضها يقاتل البعض إذ بعض من هم أهل داحس وأهل الغبراء سيندمون على الزمن الجميل هذا الذي نحن فيه رغم غباره وغبرائه ستظهرالتفرقة وتحارب الحدود، وكل دويلة ستلعن أختها في نار الفرقة ونسأل الله أن يحفظنا من نار الجحيم....ونسيت أن أشير إلى أن المحصول الذي حصده أهل داحس والغبراء ليس قمحا ولا شعيرا وإنما جثثا نثنة وعوض أن نجني ربيعنا مما اخضر جنينا كثرة الشعر سواء أراد الرجل أن يستغل أرضه على الوجه بالحلق إلا إذا اضطر.

قالوا لي إذن من يطفئ إذن هذه النار ؟ قلت: الله الواحد القهار، قالوا: إن هناك تجبرا وايمانا بعقائد الحرف والانغلاق ، قلت: لا سبيل إلا لجماعة عربية منها المثقف ومنها من ذاق! قالوا : هل تعتقد في الوحدة بين داحس وبين الغبراء؛؟قلت: الصواريخ تهيء لا للسياحة وإنما للذبح والذباحة " فحرب أخرى أحذركم منها هي حرب البسوس وهي أيضا حرب دارت بين العرب دامت أربعين سنة ولا ندري أهي صدفة أم بلوى تدوم أربعة عقود سواء داحس أو البسوس ؛، وهذه لن تكون عربية بل ستدور رحاها في أرض عربية بدماء عربية ولكن بأهداف غير أهداف داحس والغبراء بل بدافع أن مواد الحلاقة والتجميل ستكون هي قنبلة العصر؛ وسترون رجالا وهم نساء؛ ونساء وهم رجال، في أراضي طاهرة  وسيسيل الدم المحمول بالضيم والدم الزكي أكثر مما أسيل، واحسرتاه؛ على حرب البسوس الجديدة فاستيقظوا يا عرب وانسوا العشيرة والقبيلة والجهة وتوحدوا فأنتم محسدون كما كانت قريش محسودة لجمال نسائها و رجالها و كرم الله لهم بالبيت الحرام الذي كان حج العرب دائما أبدا؛ وحتى لو ظلم من ظلم فمن أجل الوحدة وحقن الدماء فلنتصافح( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) هذه أخلاق العربي ذي الكرامة ورفع الرأس.

فاللهم أطفئ نار الفتنة وكف داحس عن الغبراء والغبراء عن داحس و ارزقنا القوة لإطفاء نار البسوس الآية بالاتحاد ولو مع الالحاد.

لأن السيرة النبوية للنبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، ذكرت أنه قبل البعثة المحمدية اتفقت العرب على حلف للسلام سمي " حلف الفضول " وقد حضره الرسول مع عمه أبي طالب و هو صغير؛ و فرض في هذا الحلف منع كل أسباب الحرب والقتال فقال عليه السلام( حضرت مع عمي أبي طالب حلف الفضول وأنا صغير ولو دعيت إليه الآن وأنا نبي لحضرته )

إذن فقد انقضى عهد التكفير والتهجير وسدل اللحي والكذب على الناس باستغلال الدين لإشعال فتيل الفرقة والتقسيم؛ ولم يبق لعقلاء الأمة إلا أن يهيؤوا ورقة توحيد خالد ببني الدار العربية الواحدة؛ واللسان العربي الواحد؛ والثقافة العربية الواحدة؛ على أساس بناء صرح

بحلف الفضول الثاني لجمع الشمل؛ وليصبر من ظلم فإن الله توعد بنصر المظلوم ولو بعد حين قال الله عز وجل( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ).

وإن كان الشاعر قد قال سلام على كفر يوحد بيننا؛ فنحن نقول سلام على سلام يجمع بيننا بالسلام وتبا لمذهب يرجعنا لداحس كالأغنام.