قدرت البروفسورة Barbara Sizemore عام 1995 أن مجموع المعرفة البشرية قد تضاعف بين عامي 1750-1900 ثم تضاعف مرة ثانية بين عامي 1900-1950 ثم تضاعف بين عامي 1950-1960 ثم تضاعف بين عامي 1960-1965، مفترضة أن هذا الاتجاه مستمر وبهذا الشكل فإنه بحلول عام 2020 فإن المعرفة ستتضاعف كل 73يوم. فمن الطبيعي القول إننا اليوم أمام ثورة معرفية هائلة تطال جميع نواحي الحياة بما فيها منظمات الأعمال، مما يحتم علينا وعلى هذه المنظمات إيجاد السبل الكفيلة للتعامل مع هذا التدفق المعرفي الكبير بالشكل الذي يمكننا من الاستخدام الأمثل لهذه المعرفة في اكتساب ميزات تنافسية تميّزنا وتميّز المنظمات العاملة في مجالات الأعمال المختلفة، لذلك ظهر ما يعرف بنظم إدارة المعرفة بعد منتصف التسعينات من القرن الماضي، وذلك من خلال الإشارة إلى مفاهيمها ومبادئها. 

إن ظهور نظم إدارة المعرفة ترافق مع بلوغ نظم المعلومات عصرها الذهبي، وذلك من خلال إشارة بعض الباحثين إلى مفاهيمها ومبادئها، لكن التحدي الأكبر لم يكن في تكوينها وإنما في مشاركتها، وتكاملها وتطبيقها وخاصة تلك المعرفة المتخصصة ذات القيم المضافة التي تعزز من بناء مقدرات المنظمة لتكوين وإدامة الميزة التنافسية. 

تشير نظم إدارة المعرفة إلى المجموعة التقنية لاكتساب ونشر واسترجاع المعرفة. فالانترانت يمكن أن يشار إليها كنظام إدارة معرفة، اعتماداً على  كيفية تصميمها. إن نظام إدارة المعرفة هو نوع خاص من نظم المعلومات يطبق لإدارة المعرفة التنظيمية. إن نظم إدارة المعرفة ستتبع تدفق المعرفة التنظيمية لضمان أنه عندما تنجز يحتفظ بها ضمن المنظمة للاستعمال المستقبلي. كما أن نظم إدارة المعرفة هي عبارة عن نظم معلومات تسهل التعلم التنظيمي عن طريق اكتساب المحتوى الهام والعملية أو المعرفة وجعلها متوفرة للموظفين عندما يحتاجونها. 

إذاً، تشير نظم إدارة المعرفة لطيف واسع من تقنيات المعلومات من أجل اكتساب وتكامل ونقل وتطبيق المعرفة، وبشكل نموذجي تتضمن تقنيات نظم إدارة المعرفة قواعد البيانات، الانترانت، محركات البحث... الخ، ونظم إدارة المعرفة هي نظم معلومات محددة تركز على موارد وعمليات المعرفة التنظيمية وتتلخص وظائفها بما يلي:

1. إنشاء البنية التحتية للمعرفة.

2. السعي لتوفير المعرفة.

3. جعل المعرفة مرئية.

4. إظهار دور المعرفة في المنظمات.

كخلاصة، يمكن القول إن نظم إدارة المعرفة هي أدوات فنية تقنية تعتمد بشكل كبير على تقانة المعلومات من أجل القيام بوظائف معينة، مما يعني أنها أدوات ترتبط بعمليات إدارة المعرفة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة التكامل بين النظم والعمليات من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من تطبيق إدارة المعرفة في المنظمات.