بعد أسلوبها الناجح “ابنِ، نفّذ، غيّر” الذي انتهجته في مشروع مطار إسطنبول الجديد، و في نفق أوراسيا، بالإضافة إلى ثلاثة جسور جديدة هي; جسر السلطان ياووز سليم -جسر إسطنبول المعلّق الثالث- و جسر عثمان غازي في بورصة، و أخيراً الجسر المُتقن جسر جناق قلعة، تستعد الإدارة التركية الجديدة لبعد فوزها في انتخابات 24 تموز الماضي لإطلاق مشروع قناة إسطنبول المائية الجديدة و التي سيتم تنفيذها بذات الأسلوب و على نفس النهج المُتّبع في المشاريع الضخمة الأُخرى.

للبدء بتطبيق هذا المشروع تم البارحة إضافة التعديلات القانونية اللازمة بعد إرسالها إلى مجلس الشعب التركي ليُصادق عليها. و كان من ضمن التعديلات المُرسلة إمكانية طرح مناقصة لمشروع القناة المائية الجديدة خلال العام الحالي كما و سيتم لاحقاً إضافة مصطلح ” قناة ” إلى القانون الذي ينظّم تنفيذ الاستثمارات و الخدمات بالأسلوب التركي الشهير “ابنِ، نفّذ، غيّر” و بذلك سيُضاف هذا المشروع الجديد إلى قائمة المشاريع و الاستثمارات التي تحققت نتيجةً للشراكة الفعالة بين القطاعين العام و الخاص في تركيا.

تكلفة المشروع الجديد ستكون 35 مليار ليرة تركية

كان من المُخطط أن يكون عرض قناة إسطنبول المائية الجديدة 400 متراً و لاحقاً تم تغيير المخططات ليصير عرض القناة 275 متراً فقط، و سيكون عمق المياه 25 متراً في القناة الممتدة على أكثر من 43 كيلومتراً، و بهذا سيتم توفير 30 مليار ليرة تركية من التكلفة التي كانت 65 مليار تركية بالإضافة إلى أنّ كمية الحفريات ستنقص بمقدار 800 مليون متراً مكعّباً بعد أن كان مُتوقعاً لها أن تكون 1،7 مليار متراً مكعّباً.

ارتفع عدد المشاريع التي تم تنفيذها في تركيا بهذا الأسلوب

أعطت تركيا مثالاً للعالم بأسلوبها المميز ” ابنِ، نفّذ، غيّر” حين نفّذت بنجاح عدة مشاريع ضخمة مشابهة لمشروع القناة، حيث تربّع على عرش هذه المشاريع الضخمة مشروع مطار إسطنبول الجديد شمال مدينة إسطنبول الذي سيكون حال انتهاءه أكبر مطار في العالم و الذي سيتبعهُ إغلاق كامل لمطار أتاتورك الدولي و تحويله لحديقة ضخمة في قلب مدينة إسطنبول، و نفق أوراسيا الذي يمتد تحت مياه البحر عبر مضيق البوسفور ليصل قارتي آسيا و أوروبا بالإضافة إلى ثلاثة جسور جديدة أحدها هو جسر السلطان ياووز سليم الذي يصل ضفتي المضيق، و جسر عثمان غازي الذي اختصر المسافة بين ولايتي إسطنبول و بورصة من 4 ساعات أو تزيد إلى ساعتين و نصف الساعة، و أخيراً جسر جناق قلعة الذي يعد الجسر المعلق الأطول في العالم ، و يُضاف إلى هذه المشاريع عدة مشافي و مدن صحيّة مجهزة بأحدث التقنيّات الطبية في العالم تم تنفيذها بنفس الأسلوب.

نفّذت الحكومات التركية خلال 41 عاماً من الشراكة بين القطاعين العام و الخاص ما يقارب 217 استثماراً بقيمة تقريبية تعادل 58 مليار دولار أميركي، و كانت نسبة 80% من الاستثمارات و المشاريع قد تم تنفيذها و صارت واقعاً بعد عام 2003.

مع نهاية مشروع قناة إسطنبول الذي من المُنتظر أن تكون تكلفته 35 مليار ليرة تركية، ستكون الحكومات التركية المتعاقبة قد أنفقت 66 مليار دولار على المشاريع التي تم إنشاؤها بأسلوبها المعهود في الإنشاءات.

خلال 15 عاماً 150 استثماراً ضخماً

تبعاً لبيانات وزارة التنمية التركيّة، خلال الفترة الممتدة من 1986 و حتى 2001 تم توقيع عقود 67 استثماراً و مشروعاً بقيمة 11،4 مليار دولار ضمن الشراكة بين القطاعين العام و الخاص. في عام 2002 لم يتم توقيع عقد أي مشروع ضمن الشراكة المذكورة سابقاً. اعتباراً من عام 2003 تم تسجيل ارتفاع ملحوظ، حيث تم تنفيذ 150 استثماراً و مشروعاً في الفترة ما بين 2003 و 2017 بقيمة إجمالية تقدّر بحوالي 46،4 مليار دولار.

المحتوى مُترجم عن صحيفة يني شفق التركية