ما الفرق بين الجسد والروح والقلب والنفس والعقل؟

1- الجسد : هو الوعاء والشكل الذي يحمل الإنسان والذي له أبعاد محددة وإطار معين، وهو الجزء الطيني، والذي له متطلبات أرضية كالأكل والشرب والجماع.

2- الروح : هي سر الحياة والتي تبث الحياة في الجسد فيصير بها الإنسان إنساناً، وهي النزعة الإلهية والعلوية في الإنسان وهي النفخة الالهية والتي تهفو إلى المعاني الراقية والسامية ، وغذائها ذكر الله والمعاني الجميلة ومعرفة الله، ولابد من تزكية النفس حتى ترتقي هذه الروح وتسمو.

3- القلب : وهو محل الإيمان واليقين والبصيرة والإدراك والفقه والقرار ، والقلب هو ملك الأعضاء في الإنسان لأنه هو الذي يختار ويتخذ القرار بين متطلبات الروح ومتطلبات النفس الإمارة بالسوء ومتطلبات الجسد الأرضية والطينية لهذا سمي قلب لأنه يتقلب، وما في القلب ينعكس ويظهر على باقي الأعضاء الأخرى (الجسد والنفس والعقل)، والقلب يكون سليماً بذكر الله وقراءة القرآن وتجنب المعاصي واستقامة اللسان والخلوة وقلة الخلطة وإطعام المساكين والتقرب من الأيتام والدعاء بتضرع وخُفية، والقلب يتأثر ايضاً بما يدخل للجوارح من مدخلات سواء كانت إيجابية أو سلبية.

4- النفس : وهي محل الثواب والعقاب والتكليف، ولها درجات ومقامات من الخير والشر، وهي محل التزكية وهي محل النزعات والرغبات والشهوات الدنيوية من المال والشهرة والسلطة والمنصب والوجاهة الاجتماعية، فإما أن تكون نفساً أمارة بالسوء أو نفساً لوامة أو نفساً مطمئنة أو نفساً راضية أو نفساً مرضية أو نفساً كاملة وهذه نفوس الأنبياء والصديقين والأولياء، والنفس تؤثر في الجسد وتتأثر به، وينعكس عليها ما في القلب.

5- العقل : وهو آلة الفهم الفكر والتمييز بين الخير والشر وهو مناط التكليف، وهو الذي يأتمر الجسد والنفس بأمره وينتهيان بنهيه، والعقل يتأثر أيضاً بما في القلب، فإذا كان القلب سليماً كان العقل مستقيما ومستنيراً، وإذا كان القلب مريضاً كان العقل سطحياً ومشوشاً ومضطرباً.

وإجمالاً لما سبق، فإن القلب هو ملك الأعضاء والذي إذا صلُح صلح باقي الجسد وإذا فَسَدَ فسد باقي الجسد، والإنسان في حالة إختيار وصراع دائم بين متطلبات الروح ومتطلبات الجسد والنفس الأمارة بالسوء، وتزكية النفس هي التي تُعلي من قيمة الروح في مقابل الجسد وتخرج مخزون النور من داخلها .