العرب مادة الانسانية و حملة رسالتها
نشر في 22 نونبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بسم الله الرحمن الرحيم
((العرب مادة الانسانية و حملة رسالتها))
لم آت بعنوان مقالتي من الفراغ او من العدم او من تعصبي لديني او مذهبي او تمسكي بعروبيتي التي افاخر بها الامم , و انما استنبطت ذلك من كلام الله تعالى فالق الحب و النوى و خالق العرش الذي عليه استوى , فالله عزوجل كرم بني ادم و جعل الملائكة تسجد له فأبى ابليس و عصى امر ربه و توعد الله تعالى بأغوائه لبني ادم فأجابه الله تعالى : (( ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ....الاية 42 س/الحجرات)) فما كان هناك الا مكائد الشيطان ليغوي بها عباد الرحمن , فأرسل الله الرسل و الانبياء و شرع الاديان حتى تعم المحبة و السلام و يستقيم امر الانسان , و كانت الحكمة الالهية ان يكون الاسلام آخر الرسالات السماوية , و ان يصطفي الله لها من بين الامم العرب و يصطفي من بين العرب قريشا ذات الحسب و من قريش يصطفي بني هاشم ارفع النسب و من بني هاشم يصطفي محمد بن عبد المطلب صلوات ربي و سلامي عليه ....
فشرف الله العرب بحمل الرسالة السماوية العادلة و نشرها بين الناس كي يصلحوا و لا يفسدوا و يتراحموا و لا يتباغضوا , فأعز الله العرب بالاسلام و انتشر دين الله بالسماحة و السلام و بنيت الخلافة الاسلامية التي اسس اركانها صفي الله من خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , فكان لا بد لأرساء القواعد و اتمامها في عصر الشرك و الاوثان و عصر القوي يأكل الضعيف و عصر الموؤدة...... الخ من الامور التي لا تقيم مجتمعا و لا توحد صفا الا بأقامة الحدود اذ قال الله تعالى : ((ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب)) و على هذا قالت العرب : من أمن العقاب آساء الادب , و على هذا النهج دأب الصحابة و الخلفاء و ال البيت و بعدها بدأت الفتوحات الاسلامية , فأسقطت الدول العظمى الحاكمة انذاك من الفرس و الروم .... و هنا نرى بأن العرب و المسلمين لم يفتحوا البلاد بلغة الدم التي تشاع اليوم و انما بلغة الحوار و السلام فكانوا يعرضون ثلاثا للأختيار و هي اما الاسلام او دفع الجزية او القتال فكان الخيار للطرف الاخر , و قرأنا عن امصار و مدن فتحت حسب خيار اهلها فبلاد فارس فتحت بالسيف و مصر فتحت بلغة الحوار و القدس فتحت بدفع الجزية فكان الخيار لأهل البلد و ليس كما يشاع اليوم لتشويه تاريخنا العربي و الاسلامي بأن الاسلام انتشر بحد السيف , و ما كان من اخضاع الفرس تحت حكم العرب القادمون من الصحراء , و الفرس اصحاب الحضارة و التمدن و التعالي الا انهم دسو الدسائس للمسلمين فظهرت حركات هدامة عقائدية منها كالزندقة و عنصرية كالشعوبية التي يظهر فيها تعالي الفرس و تشويه تاريخ العرب و المسلمين و استمرت الحركات فظهرت العديد منها و بدأ الغرب ايضا بحركاته ضد الاسلام فظهرت عدة حركات كان اهمها النصيرية و في العصر الحديث الماسونية و المخططات الصهيونية و بروتوكالاتهم و المخططات الايرانية ذات العقود الطويلة التنفيذ و هذه ظهرت بعد ان بدأ المستشرقين بالبحث و الكتابة عن الشرق و لم يتم الاكتفاء بهذه الطرق و انما بدء تشويه الاسلام من خلال تجنيد الشباب العاطل عن العمل و غير المتعلم ومخاطبته بطريقة تطرفيه من خلال الاسلام مستفيدين من جهلهم و من ظروف البيئة التي تحيط بهم و تشكيلهم في منظامت و جماعات متطرفة ارهابية الهدف منها تنفيذ اجندات الغرب التوسعية الانقسامية تحت مسمى الاسلام و تشويه الاسلام و هذا ما فعلته امريكا في اسقاط الاتحاد السوفيتي و من ثم افغانستان و ما تلاها الى يومنا هذا , فكان هذا النهج هو الرسم الصحيح للسيطرة على الشرق و البلاد العربية و اعادة وجودهم و ترسيم حدود جديدة غير التي رسمت قبل عشرة عقود في اتفاقية سايكس بيكو, فما كان الا ان صنعوا داعش و لن اتكلم في التفاصيل فهي اصبحت معروفة للقاصي و الداني و من يقف ورائها و لكن ما اريد تسليط الضوء عليه هو ان هذا النهج الداعشي لتشويه الاسلام و العرب لم يكن في السلاح و الدماء و عدد الرجال المنتمية له و انما هناك فكر ينشر و اناس مدسوسة لاتمام هذا التشويه لتاريخ الاسلام , فنرى اليوم من يكتب و يتكلم ليرضي اسياده و يهرف بما لا يعرف فيقوم بمقارنات لتشويه التاريخ الاسلامي و تشويه تاريخ العرب و عظمائهم و قادتهم , فنرى احد الشعوبيين الجدد ذو نفس النهج الداعشي في تشويه الاسلام يكتب و يقول : ((الخليفة ابو بكر ,يرسل الجيوش ,يقتل المقاتلة و يسبى الذراري و ينشر الاسلام بحد السيف = فتح اسلامي رائع)) و يعود ليقارن الصديق رضي الله عنه بالبغدادي لعنه الله قائلا : ((ابو بكر البغدادي يفعل ذات الفعل =ارهاب!)) و يعود قائلا: ((ماذا لو فتح ابو بكر البغدادي أوربا و اسلمت على يديه ....)) سأقف هنا ليس للرد على هذا المعتوه و انما لتفنيد كلامه و خصوصا لمن ليس لديه معرفة و اطلاع اذ نرى الكثير في هذه الفترة بدء يؤيد و يقول : اي والله الاسلام كله حروب و دم او يقول الاسلام انتشر بالسيف و هذا هو المراد من داعش في نهجها و نهج الصهيونية و الشعوبية .....
فنأتي لهذا المعتوه الذي قارن سابقا ,كيف سمحت لنفسك بمقارنة صاحب رسول الله و اول رجل في الاسلام و من نصره الله مع صاحبه و ذكر بالقران : (( ثاتي اثنين اذ هما بالغار ... الاية 40 س/التوبة )) ايقارن عملاق الاسلام و المجاهد في سبيل الله و الباذل ماله من اجل نشر الدعوة الاسلامية بالخارج عن الاسلام و الباذل نفسه في تشويه الاسلام و انتشار الفوضى و الارهاب ,, كيف تقارن الفتوحات الاسلامية التي بدأت في زمن سيدنا ابو بكر الصديق بما يقوم به الارهابيون تحت مسمى الدين , ألم تقرا قول الله تعالى : ((و الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة و اتو الزكاة و امروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الامور ))/الحج41 ,, كيف تقول و تفترض ان ابا بكر البغدادي لو فتح اوربا و اسلمت على يديه هذا السؤال لا ينمي الاعن غباء و عدم معرفة للاحداث و خلط للاوراق من المتفيهقين امثالك ,, سؤالي لك كيف يفتح البغدادي اوربا و هو صنيعتهم و ما وجد و لا وجدت داعش الا لتنفيذ المخططات الاستعمارية الانقسامية في الشرق الاوسط و تنفيذ مشروع ((حدود الدم)) الذي طرحه برنارد لويس (المستشرق البريطاني الاصل الامريكي الجنسية الصهيوني الانتماء ) عام 1983 ووافق عليه الكونغرس و اعلنته كوندليزارايس قبل عقد من الزمن تحت مسمى ((الفوضى الخلاقة)) لنشر اليمقراطية و الحرية في دولنا ....
يعود فيقول : ((شيزوفرينيا العرب يفتخرون بماضيهم و يلعنون حاضرهم! و حاضرهم هو نتاج ماضيهم و ما زالوا ينتجون تاريخهم ...تمسكا بالسلف)) ,,, نعم العرب يفتخرون بماضيهم و بما صنعه السلف لانهم اقاموا اكبر حضارة عربية و اسلامية و يلعنون حاضرهم ليس لانه نتاج ماضيهم كما تدعي انت و انما لان حاضرهم هو عجين بالمؤامرات و المكائد التي اهلكت حضارتهم والتي ساعد في اهلاكها من هم على شاكلتك الذين باعوا دينهم و شعوبهم من اجل المناصب ,,انما ماضينا فخرنا و نتاجه حاضر الغرب و حاضرنا هو نتاج ماضي الغرب و ما كانوا عليه كي لا نعلوا مرة اخرى ,,يقول سيلايجتش: ((المسلمون اقاموا حضارات عظيمة في اوربا و كان من الطبيعي ان يفتخر الاوربيون بها )),, هل وعيت الان لماذا سمي فتحا للمسلمين و لم يسمى احتلالا او استعمارا كرر قراءة مقولة سيلايجتش...
كتب هذا الغافل في مقال اخر شيزوفرينيا المسلمين و جعلها في تسع نقاط و سأذكر الشيزوفرينا التي تخصك مع العلم اني لست طبيبا نفسيا .... تلبس عمامة سوداء و هي عمامة المسلمين و عمامة رسول الله صلى الله عليه و سلم و تزدري الاسلام( شيزوفرينيا) .. تكتب في صفحتك الشخصية سياسي و تنادي بالعولمة و انت تلبس لباس الدين و نحن نعلم بان العولمة فصل الدين عن السلطة (شيزوفرينيا).. تدعي بانه تم عرض مبالغ خيالة عليك و رفضتها لانك وطني و انت من جاء على الحمار الامريكي(شيزوفرينيا).. تقارن بين ابو بكر الصديق رضي الله عنه و بين البغدادي كمن يقارن بين الثريا و الثرى(شيزوفرينيا).. تقارن الغرب بالعرب في الوقت الحالي و لم تقارن العرب بالغرب في ذلك الزمان (شيزوفرينيا).. تنادي بالحرية و الديمقراطية في الشعوب التي لا تحكم شرع الله و الاسلام هو السماحة و الحرية (شيزوفرينيا) و لو كنت طبيبا نفسيا لاعطيتك العلاج على الانفصام الذي تعانيه و لكن نصيحتي لك ان لا تهرف بما لا تعرف و تدعي انك مفكر عربي و انت تزدري و تنتقص من قدر العرب و المسلمين و تدعو الى الغاء مناهج الاسلام و التاريخ من المدارس ,,ماذا تريد ان يتعلم ابنائنا عن جيفارا و يتركون التعلم عن امام الثائرين و سيد المضحين سيدنا الحسين عليه السلام , ام تريد ان يدرسوا القادة مثل نابليون و ريتشارد و نحن لدينا خالد بن الوليد و صلاح الين الايوبي , ام تريد ان يقرأو عن لينين و الماركسية و الاشتراكية و خزعبلات العصر الحديث و الاسلام يعلمها لابنائه في التعامل و ليس حبرا على الورق , الا يحق للعرب و المسلمين الفخر بقادتهم و الفخر بالذي اسس الحرية و الاشتراكية و الديمقراطية و المحبة و السلام و نشر العدل و المساواة بين الناس و هذه كلها جمعت في رجل عربي و هو امام الهدى و سفينة النجاة سيدنا و شفيعنا محمد عليه افضل الصلاة و السلام فكفى بالعرب و المسلمين فخرا به.
خارج النص: علينا التفريق بين المتأسلمين و الاسلاميين لانهم فساد امرنا و نتيجة ضعفنا و دمار بلدنا و خراب ارضنا ،،وهذا ردنا على الأفكار التي يشيعها اياد جمال الدين