السم في العسل
فلسطين أمة بحد ذاتها، وشعب لا نطلق عليه إلا أن نقول بأنه عظيم وجبار اللهم فرج عنهم الغمة وسدد خطاهم لما تحبه وترضاه.
نشر في 24 ماي 2016 .
السم في العسل
فلسطين أمة بحد ذاتها، وشعب لا نطلق عليه إلا أن نقول بأنه عظيم وجبار اللهم فرج عنهم الغمة وسدد خطاهم لما تحبه وترضاه.
في حقبة السبعينيات والثمانينيات كان شغل الأمة الشاغل هي القضية الفلسطينية، وتجلى ذلك في المقررات الدراسية وفي المجالس وفي الأخبار حتى أصبح جزء لا يتجزأ من ثقافتنا العربية.
وكان هذا الأمر يزعج الغرب كثيرا حيث أن الشعب العربي في كثير من المواضيع لا يحبذ التعاطي مع الغرب بشكل ملفت، والأمر الآخر كانت القضية هي المحور الأساسي لجميع التعاقدات بين الدول العربية والإسلامية آن ذلك، مما أجبر الغرب على إيجاد أسلوب، وطرق لكي يجتث هذا الفكر من عقول الشعوب العربية والإسلامية.
وفي حقبة التسعينيات بدأ إلهاء الشعوب العربية بالتفاهات، كالمغريات والرفاهية والموضات، والنزاعات الداخلية، بين الشعوب العربية والإسلامية، ونشر المغالطات التاريخية عن القضية الفلسطينية، كالترويج بأن الفلسطينيين هم من باع أرضه للإسرائيليين، وهذه من أخطر الإشاعات التي دست في كتبهم التاريخية، ونحن هنا لنا وقفة في هذا الصدد.
يقول الأستاذ أحمد المسلماني وأنا أوافقه الرأي، (أن بيع الفلسطينيين لأراضيهم ما هو إلا أكذوبة كبيرة تم نشره بين طيات الكتب حتى يتراجع العالم العربي والإسلامي عن تبني القضية الفلسطينية، وأن هناك زمرة صغيرة من الناس المحسوبين على أهل فلسطين الخارجين عن الملة كما يحدث في كل بقاع الأرض هم من تواطؤوا وباعوا أراضيهم للاحتلال الإسرائيلي، وقد تم نبذهم وطردهم من قبل الفصائل الفلسطينية .
نعم هذه هي الإشاعة بمثابة والأكذوبة بمثابة دس السم في العسل حيث بدأ المؤرخون في كتبهم عن تاريخ النكبة وتم دس هذه المعلومات الملفقة فيها لخلق التفرقة بين الشعوب العربية.
وكما رأينا أيضا في الآونة الأخيرة أن بعض القبائل الفلسطينية التي ذهبت لتعزي عائلة شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وتم تسويقها من قبل بعض القنوات المحسوبة على الوطن العربي إلا أن لها أجندات غير معلنة، وما هم إلا زمرة أخرى من الخارجين عن الملة، ولا يمثلون الشعب الفلسطيني العظيم لا مسلمين منهم ول امسيحيين.
هناك مغالطات كثيرة وإشاعات مثيرة لا يجب الالتفات إليها، ولا نعيرها اهتماما فنحن لن نتنازل عن شبر من أرض فلسطين المحتلة، ويجب أن نوثق الحقائق التاريخية ونورثها لأبنائنا.
علينا أن ننتبه ونحذر من الكتب المترجمة الوارد إلينا من الغرب حتى لا نقرأ ما يريدونه لنا، ولا ننجر خلف الرسائل التي يتم بثها عبر قنوات التواصل الاجتماعي من خلال منتديات وقنوات وهمية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
فلسطين مهبط الأنبياء والرسل وهي دولة عربية محتله، وشعبها لهم تاريخ مشرف في ميادين العزة والكرامة، ودماء طاهرة سالت واختلطت بترابها، نسأل الله أن يتقبلهم شهداء وأن يجمعهم مع الأنبياء والرسل، علينا أن لا نتخلى عن هذه القضية الجوهرية للعالم الإسلامي ككل.
-
محمد شعيب الحماديالكاتب والباحث الإماراتي : محمد شعيب الحمادي. عضو اتحاد كتاب وأدباء الامارات ونادي دبي للصحافة الاصدارات: متى يعيش الوطن فينا 1&2 قصص قصيرة: صاحب السعادة. ما زال البحث جاريا.