دقيقة من وقتك... سيدي!
" هنا سأتفرغ للكتابة ليكون لي دورٌ في عملية إنقاذٍ لأرواح الشباب "
نشر في 09 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
الحياة و الوطــن.
أي وطن؟ إذا هربت من مصر فلن تجد الوطن العربيّ!
" عشان تبقوا حاجة كويسة ماتقعدوش في مصر، سافروا".
هكذا قال أحدهم ناصحاً إيانا.ليست المشكلة به و ليست المشكلة إذا كان محقاً أم لا.
هناك هذه الخاطرة التي دوماً تجول في بالي.
إذا ذهبنا نحن، فمن سيبقى؟
أريد أن أوجه هذه المقالة ليس كمواطنة مصرية بل كمواطنة عربية.
سيحتاج الأمر مقالاتٍ كثيرة لأحكي فيها كل شيء، أما الآن فإنني سأتحدث عن الشباب.
لا تُعجبني نبرة التهكم في الجيل السابق لنا، و كأنهم هم الذين صنعونا أو خلقوا لنا مجداً و الحقيقة هم آخر الناس لكي يقدموا لنا النصح و هم من تركوا أوطاننا يعمر فيها الفساد و يكبر و هم من تركوا الأيادي السوداء تزرع بذور الفساد و ها هي أوطاننا كلها أراضٍ مزروعة بأشجارٍ كأشجار الزقوم ، لها أصولٌ و جذورٌ قوية و طويلة لا يمكن التغاضي عنها أو الاستهانة بها... إنها أشجار الفساد...
نحن الجيل الذي لم ير الشمس قط من كثافة أغصان هذا الفساد، تمردنا و قمنا بالثورات و تسلقنا هذه الأشجار و قمنا بقطع "أغصانها" و رأينا الشمس لأول مرة فعرفنا جمال الكون و الحرية التي كنا نبحث عنها و عرفنا حقوقنا و بدأنا نطالب بها...
إلا أننا لم ننتزع هذه الأشجار و لم نستأصلها من أراضينا، فالغصون ينمو بدلها ألف و الجذور تغذي الفروع و أشجار الزقوم الأخرى، لقد عرفنا أن ثوراتنا لم تحقق رغبتنا و لم تنجدنا لكن بفضل هذه الثورات نحن خرجنا للنور و كشفنا الظلمات و لدي يقين بأننا سنخرج مجدداً و حينها لن نُبقي على أي جذور و سنحترف مداعبة الأغصان.
نحن من سنلهي الأسياد هذه المرة و ليسوا هم من سيلهونا بأفلامهم الهابطة و إعلامهم الزائف الموجه المثير للاشمئزاز.
و نحن الذين ندعم الحرية و الحقوق تحت ظل الحق و ليس تحت ظل أي انتماءات لأي طائفة. نحن القائمون بذواتنا.
هذا العام لست أدري ماذا سيحمل لمصر بين طياته و لكن يبدو اننا لن نخرج من هذه الحلقة قريباً و أتمنى أن تكون المرة القادمة هي الأخيرة للأسياد، لن أهتاج كذلك فلابد من بعض الهدوء بعد كل الخسارات التي تكبدانها في السنين الماضية إلا أننا لم ننتهي بعد!
و إلى سوريا ...
يا وجع الوطن العربي ، لا تعازي و لا كلام لنقوله،لكن كما أتت نهاية فرعون اليمن فستأتي نهاية ذاك الذي لا يستحق حتى أن نذكره.
إلى العراق ...
يا أهل الكرم و الأخلاق. ما صحبت منكم إلا أصحاب علم و خلقٍ و دين. أهل صبرٍ و رضا و كل جميل. كان الله معكم.
إلى تونس...
ستظلين خضراء و إن جار عليك الزمان.
إلى ليبيا ...
ستصلون و سنصل فلا تستسلموا ...
إلى فلسطين ...
بكم أختم، فأنتم الهوية و بلادكم فيها عاصمة العرب و المسلمين.القدس التي تخلى عنها عربٌ ليسوا بعرب مرددين جملاً بلهاء بأن لا شأن لنا بأوضاعكم.
لو أنهم يفقهون لعلموا أن القدس ملكٌ لكل عربي و لكل مسلم و ليست للفليسطيني فقط و مع هذا فالفلسطيني هو الوحيد الذي يدافع عنها بقوة و شجاعة.
إلى وطني مصر و إلى وطني العربي، سنبرأ و ستشفى الجراح.
-
آيــآشخصٌ يحتضن ذاته برفق ~ مهتمة بالفنون ككل و بالكتابة.
التعليقات
وقولك حكيم حين قلتِ:
"إذا ذهبنا نحن، فمن سيبقى؟"
جميل هو فكرك ومنطقك، بوركتِ .
ويجب أيضا على من ضاقت به السبل فهاجر ونجح وكبر واشتهر ألا ينسى بلده وليعود لينصح ويحاول التجديد والتطوير فى بلده على غرار أحمد زويل وفاروق الباز وغيرهم
فالوطن هو الوطن ولن يبقى اذا هجره الجميع من الحالمين بغد أفضل فمن يبقى له ؟
ما رأيك في هذه النصيحة آية و التي قيلت في أم الدنيا؟؟؟؟؟
رغم ضعف الأمل في ظل الأوضاع الحالية السيئة إلا أن عزائي الوحيد أن جيلنا يتشارك في تلك الأفكار و المشاعر و أظن أنه سيأتي الوقت الذي ينتفض ذلك الجيل في وقت واحد في كل مكان و يمسك بزمام الأمور .