تنزيه أبي بكر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تنزيه أبي بكر

  نشر في 27 أكتوبر 2021 .

تنزيه ابي بكر

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد واله الطاهرين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين.

هذا بحث مخصص لتنزيه الصحابي الجليل ابي بكر رضي الله عنه من ان يكون هو الموجود في الغار مع النبي صلى الله عليه واله والذي جاءت فيه اية دلت بإشارة ظاهرة على عدم ايمان من كان موجودا مع النبي صلى الله عليه واله في الغار. الا ان التقليد والاغترار بالروايات أدى الى استمرار القول بانه أبو بكر. ولا بد من التأكيد انه لا يصح رمي الشيعة بانهم من يثير هذا الامر لان من كبار الشيعة من يقول ان أبا بكر هو صاحب الغار وفي ذلك روايات لهم، ومنهم المفيد والطوسي.

ومع ان اهل التفسير مجمعون على ان صاحب النبي في الغار هو أبو بكر الا ان الذي يجب العمل عليه هو عرض الحديث على القران ورد ما لا شاهد ولا مصدق، وستعرف ان من يتدبر في الاية لا يقبل ان تكون في ابي بكر الا ان يجري على التقليد والركون الى المشهور بلا تمحيص او تدقيق والاغترار بالأسانيد واغفال التناقضات، وهذا منهج الحشوية. ومع ان هذا الاعتقاد لا يصح وما روي فيه ظن لا يصح اعتماده الا انه لا ينبغي التقليل من شأن العلماء ومن فكرهم وممن قال به واعتمده وانما ما يجب قوله هو وجوب المراجعة والقراءة المتأملة والمتفحصة، ولا بد ان يعلم ان طريقة المتقدمين ليست كطريقة المتأخرين في البحث، فان لركون للشهرة وتقليد الكبار مجالا واسعا عند القدماء، وهذا ما لا يمكن اجراؤها على اهل زماننا. ولو قلنا ان زمن المراجعة الحقيقي للنقل والاقوال هو فعلا بدأ في زمننا لكان صحيحا، فلا ينبغي الخوف من ذلك كما انه لا يصح معاداة هذا النهج ولا التقليل من شأنه. ولا بد ان تكون النية الخالصة لله هي السائدة، والقصد لنصرة دين الله تعالى هو الحاضر. والله الموفق.

ولأن البحث في آية واحد ومقصد البحث هو تنزيه ابي بكر رضي الله تعالى عنه فاني سأستعرض مجموعة من البحوث التي تناولت الموضوع واعلق عليها باختصار تماما للبحث. وقبل ذلك سأذكر الاية وكلمات اهل التفسير فيها

قال الله تعالى في كتابه العزيز

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) [التوبة/38-40]

النكت والعيون - (ج 2 / ص 107)

قوله تعالى { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } يعني إلا تنصروا أيها الناس النبي صلى الله عليه وسلم بالنفير معه وذلك حين استنفرهم إلى تبوك فتقاعدوا فقد نصره الله .) أقول الخطاب للمؤمنين.

قال ( { إِذْ أَخَرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني من مكة ولم يكن معه من يحامي عنه ويمنع منه إلا الله تعالى ، ليعلمهم بذلك أن نصره نبيه ليس بهم فيضره انقطاعهم وقعودهم ، وإنما هو من قبل الله تعالى فلم يضره قعودهم عنه . ) أقول اخرجه أي انهم أرادوا ذلك وهذا يضعف رواية انه هرب وانهم لاحقوه.

قال ( وفي قوله { فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } وجهان :

أحدهما : بإرشاده إلى الهجرة حتى أغناه عن معونتهم .

والثاني : بما تكفل به من إمداده بملائكته .) أقول وكلاهما صحيح.

قال ({ ثَانِيَ اثْنَيْنِ } أي أحد اثنين ، وللعرب في هذ مذهب أن تقول خامس خمسة أي أحد خمسة . ) أقول وهذا يضعف الدلالة على الترتيب فانه مجرد انه الثان مع اخر لا انه الثاني من الاثنين.

قال ( { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر حين خرجا من مكة دخلا غاراً في جبل ثور ليخفيا على من خرج من قريش في طلبهم .) أقول كون الغار هو غار ثور قطعي، ولا مجال للقول ان الكون في الغار هو اختباء وهرب وان الكفرة لاحقوهم. وكون الذي معه أبو بكر فيه منع كما ستعرف.

قال (والغار عمق في الجبل يدخل إليه . قال مجاهد : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار مع أبي بكر ثلاثاً . قال الحسن : جعل الله على باب الغار ثمامة وهي شجرة صغيرة ، وقال غيره : ألهمت العنكبوت فنسجت على باب الغار .) هذا كله ظن.

قال (وذهب بعض المتعمقة في غوامض المعاني إلى أن قوله تعالى { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } أي في غيرة على ما كانوا يرونه من ظهور الكفر فغار على دين ربه . وهو خلاف ما عليه الجمهور .) هذا ظن.

قال ({ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبهِ لاَ تَحْزَنْ } يريد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصاحبة أبي بكر « لا تَحْزَنْ » فاحتمل قوله ذلك له وجهين :

أحدهما : أن يكون تبشيراً لأبي بكر بالنصر من غير أن يظهر منه حزن .

والثاني : أن يكون قد ظهر منه حزن فقال له ذلك تخفيفاً وتسلية . وليس الحزن خوفاً وإنما هو تألم القلب بما تخيله من ضعف الدين بعد الرسول فقال له النبي صلى الله عليه وسلم « لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا » أي ناصرنا على أعدائنا .) هذا كله ظن والحزن مبين وسببه مجمل وستعرف انه لا يصدر الا ممن لا يعرف النبي صلى الله عليه واله.

قال ({ . . . فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } فيها قولان : أحدهما : على النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله الزجاج . والثاني : على أبي بكر لأن الله قد أعلم نبيه بالنصر .) الثاني ممنوع.

قال ( وفي السكينة أربعة أقاويل :

أحدها : أنها الرحمة ، قاله ابن عباس .

والثاني : أنها الطمأنينة ، قاله الضحاك .

والثالث : الوقار ، قاله قتادة .

والرابع : أنها شيء يسكن الله به قلوبهم ، قاله الحسن وعطاء . ) والكل جائز وصحيح ويمكن جمعه وهو مجمل.

قال ({ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } فيه وجهان :

أحدهما : بالملائكة .

والثاني : بالثقة بوعده واليقين بنصره .) الغالب المصدق انها الملائكة.

قال (وفي تأييده وجهان :

أحدهما : إخفاء أثره في الغار حين طلب .

والثاني : المنع من التعرض له حين هاجر . ) هذا كله ظن بل انه حفظه واتم هجرته.

قال ({ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ الْسُّفْلَى } يحتمل وجهين :

أحدهما : بانقطاع الحجة .

والثاني : جعل كلمة الذين كفروا السفلى بذُلّ الخوف ، وكلمة الله هي العليا بعز الظفر .

{ وَكَلِمَةُ اللهِ هيَ العُلْيَا } بظهور الحجة .) بالظفر هو المصدق.

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي - (ج 5 / ص 214)

قال ( قوله تعالى: إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم(40)

آية.

قرأ يعقوب وجده " وكلمة الله هي العليا " بالنصب على تقدير وجعل كلمة الله هي العليا ومن رفع استأنف، وهو أبلغ لانه يفيد أن كلمة الله العليا على كل حال. وهذا ايضا زجر آخر وتهديد لمن خاطبه في الاية الاولى بانهم إن لم ينصروا النبي صلى الله عليه واله ولم يقاتلوا معه ولم يجاهدوا عدوه " فقد نصره الله " أي قد فعل الله به النصر حين اخرجه الكفار من مكة " ثاني اثنين ". ) وهذا تام

قال (وهو نصب على الحال اي هو ومعه آخر، وهو ابوبكر في وقت كونهما في الغار من حيث " قال لصاحبه " يعني ابا بكر " لاتحزن " اي لا تخف. ولا تجزع " ان الله معنا " أي ينصرنا.) كون من معه أبو بكر فيه منع.

قال (والنصرة على ضربين: احدهما - يكون نعمة على من ينصره. والاخر - لايكون كذلك، فنصرة المؤمنين تكون إحسانا من الناصر إلى نفسه لان ذلك طاعة لله ولم تكن نعمة على النبي صلى الله عليه واله. والثاني - من ينصر غيره لينفعه بما تدعوا اليه الحكمة كان ذلك نعمة عليه مثل نصرة الله لنبيه صلى الله عليه واله.) وهذا جيد

قال ( ومعنى " ثاني اثنين " أحد اثنين يقولون هذا ثاني اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة، وخامس خمسة، لانه مشتق من المضاف اليه.

وقد يقولون خامس اربعة أي خمس الاربعة بمصيره فيهم بعد أن لم يكن. ) وهذا تام

قال (والغار ثقب عظيم في الجبل.

قيل: وهو جبل بمكة يقال له ثور، في قول قتادة.

وقال مجاهد: مكث النبي صلى الله عليه واله في الغار مع ابي بكر ثلاثا.

وقال الحسن: أنبت الله على باب الغار ثمامة، وهي شجيرة صغيرة.

وقال غيره: الهم العنكبوت؟؟؟؟ على باب الغار.) هذا كله ظن لا شاهد له.

قال (وأصل الغار الدخول إلى عمق الخباء.

ومنه قوله " إن أصبح ماؤكم غورا "وغارت عينه تغور غورا اذا دخلت في رأسه.

ومنه أغار على القوم إذا أخرجهم من أخبيتهم بهجومه عليهم.) وهذا تام.

قال (وقوله " فأنزل الله سكينته عليه " قيل فيمن تعود الهاء اليه قولان: احدهما - قال الزجاج: إنها تعود إلى النبي صلى الله عليه واله.

والثاني - قال الجبائي: تعود على أبي بكر

لانه كن الخائف واحتاج إلى الامن لان من وعد بالنصر فهو ساكن القلب.

والاول أصح، لان جميع الكنايات قبل هذا وبعده راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله ألا ترى أن قوله " إلا تنصروه " الهاء راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله بلا خلاف، وقوله " فقد نصره الله " فالهاء أيضا راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله وقوله " اذا اخرجه " يعني النبي صلى الله عليه واله " اذ يقول لصاحبه " يعني صاحب النبي صلى الله عليه اله ثم قال " فأنزل الله سكينته عليه " وقال بعده " وأيده بجنود " يعني النبي صلى الله عليه واله فلا يليق أن يتخلل ذلك كله كناية عن غيره وتأييد الله إياه بالجنود ما كان من تقوية الملائكة لقلبه بالبشارة بالنصر من ربه ومن القاء اليأس في قلوب المشركين حتى انصرفوا خائبين.) وهذا تام واضح.

قال ( وقوله " وجعل كلمة الذين كفروا السفلى " أي جعلها نازلة دنية وأراد بذلك أن يسفل وعيدهم النبي صلى الله عليه واله وتخويفهم إياه فأبطل وعيدهم ونصر رسول الله والمؤمنين عليهم فعبر عن ذلك بأنه جعل كلمتهم كذلك، لا انه خلق كلمتهم كما قال " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " وقيل: إن كلمة الذين كفروا الشرك، وكلمة الله التوحيد، وهي قول: لااله الا الله.

وقيل: كلمتهم هو ما تغامزوا عليه ومن قتله.

و " كلمة الله " ما وعد به من النصر والنجاة.

ثم أخبر ان " كلمة الله هي العليا " المرتفة اي هي المنصورة بغير جعل جاعل، لانها لايجوز أن تدعو إلى خلاف الحكمة. وقوله " والله عزيز " معناه قادر لايقهر " حكيم " واضع الاشياء مواضعها ليس فيها وجه من وجوه القبح.) وهو قريب

قال( وليس في الاية ما يدل على تفضيل أبي بكر، لان قوله " ثاني اثنين " مجرد الاخبار أن النبي صلى الله عليه واله خرج ومعه غيره، وكذلك قوله " اذ هما في الغار " خبر عن كونهما فيه، وقوله " اذ يقول لصاحبه " لامدح فيه أيضا، لان تسمية الصاحب لاتفيد فضيلة ألا ترى أن الله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك "وقد يسمون البهيمة بأنها صاحب الانسان كقول الشاعر (وصاحبي بازل شمول) وقد يقول الرجل المسلم لغيره: ارسل اليك صاحبي اليهودي، ولايدل ذلك على الفضل،) وهو تام.

قال ( وقوله " لاتحزن " إن لم يكن ذما فليس بمدح بل هو نهي محض عن الخوف،) أقول وهو مما ينبغي ان يمنع في ابي بكر.

قال ( وقوله " إن الله معنا " قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه واله، ولو أريد به أبوبكر معه لم يكن فيه فضيلة، لانه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح لاتفعل إن الله معنا يريد أن متطلع علينا، عالم بحالنا.) أقول والوجه هو الأول فان الكلام من جهة نظرة النبي.

قال (والسكينة قد بينا أنها نزلت على النبي صلى الله عليه واله بما بيناه من ان التأييد بجنود الملائكة كان يختص بالنبي صلى الله عليه واله فأين موضع الفضلية للرجل لولا العناد، ولم نذكر هذا للطعن على ابي بكر بل بينا أن الاستدلال بالاية على الفضل غير صحيح.) وستعرف ان الاية أصلا ليست في ابي بكر رضي الله عنه وليس القصد إخفاء فضيلة لابي بكر فقد عرفت انه على فرض اثبات انه هو من كان في الغار لا تثبت فصيلة.

بحث راسم المرواني

تنزيه أبي بكر (رض) عن أن يكون هو الصاحب (في الغــار)

https://kitabat.com/wp-content/uploads/2017/06/kitabat-logo-1.png

الكاتب

راسم المرواني

28 يناير، 2019

قال ( منذ قرون طويلة وعلماء الشريعة المحمدية من المسلمين يلوكون – دون وعي أو مراجعة – آية في كتاب الله العظيم ، ويعتبرونها (الفضيلة) الأكبر – التي لا تدانيها فضيلة – لخليفة المسلمين أبي بكر (رض) ، وهي الآية (40) من سورة التوبة المباركة ، حيث يقول سبحانه :- (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) . هذا الوصف لا يح بحق علماء الإسلام، ويمكن طرح الفكرة دون التهجم على احد والصحيح ان نجد لهم العذر وان خطأناهم. ونشكر سعيهم وما قدموا للاسلام.

قال ( ولقد هالني ما أراه من بعض جحاجيح المنابر وهم (يتشدقون) بهذه الآية ، وقد يبكي أحدهم حين يصل لكلمة (صاحبه) ، فيمد حرف (الألف) بالرسم التالي (صاااااااااحبه) ، ليؤكد على قيمة هذه المفردة ، وكأنها مزية لأبي بكر (رض) ما بعدها مزية ، وهكذا درج الببغاوات على الاستشهاد بهذه الآية ، وبهذه المفردة بالذات ، حتى أن بعضهم حين يذكر أبا بكر (رض) فإنه يقول (صاحبه في الغار) .) تعليق أقول لا ينبغي الانتقاص من الناس، والمتابعة والتقليد لها مببراتها، وينبغي تقديم الكلام اللطيف والرحيم قبل كل كلام.

قال ( وقبل أن نشرع في تناول هذه المفردة بمعناها (اللغوي) والقرآني ، سنأتي بما سيستهجنه أباطرة وأساطين الدين والتدين فنقول الجملة الخبرية التالية :- (أبو بكر لم يكن في الغار مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله) تعليق هذا التهجم على علماء الإسلام غير مقبول، كما انه من غير المقبول التهجم على أي انسان لمجرد انه مخطئ او متعصب.

قال ( وسنثبت ذلك (بالعقل والنقل) ضمن هذه المقالة (المقتضبة) تعليق اظنه يقصد بالعقل بالملازمات لان المسالة تاريخية لا مجال للعقل فيها، نعم العقل يعرض المعارف بعضها على بعض ولا يقبل ما هو غير متسق وهذا من اسس المنهج التصديقي العرضي الذي نعتمده.

قال ( ولكن سنبدأ بمفردة (صاحبه) ، لنعرف هل لها (أفضلية) من حيث ورودها في القرآن ؟ أم إنها مفردة قرآنية تسيئ عند ورودها لأحد الصاحبين ؟ وباختصار ، فلغوياً ، تأتي مفردة (الصاحب) بمعنى : (المرافق) أو (مالك الشيء) أو (القائم على الشيء) ، وأما (قرآنياً) فقد وردت في (أغلب) أحوالها لــ (ذم) أحد طرفي الصحبة ، فهذا يوسف الصديق (عليه السلام) يخاطب من كان معه في السجن من (المشركين) قائلاً :- (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا) كما ورد في الآية ﴿٤١) نت سورة يوسف) ، والأشد دلالة على أن (صاحبي) يوسف (عليه السلام) كانا من المشركين هو ما ورد في الآية (39) من نفس السورة ، حين يخاطب يوسف النبي (عليه السلام) صاحبيه قائلاً :0 (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَ أَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) . وكذلك وردت مفردة (صاحبه) للدلالة على (الصحبة) بين (المؤمن والكافر) قرآنياً ، كما في الحوار بين (صاحبين) في سورة (الكهف) ، حين نجد (الكافر) يخاطب صاحبه (المؤمن) في الآية (34) من سورة الكهف المباركة التي نصها:- (قَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا) ، بيد أننا نجد – في نفس السورة المباركة – أن (المؤمن) يخاطب (صاحبه الكافر) في الآية (37) كما ورد :- (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ) . مرة أخرى نجد أن القرآن يستخدم مفردة (صاحب) للدلالة على (العلاقة المكانية والزمانية) بين (المتناقضين) ، حيث وردت بعض آيات القرآن العظيم لتثبت (صحبة) الرسول (صلى الله عليه وآله) مع (المشركين) ، كما ورد في الآيات المباركات (مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ) – ٤٦ سبإ ، (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ) – ٢ النجم ، (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) – ٢٢ التكوير ، (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ) ﴿١٨- الأعراف . ) هذا الكلام تام جيد ومهم.

قال ( وهذه الآيات والتي سبقتها (تنفي) أن تكون للصحبة من أفضلية أو منزلة أو تميز ، بل بالعكس ، إن أغلب استخداماتها في القرآن تشير عناية الممحص الحريص أن ينزه أبا بكر (رض) أن يكون هو المقصود بــ (صاحبه) التي وردت في قوله تعالى (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ، مضافاً إليها إشارات (خطيرة) وردت في نفس الآية ، وهي كما يلي ) تعليق هذا تام وحقيق بالمراجعة وهو سبب تأليفي هذا الكتاب.

قال ( 1/ ثمة إشارة (أولى) في هذه الآية المباركة تقول (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) ، وهنا يأتي السؤال :- لماذا أنزل الله سكينته على الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ولم ينزلها على من كان بصحبته في الغار ؟ وعلى مَن تنزل السكينة ؟ وإذا كان المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من المؤمنين فلماذا لم تنزل السكينة عليه فتكون (عليهما) بدلاً من (عليه) ؟ بيد أننا نجد أن الله سبحانه وتعالى لم يكن (بخيلاً) حين أنزل (سكينته) – من قبل – على النبي وأصحابه كما ورد في الآية (26) من سورة (التوبة) ، وكما يلي :- (ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) ، وكذلك في الآية (4) من سورة (الفتح) المباركة :- (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا) .) تعليق هذا قوي بل بين ولا يصح تجاوزه.

قال ( وأخطرها وأكثرها مدعاة للتأمل هي الآية (18) من سورة (الفتح) ، والتي تدلنا على أن السكينة لا تنزل إلاّ على المؤمنين حين يعلم الله صدق ما في قلوبهم ، وهذا نص الآية (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) ، ولذا ، فمن العقلاني أن ننزه أبا بكر عن أن يكون ممن (لا تنزل) عليه السكينة .) هذا جيد قريب.

قال ( 2/ هناك كلمتان (عليا) و (سفلى) في الآية ، فعندما قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لصاحبه (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) ، فمن المؤكد أن (صاحبه) قد سبقه بالقول ، فكانت مقولة الرسول (صلى الله عليه وآله) قد أتت بمعنى (الرد) ، وهنا نجد (كلمتين) ، كلمة الرسول (صلى الله عليه وآله) والتي هي كلمة (الله) سبحانه وتعالى ، وهي (العليا) وكلمة (صاحبه) ، وهي (السفلى) ، فنجد أن القرآن يشير إلى هذا المعنى في الآية حين يقول :- (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا) ، وهذه إشارة نستطيع أن نفهم منها أن المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن مؤمناً ، بل كان (كافراً) ، وكلمته هي (السفلى) .) هذا ضعيف جدا بل لا وجه له.

قال ( 3/ واضح جداً أن (الموقف) حينذاك كان موقفاً محفوفاً بالأخطار ، والمفترض أن المسيطر على الموقف هو (الخوف) وليس (الحزن) ، لأن المشركين لو ثقفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقتلوه ، فلماذا قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لصاحبه (لا تحزن) ، ولم يقل له (لا تخف) ؟ هل كان المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على درجة من اليقين بحيث أن (الخوف) لم يخالط نفسه؟ أم أنه كان آمناً على نفسه بحيث أنه لم يدخل (الخوف) لقلبه؟ وما هو سر (حزنه) ؟ هل هو حزين لأن المشركين لم يتمكنوا من الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟ أم لأنه سيخسر صفقة (الدلالة) حين يلقى القبض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟) أقول هذا جيد بالجملة مع انني اذهب الى ان الرسول لم يخرج هاربا ولا جلس في الغار مختبأ بل للاستراحة، ولا وجود لاناس يطاردونه، بل يقرب انه خرج باتفاق معهم بل هم كانوا يطلبون منه الخروج وربما فرحوا بخروجه والدلائل على ذلك كثيرة.

قال ( وفي معرض هذه الآية المباركة ، قد يتذرع البعض بوجود عبارة (إن الله معنا) ليتخذ منها دليلاً على (معية الله للمؤمنين) وبالتالي فهي تثبت (إيمان) الرسول (صلى الله عليه وآله) ومن كان معه ، وهذا ليس صحيحاً ، بدلالة الآية (7) من سورة (المجادلة) التي تثبت وجود الله مع (كل عباده) مؤمنهم وكافرهم ، والتي تنص على :- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، وإن (إنكار) وجود الله بــ (معية) الجميع ، أو (حصر) معيته مع المؤمنين فقط ، إنما هو اتهام لله سبحانه وتعالى .) هذا قريب الا ان الأقرب عندي هو التغليب والمراعة والتطيب و الاستمالة والمقصود ان الله معي الا انه اشركه لاجل التغليب ومن باب اللطف والخلق العالي، وهو درس يعلمنا النبي صلى الله عبليه واله بترك الفضاضة والغلظة بحجة بيان الحق وقوله.

قال ( وبسبب تواتر الروايات ، واتخاذ البعض لأحداث (فلم الرسالة) مرجعاً تأريخياً دون كتاب الله العظيم ) هذا الكلام غير مقبول فان علماء الإسلام عرف عنهم التحقيق وانما حصل الاشتباه بسبب الروايات والتي اعتمد في تناولها المنهج السندي والفقه اللفظي وهو المؤدي أحيانا الى حشوية غير مقبولة.

قال ( فلو ضربنا بالآية الكريمة عرض الجدار ، واتخذنا من الموروث الروائي (حجة) ، ولو سلمنا بما سلم به الأقدمون والمتأخرون ، فقد تواتر أن المسافرين أو (المهاجرين) كانوا (ثلاثة) وليس اثنان كما ورد في الآية ، وهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر (رض) و دليلهم في الرحلة (عبد الله بن أريقط الليثي) وهو من مشركي قريش ، وهنا ثمة أسئلة تفرض نفسها على (ذوي الوعي) ، فهل غادر (ابن اريقط) هذا ، وترك النبي (صلى الله عليه وآله) وصاحبه في الغار ؟ وأين ذهب ؟ أين أختفى ؟ أين اختبأ ؟ ومتى عاد إليهم ؟ وكيف ومتى تركهم ؟ ولماذا تركهم ؟ وكيف وصل الرسول (صلى الله عليه وآله) مع صاحبه إلى (المدينة) دون دليل ؟ أسئلة تبحث عن أجوبة مقنعة ، كما أقنعونا بأن (حمامة) و (عنكبوت) قد كانا على (باب الغار) ، بيد أن الله سبحانه وتعالى يقول :- (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) ، ولا أعرف بالضبط كيف تسنّى لمشركي قريش أن يروا الحمامة وبيت العنكبوت رغم أن الله سبحانه يقول :- (لم تروها)) هذا تام وهذا النقل كله لا يثبت وظن وفيه مخالفة للقران فالصحيح انه كان مع النبي في الغار دليله ابن اريقط وهو مشرك حينها هذا هو المصدق.

قال ( وأما من جهة النقل والروايات والموروث ، فإننا نجد في صحيح (البخاري) روايتين ملفتتين للنظر ، يرويهما (عبد الله بن عمر) تثبت أن أبا بكر (رض) كان ينتظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنورة ، وهذا نص الروايتين :-

(عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرآنا ) – ( كتاب صحيح البخاري ج 1 ص 170 – كتاب الاذان – باب اهل العلم والفضل أحق بالإمامة) ، وهنا تأتي الرواية الثانية التي تدل على ما ذهبنا إليه ….. حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة ) – (صحيح البخاري ج 8 ص 115 كتاب الأحكام – باب استقضاء الموالي واستعمالهم) ، ومن البديهي أن (سالم مولى أبي حذيفة) لم يكن ليصلي بالناس مع وجود الرسول (صلى الله عليه وآله) . هذا تام ولا مجال للجواب عنهما، وليس واردا ان النبي موجود وهناك رجل يصلي بالناس. كما ان أبو نعيم روى الرواية بلفظ نصي قاطع ىلا يقبل الاحتمال قال (حلية الأولياء : عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة كان أكثرهم قرآنا فيهم أبو بكر وعمر ) ومن القريب ان هذه الرواية صحيحة السند وفق المنهج السند فقد راجعت رواتها فكلهم شيوخ المحدثين المكثرين عنهم.

قال ( خلاصة القول ، إننا ننزه أبا بكر عن أن يكون هو المعني بالآية الكريمة ) هذا تام وجيد.

قال (وسنكتفي بهذا القدر ، وندع لمن يريد الاستزادة من الأدلة على عدم وجود أبي بكر (رض) في الغار عشرات الروايات والآثار في الكتب (المعتبرة) ) هذا بعيد وانما الاية تبطل هذا القول وما روي في الصحيح وروايات أخرى ذكرت وستذكر.

https://kitabat.com/2019/01/28/248497/

بحث احمد عبدة

سيدنا أبو بكر الصديق لم يكن مع الرسول بالغار ولم يهاجر معه [ 1 ]

2019

مستشار / أحمد عبده ماهر

قال ( لعل تاريخنا الإسلامي قد عحّ بالخرافات والخزوعبولات والدسائس والكذب الذي تميز بها معظم كتابات المؤرخين...وما ذلك إلا لأننا شعوب لا تمحص ولا تدقق حتى راجت تلك الخرافات والأكاذيب بيننا.) هذا التهجم لا يصح ويجب إيجاد عذر علمي لكل توهم نقلي او اجتهادي.

قال ( ومن بين تلك الأكاذيب أقصوصة هجرة أبي بكر مع الرسول من مكة للمدينة المنورة....وبيانها المفضوح بالقرءان والسنة....وسنوالي شرح تلك الأكذوبة فيما يلي:) لا بد من استعمال اللغة السمحة السهلة وإيجاد الاعذار للاخطاء وعدم الاتهام بالكذب.

قال ( أولا الكذب على القرءان:

يؤكد القرءان عدم وجود أبا بكر من الرسول بالغار ويتبين ذلك مما يلي:

بقول تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة..40. وهذه الاية نستنبط منها ونتدبر ما يلي: 1. فالذي نصره الله هو واحد وليس اثنين [فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ].. 2. والذي أخرجه الذين كفروا هو واحد فقط وليس اثنين [إِذْ أَخْرَجَهُ ] ولم يقل الله [إذ أخرجهما الذين كفروا]. ) هذا الاشكال لا يتم فانه من التغليب والاهتمام. وهذا وارد في القران كثيرا. لكن في قوله تعالى ( اخرجه) دليل على انهم هم اخرجوه وليس انه هرب وهذا ما أؤكد عليه، وهو أيضا في ايات أخرى تدل على ان اهل مكة كانوا يريدون خروج النبي واصحابه قال تعالى ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ [الأنفال/30] وقال تعالى (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ [الممتحنة/9] وقال تعالى (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ [آل عمران/195] وقال تعالى (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ [الحج/40] وقال تعالى (لْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا [الحشر/8] وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ [الممتحنة/1] فلا يصح القول انه خرج هاربا بل خرج بعلمهم وربما باتفاق معهم فلا يكون جلوسه في الغار اختبار وانما كان استراحة فانهم كانوا يستظلون به ففي مسند أحمد - (ج 8 / ص 338) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ فَنَزَلَتْ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا قَالَ فَإِنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ )

قال ( 3. بينما تجد أن العدد الوارد بالقرءان هما إثنين لقوله تعالى: [ ثاني اثنين] ...فلو كان الاثنين هما الرسول وأبا بكر لكان الرسول [ أول الاثنين ] وليس ثاني الإثنين... فهذا يدل على ان الثاني لم يكن مرغما على الخروج ولم يطرده قومه ...وكان هو أول الاثنين فيكون هو الدليل المشرك المسمى [عبد الله بن أريقط]. 4. ....ولأنه هو الدليل فقد كان هو الأول...ولأن الرسول كان يقتدي بهذا الدليل فكان الرسول ثاني اثنين.....) أقول مع ان من القريب إرادة الدلالة الترتيبية في ثاني اثنين الا انها ليست قطعية بل ظنية، وكما ان ابن اريقط يتقدم النبي في المسير دليلا فكذا أبو بكر قد يتقدم النبي ليحميه او يضله من الشمس او لأغراض عقلائية أخرى، لكن اذا اصررنا على ان (ثاني اثنين) لها دلالة اعتبارية فان تقدم الدليل على النبي صلى الله عليه واله في الميسر يكون هو الأقرب فعلا، كما انا اذا قلنا ان أبا بكر لا يمكن ان يتقدم على النبي في المسير فيكون اللفظ مشكل لانها ستعني الأفضلية وسيكون أبو بكر افضل من النبي وهذا مممتنع بل يكون كفرا بالقران والسنة.

فال ( 5. وبينما تجد أن الموجود بالغار كان اثنين والذي أخرجه قومه هو واحد) أقول ان الواقعة قد ارختها اية واحدة وراعت الاختزال ولو ان هناك تفصيل بأكثر من اية لكان هذا الاشكال واردا بانه لم يذكر الذي خرج معه، وكان لازما مع التفصيل ان يذكر من خرج معه من الأول.

قال ( وجرى بينهما حديثا في غاية الأهمية إذ قال الرسول لصاحبه في الغار [ لا تحزن] ولم يقل له [ لا تخف].... فلو كان ابا بكر هو صاحب الرسول لقال له النبي [لا تخاف] بما يعني لا تخاف من أن يقتلك المشركين أو يقتلوا الرسول....لكنه قال له [لا تحزن] لأن الرسول بالنسبة للدليل المشرك عبد الله بن أريقط ما هو إلا صفقة تجارية يخشى عليها أن تضيع من يده لهذا فكانت عبارة [لا تحزن] هي المناسبة لوضعة التجاري حيث يطمئنه النبي بأنه سيتقاضى اجره أو باقي أجرخه وأنه لن تفشل صفقته التجارية.. ) أقول من يعلم طريقة القران في التعبير يعلم ان هذا الاشكال لا يرد فان ( الحزن) مشتمل للخوف، لكن الاشكال الأهم هو تولد الحزن في قلبه ونهي النبي له وهذه إشارة على ان الذي مع النبي ليس راسخ الايمان بل وجاهل بحق النبي صلى الله عليه واله. كما ان الدليل ربما يحزن على التفسير المعهود على ان الخشية من معاقبة قريش له، لكن عرفت انه لا هروب ولا مطاردة ولا شيء من ذلك، فيكون حزن صاحب النبي لاجل أمور واقعية طبيعية من أمور السفر وانهما لوحدهما ولا ناصر لهما فانتابه الحزن والقلق من هكذا سفر.

قال ( 6. ولو كان أبو بكر هو المهاجر مع رسول الله فرارا بدينه وفي سبيل الله لأنزل الله سكينته عليه لكن الله اقتصر بإنزال السكينة على النبي وظل الدليل المشرك حزينا على الصفقة التي كادت أن تضيع وفي ذلك يقول تعالى: [فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ]...ولم ينزلها على عبد الله بن أريقط. ) عرفت انه لا هروب ولا حزن على صفقة، الا ان مسالة السكينة من اهم الأدلة التامة على عدم ايمان ذلك الشخص. وهنا يجب على المسلمين مراجعة الامر ومراجعة تلك الرواية والحكم بظنيتها وانه لا يثبت ان أبا بكر هو من كان في الغار. ولا يظن ان ذلك لاجل معارضة القول بمنقبة فانك عرفت وستعرف انه لا منقبة في الاية لمن هو فيها مع النبي، وانما لان الاية تدل كالصريح على كفر من كان مع النبي وهو امر يجب تنزيه ابي بكر رضي الله عنه من ذلك.

قال ( 7. وكذلك فإن التأييد نزل للرسول فقط ولو كان أبو بكر مهاجرا مع الرسول لأيده الله ايضا ...وفي ذلك يقول تعالى: [وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا]...أي أن التأييد نزل لواحد فقط هو الرسول.) وهذا تام أيضا وهو ينفي مسالة الحمامة والعنكبوت.

قال ( ولو كان أبو بكر الصديق هو الذي مع الرسول لوقع اجره على الله ولأصابته السكينة لقوله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء.100 ودوما يتنزل الله بسكينته على رسوله وعلى المؤمنين...فلو كان أبو بكر هو المهاجر مع رسول الله لأنزل الله سكينته على الرسول وعلى ابو بكر. وتأمل قوله تعالى: {ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }التوبة26. وتأمل........فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26.) هذا تام.

قال ( ثانيا: من كتاب صحيح البخاري وسأستخدم هنا كتاب صحيح البخاري ككتاب تاريخ وليس ككتاب أحاديث....فلعل القارئ الكريم يود أن يطلع على ما جاء به البخاري مما يؤكد أن ابا بكر هاجر للمدينة قبل هجرة الرسول وأنه كان يصلي مأموما خلف الصحابي سالم مولى أبي حذيفة وهو الشهير بواقعة إرضاع الكبير) أقول حديث ارضاع الكبير ظن بل باطل، وأيضا يبطله ان سالم صلى بالمهاجرين والانصار بينما حديث الرضاع يدل على انه كان صغيرا ففيه (يا رسول الله، إن سالمًا معي، وقد أدرك ما يدرك الرجال) فلاحظ وتامل.

قال ( وإليك الحديثين في هذا الشأن: روايتين الموجودتين في صحيح البخاري والتين ارصدمتا شراح البخاري والرواة حيث يذكر البخاري ما يلي: 1ـ : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس ابن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرأناً. المرجع: صحيح البخاري ج 1 ص 170 كتاب الاذان / باب اهل العلم والفضل احق بالامامة. وعندما نسأل البخاري ونقول له : من هم الذين كانوا يصلون خلف سالم مولى ابي حذيفة في هذه الفترة ( قبل قدوم النبي (ص) الى المدينة ) سيجيبنا البخاري ويقول 2ـ أنّ ابن عمر روى انّ ابو بكر وعمر و... و.... كانوا يصلون خلف سالم في هذه الفترة حيث قال : حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة. . المرجع: صحيح البخاري ج 8 - ص 115 كتاب الأحكام / باب استقضاء الموالي واستعمالهم ومن البخاري ) هذا بيان عرفي قريب الا انه عرفت ان الفقه اللفظي والمنهج السندي يجوز (اختلاف الحديث) وتوجييه.

قال ( 3ـ ومن الزيادات المخبولة التي ترويها الكتب التي نتناقلها بكل فخر بينما هي لا تساوي قيمة المداد الذي تم تدوبنها به..... أن أسماء ابنة ابي بكر كانت تذهب للنبي وأبيها في الغار لتزودهم بالزاد....فهل يصدق القارئ هذا الهراء؟؟؟....أتمشي فتاة وحدها في جبال مكة الوعرة لتذهب لأبيها والرسول في ذلك الغار....وهل كان هذا الغار محل إقامة لهما خارج مكة يعيشان فيه!!!. ثم هل يهاجر أبو بكر ويترك بناته أسماء وعائشة ولا يخاف عليهما من وحشية وبطش !!!...أكانت هذه نخوة أم نذالة من أبو بكر ويريد منا اهل الأكاذيب أن نصدقها.) هكذا بناءات واستدلالات لا تتم وتكون من الظن ولا بد من التقليل من التهجم على الروايات ويكفي القول انها ظن ولا شاهد لها وتخالف سيرة العقلاء.

قال (فنستنتج من جماع ما تقدم من تدبر للقرءان ومرويات البخاري وخرافات باقي الكتب أن ابا بكر لم يكن في الغار مع النبي والذي كان معه هو الدليل عبد الله ابن أريقط أو أريقد..... ليتأكد القارئ عدم هجرة الصديق أبو بكر مع رسول الله.....) أقول ان مجموع الأدلة يشير الى ذلك ولا يصح التهجم على كتب الحديث ويكفي القول ان منها ما هو ظني لا شاهد له من دون وصف زائد فانه لا مبرر له.

قال ( هذا فضلا عن مفترياتهم عن أمية الرسول وجهله بالقراءة والكتابة..وما اشاعوه من أن للقرءان رسما عثمانيا....وما يزعمونه من أن أبا بكر جمع القرءان وان عثمان جمع القرءان...وخرافانهم عن عذاب القبر وإرضاع الكبير وقتل المرتد وتارك الصلاة والبغلة التي تطير في السماء...والتداوي بأبوال الإبل وغير ذلك من الأكاذيب المخالفة للنصوص القرءانية والتي دأبوا التروويج لها .....ودعونا نتساءل: أين علماء الأمة منذ أكثر من 1400 سنو....وهل لازلتم ترونهم متخصصين؟.....أين تدبرهم بللقرءان والسنة؟.....أم أنكم جميعا مجرد ناقلين بلا عقل ولا إدراك....لا حول ولا قوة إلا بالله. ) هذا الأمور كلها من الظن، ويكفي في ردها ان نقول انها ظن لا شاهد له، من دون حاجة الى وصف زائد.

بحث مركز الرصد العقائدي

لم يثبت عند التحقيق العلمي وجود أبي بكر في الغار مع النبي (ص)!!

قال ( لم يثبت عند التحقيق العلمي -المجرد عن العاطفة والمذهبية- وجود أبي بكر مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار، إذ توجد عدة مؤشرات تمنع من ذلك، منها: 1- الإختلاف بين الروايات والقرآن في بيان الواقعة، فالقرآن الكريم يخبرنا أن محل قوله: (لا تحزن إن الله معنا) كان في الغار. قال تعالى: (إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا). بينما الوارد في الروايات -كما في صحيحي البخاري ومسلم- أن النبي قالها وهما ما زالا في أول الطريق. ففي صحيح البخاري فيما يرويه عن البراء بن عازب عن أبيه عازب عن أبي بكر: "... فارتحلنا بعدما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: أتينا يا رسول الله. فقال: لا تحزن إن الله معنا". وفي صحيح مسلم: "قال: فارتحلنا بعدما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك، قال ونحن في جلد الأرض، فقلت: يا رسول الله: أتينا. فقال: لا تحزن إن الله معنا". فالإختلاف بين القرآن والروايات واضح جداً. ) وهذا تام. كما ان في ( مسند أحمد - (ج 1 / ص 14) عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ قَالَ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْغَارِ وَقَالَ مَرَّةً وَنَحْنُ فِي الْغَارِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ قَالَ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا ) فهذا اللفظ فيه اشكالان انه ليس الذي في القران ففي القران (لا تحزن إن الله معنا) وليس في الروايات سرد لهذا الحديث بل حل ذلك مكانه، وعلى فرض انه لا تعارض اذ ما لم يذكر هنا يذكر هنا، فان هذا اللفظ مأخوذ من القران، فيكون موحيا انه سابق للقران وهو يشير الى انه مستوحى من القران، فبدل ان يكون اللفظ الذي سرده القران هو المراوي فان الرواية سردت قولا هو مستوحى من الاية وهذا وان كان لا يوجب بطلانه الا انه لا يتوافق مع القصة القرانية وطريقة السرد العقلائية.

قال ( 2- توجد روايات في البخاري نفسه تقول: إن أبا بكر كان في المدينة قبل هجرة النبي (ص) إليها. فقد روى البخاري عن ابن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة. انتهى. صحيح البخاري ج1 ص 170. ثم يذكر في رواية أخرى أسماء من كان يؤمهم سالم، والرواية عن ابن عمر نفسه، قال: "كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة" انتهى. صحيح البخاري ج8 ص 115. فالرواية الأولى صريحة بأن إمامة سالم للمهاجرين الأوائل كانت قبل مقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والرواية الثانية صريحة في أن أبا بكر كان ضمن الذين يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة. وهذا كما ترى لا يجتمع مع أنه كان في الغار مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) وهذا تام.

قال ( وقد عانى شراح الصحاح من هذه الرواية أشد المعاناة، ولم يجدوا حلاً لها سوى دفعها باحتمالات لا تغني ولا تسمن من جوع. قال ابن حجر في "فتح الباري" ج1 ص 147: (والجواب عن استشهاد عد أبي بكر فيهم، لأنه إنما هاجر صحبة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد وقع في حديث ابن عمر أن ذلك كان قبل مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وذكرت جواب البيهقي بأنه يحتمل أن يكون سالم استمر يؤمهم بعد أن تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ونزل بدار أبي أيوب قبل بناء مسجده بها، فيحتمل أن يقال: فكان أبو بكر يصلي خلفه إذا جاء إلى قباء) انتهى.) أقول عرفت ما في هذا التوجيه من اشكال.

قال ( فكما ترى لا يوجد علاج لحل هذا الإشكال عند أهل السنة سوى يحتمل ويحتمل، من دون أي دليل يعضد هذا الإحتمال، بل وجدنا الدليل على خلافه، فقد ذكر ابن عبد البر في الإستيعاب ج2 ص 68 أن سالماً كان يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر قبل قدوم رسول الله (ص) المدينة. انتهى. وهو ما رواه ابن سعد في الطبقات ج3 ص 87 أيضاً.) أقول وهذا يؤكد ان الحديث هو عن زمن الامامة وليس عن مكانها وانها قبل قدوم النبي صلى الله عليه واله. كما انه ينبغي التجرد من مسالة مقابلة طائفة او باخرى او ان تلك مشكلة طائفة ولييس مشكلة أخرى. ان النص المشكل من أي جهة روته إسلامية هو نص اسبلامي مشكل.وعلى جميع المسلمين ان يجدوا له توجيها كما ان النص الواضح من قبل أي جهة إسلامية هو نص إسلامي على جميع المسلمين تبنيه.

قال ( كما لا يوجد دليل ولو ضعيف السند يثبت أن سالماً بقي يؤم المسلمين بعد قدوم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة، ولو كان شيئاً من هذا القبيل لبان واشتهر.) وهذا تام وعرفت ان الرواية لاجل بيان الزمن وليس المكان فهي بيان انه امام قبل القدم وليست ساكتة عن بعد القدم بل دالة على انتهاء امامته بقدوم النبي صلى الله عليه واله.

قال ( 3- إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يؤثر عنه أي قول أو نص يثبت أن أبا بكر كان معه في الغار، ولو كان ذلك لطارت هذه المنقبة أي مطار!!. ) وهذا قريب.

قال ( 4- شهدت عائشة عن نفسها وأبيها أنه (لم ينزل فينا قرآن) صحيح البخاري ج6 ص 42. ) يحمل هذا الحديث على النص الخاص في ال ابي بكر، والا فان أبا بكر تشمله ايات المهاجرين وام المؤمنين تشمله ايات في زوجات النبي صلى الله عليه واله.

قال ( لهذه الأسباب وغيرها كثير يبقى للتأمل مجال في دعوى وجود أبي بكر مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار التي تصدح بها كتب أهل السنة. ) من المناسب القول انها كتب اهل الحديث وعلينا كلنا ان نعمل لتهذيب الاحاديث والاقتراب بالحديث من القران دون تمييز طائفي.

قال ( نعم، كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هجرته شخص اسمه عبد الله بن اريقط من بني الديل بن بكر الذي كان دليلاً حاذقاً يعرف طريق الصحراء جيداً (كما يذكر ذلك ابن حجر في الفتح ج7 ص 186، وابن الأثير في الكامل ج2 ص 104، وابن كثير في البداية والنهاية ج3 ص 218). ومن الممكن جداً لتقارب الأسماء بين أبي بكر وابن بكر حصل الإشتباه المتقدم والله العالم. هذا إذا لم تكن ليد الأمانة دور في الموضوع!! ) أقول الاحتمالان من الظن ولا ينبغي المصير الى الثاني فانه من سوء الظن بالمسلمين وهو ممنوع.



   نشر في 27 أكتوبر 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا