عبد الخالق المختار !! ... بمناسبة مرور ثمان سنوات على غيابك .. ستظل صورتك تحتضن أوردة الوطن الجريح - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عبد الخالق المختار !! ... بمناسبة مرور ثمان سنوات على غيابك .. ستظل صورتك تحتضن أوردة الوطن الجريح

عبد الخالق المختار !! ... بمناسبة مرور ثمان سنوات على غيابك .. ستظل صورتك تحتضن أوردة الوطن الجريح

  نشر في 09 فبراير 2017 .

هوذا فارس أخر يترجل عن صهوة جواده..

يحمل قلمه وفانوسه ويمضي به بعيداً إلى أحشاء الغيب ..

ينكفئ على تاريخه وينزلق من بين أهله واحبابه وزملائه .. وتضيع بسماته بين سطور سطرها على مسلات وصفحات قلوبنا المضطربة..

يخلي مكانه للذكريات التي تعتمل في عقول وقلوب أحبابه..


صورته الملتصقة بجدران الروح تتقافز بين الحين والأخر بين عيون متابعيه وخلانه وتنزل إلى قلوبهم ثم لاتعود إلا وقد تركت قطرات حرى تتدحرج على وجناتهم ..

وها نحن نحاول استيعاب وذهول ذلك الموقف أستذكرناه بيننا لعله ينهض معنا ويغمر سنادين ذاكرتنا المضطربة ببسمته التي لم تفارق محياه .. بخيالاته الهادئة وهي تطل إلينا بأدواره المتميزة والتي طالما حفزت دواخلنا على الانغماس في عوالمها .. ولكن ورغم أنيننا المتصل لم ينهض منه إلا رماد الذكريات الخاوية برجعيها المنهزم .. صورته تتهادى شيئاً فشيئاً بين ثنايا وثقوب الذاكرة المحترقة وكما كنا نعهده دائماً بشوشاً .. لطيفاً .. هادئاً ..واثقا ً ..


ورجع صوته يناغي أسماعنا كما لو أنه يكلمنا بهدوئه الذي عرفناه وطلاقة لسانه وبعد نظره وسلامة نيته .. قبل أسابيع من رحيله كنا نشاهد أنا ومجموعة من الزملاء أحد أعماله على متن شاشتنا الفضية اللامعة وكنا نتحاور في تفسير العديد من مشاهدها وتخيل النتائج التي نتوقع حدوثها في ترتيب لحمة العمل المطروح ضمن سياقات المسلسل الأنف الذكر واذكر اننا تخاصمنا انا وزميل لي لأنه ارتضى ان يرتكن الى مخيلته المستفزة في تحليل عقدة النص وتواترها ..وغيرها كثير .. أشياء كثيرة .. تخرج إلى فضاء الذاكرة مغلفة بالحنين إلى لقطات الباشا وزيارات الأفندي المعارض ونزق الشاب المراهق وخوارات العسكري المتشدد وغيرها من الشخصيات التي احترف في تولي زمام ازمتها فقدينا المختار فتتراصف عند مساطب أعنتها غصة تعتلي خبايا القلب فتنقاد عند أزمّة مواجعها جدلية النهاية المفجعة و الحالات والمواقف المزرية التي عانى منها الفقيد ويعاني منها اغلب مبدعينا ورموزنا في ارض غريبة اختارت أن تضمد أديم تصالبها بأجساد اطوادنا المنفيين في المنفى .. يطاردنا شبح الآخرين وصورهم المكسورة بكؤوس القلب كالجواهري وراسم الجميلي وغيرهم لتزف- من عيون تنسى نفسها وتتنازل عن كبرياء تصالبها فتهمي حمولتها على جانبي وجناتنا- قطرات حرى ..مريرة بطعم الأسى الجاثم على خارطة وتضاريس عقولنا المنهكة..

هل كنا متأكدين من الخبر .. هل من الممكن أن يفارق عالمنا بكل هدوء .. كيف .. ومتى .. وأين..؟

أعتقد أنه لم يكن الوقت الملائم للتساؤلات .. ولم يكن حينها وقت علامات الاستفهام .. فقلب مبدعنا الصابر المحتسب - وكما كنا نعرف -.. مثل أدواره التي اشترط أن تكون نبراسا ً لمبادئه التي مافتئ الفقيد في أن يختط سطورها على جدران عقولنا الهرمة .. وان مسيرته العارمة لم تنكسر عند المنعطفات الأليمة ولا المحطات التي تهتز لها قلوب الخلق كافة .. بل القلب يقف فجأة .. والدور يضيع وينكفيء عندما تنهزم الكلمة الحرة في مهدها هكذا علمنا الذين سبقوه في وحشة الدرب أن لا ننكسر أو نستسلم أمام عقبات الحياة وفواجعها علمونا إياها وهم يراوغون في ميادينها ويجاهدون في سبيل إيتاء لقمة العيش وإثبات حقهم وحقوق أقرانهم في السعي لإثبات وجهة نظرهم في الانكفاء وراء المبدأ الثائر وعدم الرضوخ لجوهر السلطة الجائرة .


وهاهو يهيء حقائب ساعاته القاتمة ودعنا بابتسامة مطمورة بوجع التخلي عن أحضان وطن ممزق ..وطن يبكي بين حنايا الأغراب الحاكمة.

و مع انطواء أوراق أيامه الأخيرة في جحيم المنفى صافحنا وانكفيء يحمل معه ما تبقى من شراذم أمانيه وأحلامه ليتمها مع أقرانه ومرافقيه هناك في مملكة الرمال الخالدة .







  • Muhannad Altikriti
    مهند يحيى حسن التكريتي - ولد في بغداد عام1978 - حصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء من كلية التربية/جامعة تكريت عام 2000 - حصل على شهادة الماجستير في طرائق تدريس الكيمياء من كلية التربية /جامعة تكريت عام 2014 عن رسالته الموس ...
   نشر في 09 فبراير 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا