المرحـــــــــــــــوم
قصة قصيرة
نشر في 30 نونبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
انقطعت الكهرباء الخاصة بأعمدة الإنارة بالشارع ، ظلام دامس يعم المكان إلا من بقايا أضواء متسللة من النوافذ المغلقة يقطعهما مواء كائن حي بعيون أضاءها خضار مرعب ، ارتعدت فرائسة حينما اكتشف أنه وحيداً وسط الأدغال المظلمة يستجدي القدر في تغيير مساره وإضاءة ما أظلمه.
يرن الهاتف بالأغنية المفضله لحامله :
"طب ماذا لو وانت ماشي في الضلمة وطلعلك عووو .. ماذا لو!!.. ماذا لو!!"
أصدر صاحب الهاتف مجموعة منتقاه من الشتائم والسباب للهاتف وللمتصل معاً قبل أن ينظر للهاتف الذي لم تظهر عليه أي أرقام أو اسماء تدل علي صاحب المكالمة .. رد متعجباً :
- ألو
-- حبيبي
- حبيبك مين ياعم .. انت مين؟
لم يتلقي أي استجابة لاستفهامه ، فأخذ يبحث عن القط ليؤنس وحدته ويضيء له بعينيه ما تبقي من الطريق فلم يجده ، وبجسد أشبه بحال الهاتف علي وضع الاهتزاز رد قائلاً :
- هاقفل لو ماقلتش انت مين!
-- قرينك يازواوي
- ده وقت تهزر فيه يا @#$%
--انا مش باهزر وماتغلطش عشان مازعلش منك
- طب عايز ايه ياعم قريني
-- عايز مصلحتك وهانجز معاك مش هارغي
أحس من نبرة صوت المتصل أنه "محسن" صديقة القديم محترف المقالب ، فاستأنف المكالمة مطمئناً :
- احبك وانت قاريني ياقريني .. اؤمر
-- عايزك تتشطر كده وتروح لأقرب جزارة تشتري منها ييجي 5 كيلو لحمة وتسيبهم ف المكان اللي كان واقف فيه القط ابو عيون
- قط وبعيون !! .. انت ماشي معايا ولا إيه ياعم الحاج!!!
-- ياعم باقولك قريـــــــــنك .. عفريتك يعني .. اعرف الكفت اللي انت ماتعرفوش
-سلامُ قول من رب رحيم .. انصرف يابا الحاج
-- انصرف!! .. انت طالع من فيلم ابيض واسود ولا ايه!!!
- طب انت عرفت ازاي ان كان في هنا قط؟
-- طب مش لم تقولّي انت الأول القط راح فين!!!
- آه صحيح .. ولا اقولك .. احسن بردك .. اهو كان راعبني طول ما انا ماشي ف أول الطريق بعيونه اللي شبه كشافات العربية الخضرا دي.
-- مانفسكش تشوفني !
رد متصنعاً القلق والخوف من صاحب الصوت
- بلاش ياعم احسن انا باقشعر م الشعر والقرون والحوافر والانياب
-- لا ماتخافش .. احنا وصلنا للتوب ف عمليات التجميل .. مش زيكم آخركم قطم منخير ونفخ شفايف!
- عالعموم اهو انت واحشني يا عم محسن .. وريني نفسك بعد التجميل
-- انا وراك يانجم
نظر المرحوم خلفة ليجد ذاك الكائن المضئ بالخضار مبتسماً ابتسامة دراكولا بعد رؤيتة لفريسة جديدة .. واقفاً علي قدميه الخلفيتين وممسكاً بهاتف نقال.