السيد الأستاذ ومشروع التربية القرآنية

القرآن الكريم يعتبر غذاء الروح وهو الذي يزيل الهموم عن القلب ويدخل السرور والطمأنينة إلي النفس,و هو الناموس الإلهي الذي تكفل للناس بإصلاح الدين والدنيا، وضمن لهم سعادة الآخرة والأولى، فكل آية من آياته منبع فياض بالهداية ومعدن من معادن الإرشاد والرحمة، فالذي تروقه السعادة الخالدة والنجاح في مسالك الدين والدنيا، عليه أن يتعاهد كتاب الله العزيز آناء الليل وأطراف النهار، ويجعل آياته الكريمة قيد ذاكرته، ومزاج تفكيره، ليسير على ضوء الذكر الحكيم إلى نجاح غير منصرم وتجارة لن تبور.

كما أن اجمل مافي القران سره المكنون الذي تلمسه وانت تقرا اياته لتجد نفسك في جو روحي ليس له مثيل فهو الكتاب الذي لاتحس بالملل وانت تقراه كل يوم وتعيد قراءة اياته، حيث تحس بوجود جاذبية خفية وتفاعل روحي خاص يجعلك تعيش في حالة من الحضور والمعرفة, وهذا كلهُ وغيره ما لمسناه في مشروع المرجع الديني السيد الصرخي الحسني _أدام الله فيض علمه_ في الأمسيات القرآنية في مكاتبه الشرعية في شهر رمضان الفضيل وأثره في تربية النفس واشاعة نور القرآن الكريم في النفوس والعقول وما يترتب عليه من آثار ايجابية تأخذ بيد المجتمع وخصوصًا الشباب والاشبال الى بر الأمان خاصة وأن مشروع الامسيات القرآنية تزامنت مع مشروع الراب المهدوي الحسيني الأسلامي الذي كان مصدر الهام للشباب في احياء شعائر الله وشعائر آل البيت الاطهار في حلة طاهرة كونها هذبت الراب الفاحش الذي اجتاح المجتمع واضافت عليه انوار الهداية والصلاح لشريحة مهمة من مجتمعنا الأصيل.

فالقران ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين وله مكانته في نفوس المسلمين، وله الخصوصية الخاصة عند الصائمين فالقران نزل في شهر رمضان وفي ليلة القدر التي تنزل فيها الملائكة والروح وهي ليلة السلام، فحري بنا ان نعلم فوائد قرائته وان نعيش جو القران وان نفهم معانية ونتطلع الى اسراره فماذا يقول النبي _صلى الله عليه واله وسلم_ لنا وماذا يقول ائمة اهل البيت عليهم السلام للمسلم ولقارئ القران؟

عن الإمام الباقر عليه السلام قال: " قال رسول الله _صلى الله عليه واله وسلم_: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر.... ".

https://bit.ly/2HkQpAQ

سهير الخالدي