فلنتفكر (2): ســــورة يوســـــف
قوله تعالى (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) - 23
_________________________________________________
في الآية الكريمة هنالك درس كبير الينا جميعا هذه المراودة الواحدة المتعددة الاشكال والتي تتنوع باختلاف مضامينها ولكنها تلتقي على كونها انتهاكا لقوانين الانسانية والحق والعدل وتعدياً على حقوق الآخرين.
في هذا المجال نجد ان اهم قانون يجب ان يعيشه الانسان في كل لحظة هو قانون (الإمتنان) لله الواحد يرافقه قانون (العرفان) ان يكون الفرد ممتنا لله ومعترفا بفضائله غير ناكر لنعمه هو بالضبط معنى ان يكون (إنساناً).
المراودة في الآية الكريمة تعبر عن فتح ساحة صراع بين الشهوة والعقل وعادة ما تواجه الانسان خلال يومه الاعتيادي الكثير من هذه المواقف سواء كان شابا في جامعة او موظفا مؤتمنا على اموال او مسؤولا مؤتمنا على مصائر الناس او غير ذلك ... وعندما يحضر قانونا (الامتنان والعرفان) تصبح جبهة العقل هي الاقوى والاقدر على الانتصار ويرافق ذلك الاحساس بالأمان لأن الإتكاء على القوة الربانية المطلقة يعطي الانسان إحساسا قويا بالأمان من مكائد عمال الشيطان ومكرهم.
لهذا فإن التدريب المستمر على قانوني (الامتنان والعرفان) من الصباح الى المساء يرسخ هذين القانونين في العقل الباطن ويدخلهما في البرمجة الذاتية للفرد لتصبح عادات تطبع سلوكه وتحصن ساحته ومن أهم أدوات هذا التدريب هو (التفكر).
-
كرار الربيعيمختص بالهندسة الصناعية والتنمية البشرية ومهتم بالفكر الانساني والاسلامي ودائم البحث عن الحقيقة