شيطان يترك لي رسالة
الجزء الأول
نشر في 22 أكتوبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يجب أن تكون علميا واقعيا..لاتكترث للأساطير و الخرافات..كن قويا ..بنفسك..و بإرادتك..
تلك كلمات كنت أرددها كثيرا...قبل أن أفجع بهذه المصيبة التي وقعت فوق رأسي، منذ أن همس ذلك الكائن في أذني، تلك الكلمات التي لن أنساها، بصوت فسيفسائي، كلمات و إن قلت إلا أنها تركت في نفسي أثرا عميقا لا تكدره الدلاء...
"ستموت قريبا..." و تلتها بعض الأصوات المخيفة، كقهقهة شريرة تبتعد كلما قاربت ..على النهاية...ذعرت بسماع هذه الكلمات في دور المياه الموجودة في الكلية..أخافتني كثيرا.. لكن الخوف سرعان ما تلاشى بعدما سمعت صوت الأذان، مرت الحادثة بخير...لكنني بقيت في تذكر لها، رغم مرور الزمن...
بعد أشهر قليلة، كنت مطمئنا...هادئ البال، لأنني سألت أحد أصدقائي عن سبب ذلك، وهو متدين يظهر عليه الإيمان و زهد الصالحين.. فقال لي أن ذلك من الوساوس فقط.. فدلني على بعض الأذكار و الأدعية.. سريعا ما تركتها...
قاربت الامتحانات على البداية..
في مساء يوم .. سمعت بكاء طفل في حينا، و قد كان صوته مزعجا، لم أستطع بسببه المذاكرة...فقررت أن أنزل لأتحدث مع أهل ذلك البيت..إنهم منعزلون كثيرا عن الناس.. ثلاثة رجال و أمهم..و في طريقي إلى البيت بدأ التساؤل يدخل دهاليز مخيلتي..ابن من هذا ! لكنني عزمت على محادثتهم..فليس لي مكان آخر لأذاكر فيه دروسي..
حينما وصلت إلى باب البيت الذي كانت حديقته سقيمة الملامح.. أعشاب ضارة تعانق شجرة للزينة..بجانب البيت نافورة تقطر في دلو قد شبع ماء منها .. والقطط تنظر إلي كلما اقتربت من الباب..لكن الأمر المحير هو عددها الكثير !.. سمعت صوت بكاء الطفل يزداد كلما اقتربت لطرق الباب..لكن ما شد سمعي..هو تغير اتجاه الصوت..فقررت أن أتبعه.. توجهت نحو الشرفة التي يأتي منها الصوت..كانت في الطابق الأرضي..استمرت القطط في اللحاق بي..لكنني لم أدرك ما سيلحق بي..
الغرفة تصدر صوت بكاء الطفل...وصلت إلى المكان المقصود، لكن..لا شيء..لا طفل و لا هم يحزنون..وجدت تحت مجلة رسوم متحركة على شرفة الغرفة..قناعا للجوكر يصدر أصوات بكاء لأطفال تعددت أصواتهم..أدخلت يدي لالتقاطها..لكن سرعان ما وجدت عينين تحدقان بي أثناء اتجاه يدي لأخذها.. توجهت عيناي إلى ذلك الوجه الأسود..فوجدت جاري الذي امتلأت عيناه شرا..تمتمت بالاعتذار..و فررت هاربا...لكنني أثناء هربي...سمعت صراخه..أيها السارق...فزدت في الركض..حتى سقطت... ومن شدة خوفي منه لم أبالي بأفعالي فاصطدمت بأمهم..التي كانت تهم بدخول البيت.. قالت لي..أيها الولد..ماذا تفعل هنا..فقررت أن أفتح قلبي و أن أعترف لها.
عزمتني على كوب قهوة ساخن في بيتها مع حبات كعك سكرية..أحببت طريقة طهيها..رغم أن ابنها وبخني..لكنني شرحت له ذلك..لقد كان يهم بالاستحمام..لقد أزعجته..لكنه تفهم الأمر..
كانت السيدة الكبيرة تحدثني عن شبابها و زوجها الذي كانت قصته غريبة فعلا..فقد كان روائيا..كانت آخر أعماله مهداة لابنه..يحكي فيها عن شاب ترك الشيطان له وصية..
لقد انتابني شعور غريب من حديث السيدة الكبيرة.. إلتفت إلى الخلف من شدة الخوف و ابتلعت ريقي.. أخذت شفطة من كوب القهوة..الذي كان مرا..بدأت في تحسس الكأس و النظر في أرجاء البيت..حتى لفتت بصري مجموعة من الكتب..هرولت باتجاهها..لقد كانت للسيد الكبير الميت..في تلك اللحظة نزل الابن الذي كان في الحمام..كان رياضيا..أسودا كأبيه.كانت نظراته حادة إلي ..كان يلبس قميصا..يا للهول..إنها الكارثة..القميص..كتب عليه.. رسالتي إليك هي الموت ........
يتبع..
-
عبد الرحمان برداديباحث جزائري