رسالة الى قلبك - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسالة الى قلبك

  نشر في 03 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


عندما خلق لله البشر وأنزلهم الى أرضه المباركة كان يعلم أن خروجهم من الأبدي الخالد والذي هو الجنة الى الأرض الفانية سيكون بلا شك مليئ بالأكدار والمشاكل التي تنغص الحياة وتجعلها جحيما بعدما كانت نعيما . فقد كانت غاية الله من هذا الأنزال إمتحان الصابريين عن صبرهم وتعاملهم مع كل شقاء يصيبهم ، لذلك نهي المسلم الحق الذي يؤمن بالله ورسوله الأعراض عن هذا القدر الذي ألم به فتجده يقول : كيف لغيري يعيش في ذلك النعيم وحياة الرفاه وأن مبتلى أعيش في مرارة لا تطاق ؟ وحتى إن لم ينطق بها تجد أن ضميره الباطني يؤمن بها ويقر الاعراف لها حتى لو كانت نفسه لا تسمح له بنطقها . لقد نسي المسكين أن الله تنبئ بكلامه وما تقره كينونته عندما قال '' وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند لله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا '' .

أن فقه الحديث يحتاج الى إيمان حقيقي بالتفاؤل وحسن الظن بالله وإنتظار الفرج بعد العسر، ولذلك نحن اليوم أمام معضلة مفاهيم تحتاج الى الشرح أكتر منها الى المرور مرورالكرام، ومن بين هذه المفاهيم مفهوم حسن الظن بالله .إنه مفهوم معروف عند كل مسلم فلا تكاد تجد من لم يسمع به من صغير أو كبير لكننا لم نحاول أن نتوقف عنده ونذرك مبتغاه الحقيقي ورسالته العظيمة في الوجود

ورد مفهوم حسن الظن بالله في حديث رواه أبي هريرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي قال '' يقول الله أنا عند حسن ظن عبدي بي ، وأنا معه حيث يذكرني '' ، مفن حسن الظن بالله أن تؤمن أن ما أصابك ما كان ليخطئك ، أن إفلاسك سيكون بعده تيسير لك وخير مديد ، أن فقدانك لولدك فيه شفاعة لك يوم القيامة بصبرك وشكرك ، أن عدم توفيقك في ولوج مهنة كانت هي حلمك بعد أن عملت عليها الليالي الطوال فيه خير ونعيم لك في غيرها ، أن مرضك الذي ألم بك فيه جزاء عظيم سيكون سبب لدخولك جنة النعيم لان لله وعدك بهذا ، أن فقدانك لامك وأبيك وأحبابك في حادث سيكون منعطفا يغيرك به الله من حال الى حال ... إنها جميعا أحداث ومواقف تحمل من الألم الشيئ الكبير الى أن الذي يمنحنا فيها الامل والعزيمة التي تنقد أرواحنا من ذلك الحزن هو تلك الظنون الحسنة بالله .

إننا يجب أن نوقن أن اليأس لا يقدم حلولاً ولا يصنع شيئاً سوى مزيد من الآلام والمصاعب التي تدمر النفس والروح.. فعوض أن يكون دافعا للمضي قدما تجد صاحبه مايزال في ركود يسهم في تضخيم الصورة السلبية عن نفسه وظروفه وأحواله.. 

وفي رأيي المتواضع أن كثيراً من الأمراض النفسية التي نعيشها اليوم من قلق واكتئاب ونحوها هو ناتج عن رسم الصورة السلبية عن الذات ومن ثم تضخيمها وكثرة الإلتفات إلى الماضي وما حواه من أحوال ربما كانت بالفعل سلبية بدرجة ما ، فلهذا رسالتي لك أن توقن أن الله الذي خلقك من عدم بعد أن كنت لا شيئ قادر على أن يغير حالك و يرشد سبيلك ، وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه ، لما يسبب من إضعاف للقلب، ووهن للعزيمة، وإضرار بالأرادة، كما أن الشيطان من أحب الأعمال عنده حزن وتوقع من الله السوء والمصيبة كما قال الله '' انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين أمنوا''



   نشر في 03 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا